الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

انتقاد غياب التخطيط وقلة الاهتمام بتطوير الناشئين في مصر

انتقاد غياب التخطيط وقلة الاهتمام بتطوير الناشئين في مصر
15 نوفمبر 2011 23:11
في مصر لا يزال المشهد المكرر كما هو، فلا جديد في واقع كرة القدم وبخاصة على مستوى قطاعات الناشئين وأكاديميات كرة القدم، ويفتقر الاتحاد المصري لقوانين ولوائح تجبر الأندية على امتلاك أكاديميات بالمفهوم الحديث، كما تعاني معظم مسابقات المراحل السنية من التخطيط والتنظيم السليم فضلاً عن غياب الإحصائيات العلمية وقاعدة البيانات التي يجب أن تتوافر في بلد تعداد سكانها يصل لأكثر من 82 مليون نسمة، فيما لا يزيد عدد المقيدين في كشوفات اتحاد الكرة على 62 ألف لاعب ما يكشف قلة الاهتمام بنشر مراكز تكوين للعبة والعمل على تطويرها، بالمستوى المتوقع والملائم لما يتوافر للاعب المصري من مواهب فطرية كغيره من اللاعبين العرب في مختلف دول المنطقة. واتفقت الآراء التي استطلعتها “الاتحاد” على أن الوضع في مصر بات متراجعاً لاسيما فيما يخص برامج تطوير قطاعات الناشئين والاهتمام بتكوين المواهب، وطرحت الآراء فشل فكرة “مدرسة الموهوبين” التي كانت قد أطلقت قبل أكثر من 15 عاماً للنهوض بالمواهب بمختلف الألعاب، والتي لم تخرج إلا لاعبين قلائل على رأسهم أحمد حسام ميدو وشيكابالا لاعبا نادي الزمالك. ويرى هاني رمزي مدرب المنتخب الأولمبي المصري الذي خاض تجربة احتراف ناجحة بين ألمانيا وسويسرا استمرت لما يقرب من 12 عاماً، أن اللاعب المصري بات قليل الطموح، خاصة فيما يتعلق برغبة تطوير المستوى والسعي نحو النجاح في تجربة الاحتراف الخارجي، وزاد من فداحة الموقف وجود أندية لديها قدرات مادية رفعت من قيمة الانتقالات الداخلية بالدوري المصري. وقال: “اللاعب المصري غير معتاد على الغربة، ويتأثر مستواه سريعاً في أول مباراة يجيد فيها”، وتابع “أنا لا ألوم اللاعب الكبير بل لومي ينصب على المدربين في قطاعات الناشئين لأنهم لم يهتموا بتعويد اللاعبين على حياة الاحتراف، لقد خضت تجربة الاحتراف في سويسرا وألمانيا، وأعلم أن اللاعب الأوروبي يحفظ جيداً مهامه الفنية، بحيث يتم إعداده في مرحلة الناشئين والأكاديميات ويصبح أكثر قوة بدنية ووعيا تكتيكيا والتزاما داخل الملعب، وهو ما يتلقاه في الأكاديميات وقطاعات الناشئين، ولكن عندنا في مصر فهذا النظام يكاد يكون مفقوداً”. وأضاف: “أنا مدرب للمنتخب الأولمبي وأعاني في كيفية تعويد اللاعب على التحرك بكرة، ودون كرة لأن اللاعبين لم يتم منحهم حصصاً تكتيكية، كما أن معظم اللاعبين الموهوبين في مصر لا يعرفون الفارق بين طرق اللعب لأن قطاع الناشئين والأرضية التي تأهلوا فيها لم تكن صالحة، ومن بين الجيل الحالي من منتخب الشباب يمكن لمصر الاستفادة فقط من 4 لاعبين على الأكثر”. وضرب رمزي مثلاً بألمانيا التي تربط 20 ألف مدرسة بنظام كشافي المواهب وتضخ لاعبين صغاراً في نظام الأكاديميات بصورة باتت معها الدولة الأكثر تقدماً في العالم في هذا المجال، مشيراً إلى أنه خاض تجربة تدريب فريق الشباب في كايزرسلاوترن الألماني قبل القدوم لمصر وتولى تدريب منتخب الشباب ثم الأولمبي، وقال: “مدربو قطاعات الناشئين في مصر غير مؤهلين والمشاهير منهم يتعالون على المهنة ويطلبون تدريب الفرق الأولى دون الحصول على دراسات كافية، ونتيجة لذلك يوضع اللاعبون الصغار تحت ضغوط نفسية ويتم تكوينهم بشكل سيئ للغاية فضلاً عن قلة رواتب المدربين في هذه المراحل نتيجة لغياب الدعم المالي الكافي بالأندية”. وعن بوادر الأمل في مستقبل مصر الكروي، قال: “من واقع تجربتي هنا حتى الآن، فلا توجد بوادر أمل في مصر بالنسبة لقطاعات الناشئين بسبب غياب التخطيط وسيطرة العشوائية على كافة القطاعات، فدولة مثل ألمانيا تعمل من الآن لمونديال 2026، بينما اتحاد الكرة المصري لديه خططه الاستراتيجية ولكنه لم يضع آلية التنفيذ حتى الآن، وبما أني داخل المطبخ الكروي حالياً يمكنني القول إن مستقبل مصر أسود في قطاعات الناشئين”. وتساءل رمزي عن أسباب تعنت المسؤولين في عدم الاستعانة بخبرات تطور الكرة المصرية من مرحلة قطاعات الناشئين وتطوير المدربين ورفع رواتبهم. وانتقد ضياء السيد مدرب منتخب مصر للناشئين والشباب المتأهل لكأس العالم للشباب مؤخراً والمدرب المساعد الحالي للمنتخب الوطني المصري الأول، غياب الاهتمام باختيار المدربين الحاصلين على خبرات أكاديمية دراسية في مجال التدريب واشتراط حصولهم على تراخيص حتى يتم منحهم فرصة التدريب في المراحل السنية التي باتت تعج بمدربين معظمهم غير مؤهل، ولا يعرف كيفية التعامل مع طفل في سن التكوين بمراحل تحت 14 أو 13 سنة وما فوقها. وقال: “الخلل منبعه غياب تأهيل المدربين العاملين في المراحل السنية، فاللاعب المصري يظلم لهذه الأسباب لأنه موهوب بالفطرة، ولكن القائمين على اللعبة في الأندية لا يدركون أهمية التكوين الصحيح للناشئ وضرورة توفير احتياجاته الخاصة”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©