الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مالوش: غياب الوعي وسوء الإدارة وراء تراجع الأكاديميات العربية مالوش: غياب الوعي وسوء الإدارة وراء التراجع العربي

مالوش: غياب الوعي وسوء الإدارة وراء تراجع الأكاديميات العربية مالوش: غياب الوعي وسوء الإدارة وراء التراجع العربي
15 نوفمبر 2011 23:11
تواصل «الاتحاد» في الحلقة الرابعة حديثها عن تحديات أكاديميات كرة القدم وقطاعات الناشئين، وبعد أن جابت «الاتحاد» ميدانياً دولا أوروبية صاحبة باع طويل في حقل الاهتمام بتطوير المواهب والناشئين في مقدمتها ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وعرض تجربة هولندا. ونعرض في هذه الحلقة أبرز التجارب العربية وما تعانيه واشتهرت بأنها دائماً ما تكون ولادة للمواهب وعلى رأسها مصر والمغرب وتونس والجزائر، ويعكس الحديث عن تلك التجارب ما تعانيه فكرة الأكاديميات وقطاعات الناشئين وأكد الدكتور بالحسن مالوش المحاضر الدولي والمستشار الفني عضو برنامج الأداء بالفيفا، عضو اللجنة الفنية والمتابعة بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم، على اهتمام الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بمشاريع الناشئين واللاعبين الصغار، وقال: «الفيفا» يدرك مدى أهميتها في تطوير اللعبة، مشيراً إلى أن الدول الأوروبية باتت متقدمة للغاية في هذا المجال كونها اهتمت به بشكل علمي مدروس منذ ما لا يقل عن 15 عاماً، وقبلها كانت تولي القطاع رعاية كبيرة قبل أن تطلق مشاريع الأكاديميات الخاصة بالموهوبين والتي باتت مفروضة على كل الأندية العالمية في الدوريات الألمانية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية مروراً بالهولندية والبلجيكية والدنماركية. وركز مالوش على أهمية البحث العلمي في مجال تطوير الناشئين والاعتماد عليه في أكاديميات كرة القدم، وأشار إلى أهمية المبادئ التربوية في مجال تطوير الناشئين وإلى التجربة الإسبانية التي تركز على تعليم الصغار تلك المبادئ، وكلها تركز على السلوك والقيم الأخلاقية. وقال مالوش: «الاتحاد الدولي يمنح 32 منتخباً تتأهل لنهائيات كأس العالم مبالغ كبيرة للإعداد للبطولة ولكن في التوقيت ذاته، يقسم أموالاً كبيرة أيضاً على جميع الدول المنضوية تحت لوائه التي لا تتأهل عبارة عن دعم كبير في اتجاهات أخرى منها على سبيل المثال مشروع الهدف الذي يعتبر دليلاً على اهتمام «الفيفا» بالأكاديميات وقطاعات الناشئين لتطوير اللعبة». وحول ضعف الاهتمام بتخريج لاعبين مميزين للفرق الأولى مقارنة بما تخرجه أكاديميات دول أوروبا قال: «بالفعل حولنا هذا القطاع الهام لنقمة وذلك لغياب الوعي بأهميته فضلاً عن عدم وجود تمسك بإدارته بشكل احترافي فضلاً عن ضرورة الاهتمام باستمرارية الدعم المالي والفني وتأهيل المدربين وتوفير بيئة صالحة ومناسبة لتخريج لاعب كرة القدم». وقال: «بإمكان العرب تحويل النقمة إلى نعمة لو توافرت 5 شروط هامة لديهم، أولها تحديد استراتيجية واضحة للأكاديميات وقطاعات الناشئين، ثانياً وضع أهداف تسعى لتحقيقها، ثالثاً تحديد الوسائل التي تعينها على ذلك من حيث البنية التحتية والمدربين المؤهلين علمياً واللاعبين الموهوبين، ورابعاً الاهتمام بوضع ميزانية واضحة وبشكل مستمر حتى تنجو الفكرة برمتها وتؤتي ثمارها، وأخيراً الاهتمام بتهيئة اللاعب نفسياً ومهارياً وبدنياً وعلمياً وسلوكياً». ويعتبر الدكتور بالحسن مالوش من أبرز القيادات الرياضية التونسية والدولية حيث تولى منصب المستشار الفني للاتحاد التونسي لكرة القدم خلال الفترة الذهبية للمنتخب التونسي وتحديدا من العام 2003 حتى 2007، عندما فاز المنتخب التونسي بلقب أمم إفريقيا عام 2004 وتأهل للمونديال في 2006 كما بلغ المنتخب الأولمبي التونسي في عام 2004 إلى الأولمبياد، وتأهل منتخب الشباب التونسي لمونديال كوريا الجنوبية، وعن هذه الفترة قال: «ركزنا على الاهتمام بكل تفاصيل اللعبة في ذلك الوقت، كما منحنا فرصة واسعة لمدارس التكوين التي هي شبيهة بالأكاديميات عبر توفير المدربين المؤهلين والاهتمام بتطوير القدرات الفنية والبدنية والمهارية للاعبين، ولكن حالياً تراجع الوضع في تونس حيث لا توجد سوى أكاديمية الاتحاد التونسي التي يتوافر فيها جميع الشروط الفنية، بينما باتت أكاديميات المناطق مجردة من دورها بسبب الضعف المادي». وأضاف: «هناك أندية في بعض دول المنطقة لا تقدر على نفقات اللعبة والاحتراف، وبشكل عام أعتقد أن الاتحادات الأهلية مطالبة بأن تشرف بنفسها على برامج تطوير ورعاية النشء وأن تنفق على الأكاديميات، وتعتبرها واجباً وطنياً خالصاً». وعن التجارب الأفريقية قال: الاتحاد الأفريقي لن يقدر على فرض الاحتراف بالقوة على دوريات القارة كما فعل الاتحاد الآسيوي، وذلك لأن أغلب دول أفريقيا فقيرة، كما أن وضع دوري أبطال القارة السمراء يختلف عن دوري أبطال آسيا وبالتالي سنلجأ في الاتحاد الأفريقي إلى فرض الاحتراف بالبطء والاهتمام بكل عنصر من عناصره على حداً». ووجه مالوش انتقادات لاذعة إلى بعض الأكاديميات التابعة لأندية أوروبية وتحديداً في بلجيكا وهولندا والدنمارك بخلاف بعض كشافي المواهب التابعين لأندية عالمية على رأسها مان يونايتد وآرسنال الإنجليزيين وريال مدريد الإسباني وميلان الإيطالي، وقال: «هناك عمليات متاجرة في أطفال أفريقيا تتم تحت سمع وبصر القائمين على الاتحادات التابع لها هؤلاء الأطفال، وهذه التجارة باتت مربحة خصوصاً في دور وسط وغرب أفريقيا وهي غانا وكوت ديفوار ونيجيريا». ولفت إلى أنه ضبط كشافي أحد الأندية الإسبانية خلال زيارته لدوري الناشئين بغانا، وهم يجرون اختبارات بعيداً عن اتحاد الكرة الغاني ووقتها لم يتحرك مسؤولو الاتحاد لمنع هذه القرصنة التي باتت تتم بشكل دائم بعلم الاتحادين الأوروبي والدولي، وقال: «الفيفا لا يمكن أن يتدخل إلا إذا تقدم الاتحاد الوطني بشكوى وهذا لم يحدث، كما أن تلك الأكاديميات تستقطب اللاعب في سن 13 أو 15 سنة وتنقله إلى أوروبا هو وأسرته حيث يتم توظيفهم في أي وظائف كعمال وغيرها لحين وصول ابنهم لمرحلة البيع والتوقيع لفرق كبرى». وأشاد مالوش بالتجارب الأوروبية في الاهتمام بتطوير الناشئين على أسس علمية ووفق معايير صارمة لا تتبدل أو تتغير وذلك عبر الالتزام بشروط الأكاديميات المفروضة من قبل الاتحاد الأوروبية والفيفا معاً، وتحديدا ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا، وهي دول تقدمت كثيراً في هذا المجال بالإضافة لدول أخرى مثل هولندا وبلجيكا التي تولي اهتمام كبيراً باللاعبين الصغار وقطاعات الناشئين، لافتاً إلى أن تلك الاتحادات فطنت إلى أهمية الناشئين واعتبرتهم سر قوتها ومصدرا لموارد لا تنضب وهو ما يجب أن نقلده تحديداً.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©