الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

شجاعة الدكتور مسفر

15 نوفمبر 2011 22:57
مع خروجنا من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل 2014، التي منينا أنفسنا وتفاءلنا والشارع الرياضي، بتحقيق أمنية غالية راودتنا قبل انطلاقتها وحتى مباراتنا الثانية مع شمشون الكورى، وقبل أن تتبخر كل الأحلام في حسابات كرة القدم، إلا أن مكسبنا الوحيد كان في معرفة مستوانا الحقيقي في عالم كرة القدم، بغض النظر عن الإمكانات البشرية والمادية، ثم في مكسب الدكتورعبدالله مسفر الذى تجلت شجاعته في قبوله تولي تدريب المنتخب في هذه الظروف الصعبة جداً والفرص الضئيلة التي بقيت من تحقيق الحلم والأماني، وهي صفة قلما تجدها لدى الكثير من المدربين العالميين الموجودين بيننا أو من كنا نفكر في التعاقد معهم لقيادة هذه المرحلة. والدكتور مسفر قبل أن يكون مدرباً ذا مواصفات فنية مؤهلة لقيادة منتخبنا في هذا الظرف، كان شجاعاً لأبعد حد وصلباً لأقصى درجة ومدركاً لتبعات قبول المهمة التي لم يكن طريقها مفروشاً بالورود ولا سهلة ولا هو من وضع خططها منذ اليوم الأول، وإنما كان عليه تدارك أخطاء الماضى وبناء منتخب يقوى على تعويض ما فات من الهدر واللحاق بالركب إن أمكن أو ترك بصمة مضيئة لكرة الإمارات وسط منتخبات القارة، ويودع البطولة مرفوع الرأس كمدرب، لأن المنتخب كان أمره ومصيره بيد غيره وكان يعلم ذلك جيداً وكان مدركاً لطبيعة المرحلة وصعوبتها، ولم تكن بالطبع مستحيلة ولكن لم تسر الأمور كما أراد والساحة الرياضية مدركة جيداً لطبيعتها، وهذا ما شكل منه مدربا شجاعا يختلف عن غيره. لقد انتهى العرس المونديالي لمنتخبنا، ولكن عريسنا المونديالي يجب أن يستمر في قيادة هذا المنتخب وتغيير من يحتاج إلى تغيير والإبقاء على العناصر الفاعلة وتطعيمه بعناصر شابة تواصل المسيرة معه ليصل بهم ومعهم إلى تحقيق الأهداف المرجوة وفي بلوغ مكانة مرموقة بين فرق القارة والتأهل في المرات القادمة لنهائيات القارة وكأس العالم. انتهت التصفيات لنا كمنتخب، ولكننا نطالب ببقاء الدكتور مسفر مع المنتخب في المرحلة المقبلة وتأهيله نفسياً لقيادة المنتخب بعد نجاحه فنياً وإدارياً في المرحلة القصيرة السابقة في قيادة الأبيض الذى ظهر أكثرانسجاماً بعد أن أضاع كاتانيتش علينا حلماً جميلاً عشناه معه ولم يتمكن مسفر من تحقيقه لصعوبة المرحلة بعد تسلمه قيادة المنتخب في ظروف حالكة. نرجو من اتحاد الكرة أن يعطيه فرصة كاملة ولدورة مدتها أربع سنوات كما حدث مع مهدى في قيادة المنتخب الأولمبي الذى يحمل معه طموح وطن بأكمله في بلوغ أولمبياد لندن ثم نحكم عليه، لا أن ننقلب عليه من أول مشاركة وخسارة قد يتعرض لها، والأمثلة أمامنا شاهدة على ذلك مع المدرب المصرى حسن شحاته في قيادة المنتخب المصري لثلاث نهائيات أمم أفريقيا رغم عدم تأهله رابعاً وحسين سعيد مع منتخب النشامى في نهائيات آسيا والتصفيات الحالية، وهذه كرة القدم، منتخبات عريقة عديدة خرجت وتخرج من كأس العالم والقارة. والدكتور مسفر لا يقل عن نظرائه من المدربين العرب الذين قادوا منتخبات بلادهم ومنتخبات عربية أخرى في تحقيق مجد كروي. Abdulla.binhussain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©