الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حزن صامت يحطم القلب

12 نوفمبر 2013 21:20
قمت بزيارة أحد أصدقائي في منزله ومن المعروف عن الإماراتيين تمسكهم بعاداتهم وموروثهم حتى في تصميم منازلهم، فما زالت الخيمة تحظى برواج واسع بالبيوت والفيلات بدولتنا، وما زال الشباب يتفاخر بصب القهوة والإكثار من الهيل في تلك الخيم، وبعض الشباب يتفنن بحمس القهوة ليكون مميزاً بقهوته الطازجة، فهم شباب مثقفون، نالوا أفضل الفرص في دولتهم وحصلوا على تعليم راقٍ من مختلف الجامعات في العالم، وحرصت القيادة الرشيدة على التمسك بالموروث الإماراتي الذي يحدد هوية المجتمع الإماراتي في جميع المناسبات، واجتهدت وسائل الإعلام المحلية في مواكبة الركب التراثي والتركيز على ترسيخ الهوية الإماراتية بين شباب المستقبل، كما شهدت الدولة العديد من المبادرات المميزة في السياق نفسه إلا أن هناك من يغرد خارج السرب. ومنذ فترة عرض فيلم «جن» الذي سمعنا عنه كثيراً، وصدعوا رؤوسنا به في السنوات الست الماضية، والادعاء بأنه أول فيلم إماراتي طويل، فقد مسح القائمون على هذا الفيلم البدايات السينمائية بالدولة، والتي أنجزها شباب إماراتي يطمحون إلى الحضور بقوة في الساحة السينمائية المحلية والعالمية، كما أنهم حصدوا عدداً لا بأس به من الجوائز، وتم عرض عدد من تلك الأفلام في دور السينما، وحققت نجاحاً لا بأس به على الرغم من التحديات التي واجهها أولئك الشباب. وما أحزنني هو حوار أصدقائي عن فيلم «جن»، والضيق من البداية للأفلام الإماراتية، فالحقيقة هي ما يصدقها الناس، لقد صدقت الناس بأن «جن»، هو أول فيلم إماراتي، ولم يعلموا بأن الفيلم كاتبه ومخرجه وأكثر الممثلين به أجانب، وأساء الكاتب لنا كثيراً من خلال ترديد عبارة: «أريد أن أغادر هذا المكان على لسان الممثلة»، كما أن الكاتب لاقى كل الدعم من شركات الإنتاج المحلية، ورحب به، وانتهى بنا المطاف بعوائد ليست على المستوى المأمول، مقارنة بالميزانية الهائلة التي رصدت لهذا العمل، مثلما ذكر بعض أصدقائي، وهي الشركات نفسها التي لم تدعم قصة «القراصنة واختطاف السفينة الإماراتية»، ودور طاقم السفينة، وقواتنا الباسلة البطولي، والذي انتهى بتحرير السفينة من دون خسائر، وهي قصة اجتهدنا في كتابتها مع فريق من الكتاب على مدى سنتين، وبعد تقديمها للشركات نفسها، تم إبلاغنا بأن القصة لا تناسبهم ولا تمت للإمارات بصلة، بعد ذلك الحزن توجهت إحدى الكاتبات التي عملت معنا إلى الولايات المتحدة للترويج عن القصة، وبعدها بسنة أعلن عن الفيلم الجديد «الكابتن فيليبس»، والذي حقق عوائد خيالية بشباك التذاكر بالأسبوع الأول من العرض، ومن المتوقع أن يترشح للعديد من الجوائز العالمية. الأمر الذي أصابني بالحزن الهامس الذي يحطم القلب. منصور الظاهري | ae2005_2005@hotmail.com‏
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©