الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قرية سياحية تتزين بالطابع المحلي والفنون الشعبية

قرية سياحية تتزين بالطابع المحلي والفنون الشعبية
16 نوفمبر 2011 12:35
ارتدت جزيرة ياس لباس البهجة العائلية خلال فعاليات جائزة الاتحاد الكبرى للفورمولا - 1، التي لم يقتصر الاحتفال فيها على الجانب الرياضي، فقد عملت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث على تخصيص حيز واسع، عبر قرية سياحية تزينت بالطابع المحلي والفنون الشعبية، واستقطبت أعدادا متزايدة من سكان أبوظبي والمناطق المجاورة وحتى السياح، ممن قدموا خصيصا من مختلف البلدان لمواكبة هذا الحدث العالمي. تتحول سباقات الفورمولا - 1 التي تستضيفها أبوظبي، سنة بعد سنة، إلى مناسبة عامة للتعبير الاجتماعي عن أهمية الحدث الذي يعزز من مكانة الإمارة على أكثر من صعيد، حتى إن الكثيرين يعتبرونه موعدا للتعبير عن شغفهم الرياضي وتعلقهم بأجواء السرعة والتشويق، ويكفي القيام بجولة في محيط المنطقة الترفيهية المحاذية لتجمع الفنادق في جزيرة ياس، لملامسة هذا الواقع الاحتفالي الخاص بـجائزة الاتحاد الكبرى. قرية ثقافية زيارة موقع المهرجان الذي ملأته «أكشاك» العرض، تستغرق عدة ساعات لم تكن كافية لتغطية كل فقراته، إذ كان لابد من معاودة الجولة في اليوم التالي، فقد امتدت المشاركات الفنية والثقافية والتراثية في محيط حلبة السباق، على مدى 3 أيام كانت مكتظة بحركة العارضين وضجيج المارة ممن رسموا ملامح الكرنفال. وتحدث عبدالله القبيسي مدير إدارة الاتصال في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات الهادفة التي تصل إلى جمهور العامة من الناس، مشيراً إلى أن الهيئة تؤكد على استراتيجية حفظ وصون تراثنا الأصيل والحرص الدائم على التعريف بالثقافة الإماراتية لضيوف السباق الذين يتوافدون من مختلف أرجاء العالم. الموروث المحلي وأوضح أنه لابد من استغلال كل الفرص والمناسبات العامة التي من شأنها أن تساعد على الترويج للموروث المحلي درءا لاندثاره. وذكر القبيسي أن فعاليات الهيئة المصاحبة لسباقات «الفورمولا-1»، كانت أشبه بقرية سياحية ثقافية أكثر منها تراثية، وهي لا تتضمن أدوات استعملها الأجداد وحسب، وإنما تعرف بالطابع التقليدي للحياة الشعبية في المجتمع الإماراتي على مر السنين . ولفت إلى أن مفهوم القرية الذي يواكب الأحداث المماثلة يضم عناصر الثقافة المحلية بما فيها قطاع المكتبات والفنون البصرية وفنون الأداء العصرية، إضافة إلى المقطوعات الموسيقية والمنتجات المحلية مثل التذكارات. ويوضح أنه تم اختيار موقع العرض في باحة الفنادق في جزيرة ياس، كونها تطل على المرسى كما أن معظم زوار «الفورمولا-1» يمرون بها، وعند التجول مشيا على الأقدام، فإنه لابد من الاطلاع على الفعاليات الحية التي تجذب الكبار والصغار وتظهر الجانب الإماراتي المشرق من خلال هذه السباقات. ويشدد عبدالله القبيسي على ضرورة تحاور الثقافات الذي تحدثه مثل هذه الفعاليات، سواء من خلال الموسيقى أو شتى أنواع الفنون الأخرى. وقال: نحن في الهيئة نسعى باستمرار إلى أن يكون لنا تواجد سواء في المعارض الكبرى أو في المهرجانات العامة، بهدف تعزيز الاهتمام بالأمور الثقافية. ونحن نتوجه ليس فقط إلى الناضجين وإنما كذلك إلى صغار السن الذين يحتاجون منا إلى أن نغرس فيهم القيم الأصيلة». ويلفت إلى أن ذلك يتم عبر تنفيذ أجندة معينة تتضمن مبادئ التعريف بالهوية الوطنية بالنسبة للسياح، وكيفية الحفاظ عليها بالنسبة للمواطنين. «ومما نركز عليه، أهمية الضيافة العربية وطقوس الأكلات الشعبية، وإعداد القهوة على الفحم في الحظيرة». رقصات شعبية بالتنقل بين أرجاء القرية الثقافية السياحية المنوعة، فإن أول ما يلفت الزائر رائحة القهوة العربية التي تحضر في حظيرة خاصة. وهنا لابد من الاقتراب والاطلاع على استعراض تحضيرها وتقديمها للضيوف بحسب الطريقة التقليدية. من هنا اتجهنا ناحية منطقة الصقارة التي يقدم متطوعون فيها عرضا حيا يشرحون من خلاله عن أنواع الصقور المختلفة. وأدوات الصقار الإماراتي التي لم تتغير بالمبدأ بالرغم من مرور الزمن، وذلك كنوع من الحفاظ على الإرث التاريخي لهذه الهواية. وعلى بعد خطوات يقع الاستديو التراثي الذي يتيح التقاط الصور الفوتوجرافية التذكارية للزوار وهم يرتدون الزي الوطني الإماراتي أو أي من رموزه، وهذه الفقرة من أكثر الفقرات التي شهدت إقبالا من جمهور الأجانب الذين يبدون إعجابهم بالحفاظ على التراث المحلي بمختلف أوجهه. وأكثر من ذلك عروض المسرح الذي تم تشييده خصيصا لهذه المناسبة، والذي شهد تقديم المقطوعات الموسيقية بالآلات التقليدية مثل الربابة والعود. ويذكر عازف العود المواطن فيصل الساري إنه من المفيد جدا المشاركة بمثل هذه الفعاليات التي من شأنها تسليط الضوء على الحرف التقليدية للمجتمع المحلي. «وأنا أعتبر مشاركتي عربون وفاء لبلادي التي تحرص على تشجيع التراث وأساليب الحفاظ عليه». وبين كل ما تقدم، فقد استحوذت الرقصات الشعبية التي تم تقديمها، على إعجاب مختلف الجنسيات الحاضرة. وقد تضمنت عروض اليولة والحربية والعيالة والهبان. ويقول مدير الفرقة الإماراتي مبارك العتيبة «نحن نقدم العروض التي تعبر عن تراث الدولة وثقافتها، وعن العلاقة المتينة ما بين الماضي والحاضر». ويشير إلى أن مظاهر الترويج للفنون الشعبية، في تطور مستمر «وهذا بفضل القائمين على البلاد ممن يحرصون على تعليم الموروث الاجتماعي للأجيال المقبلة». ويثمن العتيبة ما تقوم به المدارس المحلية من تعريف بهذه الفنون، ومن يمارسها، وكيفية ممارستها. وذلك من خلال مسابقات اليولة بالنسبة للطلبة، وطقوس الحربية، والقصائد الشعرية. بيت الشعر المحطة التالية ضمن القرية الثقافية التي تم تنظيمها احتفاء بسباقات «الفورمولا - 1»، هي المكتبة الوطنية التي تعرض الإصدارات المميزة والحديثة لـ«دار الكتب الوطنية» التابعة لـ«هيئة أبوظبي للثقافة والتراث»، وفيها مجموعة من الكتيبات التي تروي قصصا عن أمجاد الأجداد وحياتهم المكللة بالتعب والإبداع في آن. وثمة إبداعات من نوع آخر، كانت معروضة بتوقيع الفنانة عزة القبيسي. وهي أعمال مميزة من الذهب والفضة تقدمها القبيسي بتصاميم مميزة استحقت عنها أكثر من جائزة. نصل بعدها إلى منطقة المشغولات اليدوية ونلقي نظرة شاملة على الحرفيات التي تعرضها مواطنات يمتهن الحياكة بالخوص والتلي والسدو. وهن حريصات على أداء عملهن بالتقنية القديمة نفسها. وبينهن نساء يعملن ضمن مشروع «صوغة» التابع لـ«صندوق خليفة»، والذي يسوق منتجات حرفية تصنعها بنات البلد. وثمة مشاركة من «شرطة أبوظبي» التي كانت تعرض منتجات صنعها نزلاء المؤسسات العقابية. ركن المأكولات الشعبية تقدم الأكلات الشعبية ساخنة للزوار، ومنها أطباق «الثريد» و»الهريس» والمكبوس»، والتي تعبر عن كرم الضيافة الإماراتية والتي لا ترضى إلا بتقاسم الطعام مع الضيوف وعابري السبيل. وصاحب الحظ هو من تمكن من إيجاد مقعد فارغ داخل المجلس التراثي الذي تم تجهيزه بحسب الطابع المحلي لاستقبال الضيوف. وكذلك الأمر بالنسبة لـ«بيت الشعر»، وهي الخيمة الإماراتية التقليدية التي يتم نصبها عادة لاستقبال الضيوف والترحيب بهم في مكان فسيح ورحب. أما السوق التراثي فقد تضمن إمكانية شراء التمور الإماراتية والهدايا التذكارية ومنها البخور والعطور العربية، والمنتجات الحرفية التابعة لـ«هيئة أبوظبي للثقافة والتراث». وكذلك منتجات «الغدير» التابعة لـ«هيئة الهلال الأحمر» الإماراتي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©