الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتفاق إيران و«الطاقة الذرية» على «خريطة طريق»

اتفاق إيران و«الطاقة الذرية» على «خريطة طريق»
11 نوفمبر 2013 23:58
أحمد سعيد، طهران (عواصم) - اتفقت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس على “خريطة طريق للتعاون” بينهما بشأن برنامج إيران النووي، تمنح بموجبه طهران الوكالة حق “الزيارة بقيود” لمنجم لليورانيوم ومفاعل للماء الثقيل خلال ثلاثة أشهر. وقالت فرنسا إن الدول الكبرى وإيران كانت قريبة من التوصل إلى اتفاق في جنيف، ودعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى عدم إضاعة فرصة تسوية الملف النووي الإيراني. واعتبرت الصين أنه لا يمكن التوصل إلى حل حول البرنامج النووي الإيراني بخطوة واحدة، رغم إحراز تقدم في جنيف. فيما خير وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إيران “بين إنتاج القنبلة النووية أو مواصلة بقاء النظام الإيراني”. ووقع الاتفاق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في طهران بعد أن فشلت إيران والقوى الست خلال محادثات دبلوماسية أوسع في جنيف مطلع هذا الأسبوع في التوصل إلى اتفاق للمساعدة في تهدئة المخاوف الغربية من برنامج طهران النووي. وجاء الإعلان عن هذا الانفراج خلال زيارة أمانو إلى طهران أمس، وجاء في بيان مشترك تم توزيعه في فيينا أن الوكالة الدولية وإيران اتفقتا على “تعزيز التعاون والحوار بهدف ضمان الطبيعة السلمية البحتة لبرنامج إيران النووي”. وأضاف “من المتوقع أن يشمل تعاون إيران إمداد الوكالة الذرية بمعلومات عن منشآتها النووية في وقتها، وفيما يتعلق بتطبيق إجراءات الشفافية، ستجري الأنشطة خطوة بخطوة”. وقال البيان إن إيران ستقدم معلومات عن مفاعلات بحثية مستقبلية ومعلومات تتصل بتحديد 16 موقعاً اختيرت لإقامة محطات للطاقة النووية وإيضاحات عما أعلنته سابقا بشأن تكنولوجيا التخصيب بالليزر. وأعلن رئيس المنظمة الإيرانية النووية علي أكبر صالحي في مؤتمر صحفي مشترك مع أمانو في طهران أن “البيان المشترك الذي تم التوقيع عليه اليوم ينص على خريطة طريق للتعاون تحدد الخطوات المتبادلة لحل القضايا العالقة”. وقال إنه “كبادرة حسن نية فإن إيران وافقت طوعا على زيارة مفتشي الوكالة، لمصنع إنتاج الماء الثقيل في أراك ومنجم اليورانيوم في غاشين” قرب بندر عباس (جنوب). ويعد مفاعل أراك مصدر قلق رئيسي للدول الغربية التي تخشى من استخدام إيران البلوتونيوم الذي ينتجه لإنتاج قنبلة نووية. وترغب الوكالة بشكل خاص بزيارة قاعدة بارشين العسكرية شمال شرق طهران حيث تشير أدلة استخباراتية إلى أن إيران ربما أجرت أبحاثا تتعلق بأسلحة نووية، وبدا أن صالحي يستبعد زيارة قريبة للوكالة إلى قاعدة بارشين. وأشاد أمانو بالاتفاق ووصفه بأنه “خطوة مهمة” إلا أنه أضاف أنه “لا يزال يتعين القيام بالكثير من العمل”. وعبر عن أمله في التوصل إلى نتائج ملموسة، مؤكدا أن “الوكالة الذرية مصممة على حل كافة المسائل العالقة عبر التعاون والحوار”. من ناحيته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس، إنه ستكون هناك ضغوط لتغليظ العقوبات على إيران، إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي. وقال هيج أمام البرلمان البريطاني “من الأهمية بمكان للسلطات الإيرانية أن تتفهم أنه سيكون هناك ضغط من أجل عقوبات أكبر وتشديد العقوبات ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن هذه المسائل”. وفي شأن متصل صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن القوى الكبرى “ليست بعيدة عن اتفاق” مع طهران. وقال لإذاعة أوروبا 1 “لسنا بعيدين عن اتفاق مع الإيرانيين، لكننا لم نصل إليه بعد” مؤكدا أن القوى الكبرى “متفقة بالكامل” على شروط التفاوض. وتابع أن “المفاوضات تتواصل، هناك نص مطروح وافقت عليه مجموعة 5+1، لكن ما زالت نقطتان أو ثلاث تطرح صعوبات”. ورد فابيوس على اتهام فرنسا بأنها وراء فشل المحادثات قائلا “فرنسا ليست معزولة وليست دولة تابعة، بل إنها مستقلة وتعمل من أجل السلام”. من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس خلال الاجتماع الـ11 لوزراء خارجية دول منتدى آسيا-أوروبا، إن جلسة المفاوضات الأخيرة بين الوفد الإيراني واللجنة السداسية في جنيف، جاءت بعدد من البوادر “الباعثة على الأمل”. وتابع “من المهم ألا نضيع الفرصة التي أتيحت لنا، وألا نعرقل الحركة إلى الأمام، بل علينا الاهتداء بأولوية تعزيز نظام عدم الانتشار النووي، بدلا من الاعتبارات الجيوسياسية الأحادية”. بدورها نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا عن المتحدث باسم الخارجية الصينية تشين جانج قوله إن القوى العالمية دخلت في محادثات جدية ومرهقة مع إيران في جنيف، وقد ضيق الجانبان الفجوات وعززا التفاهم. وذكر أن الطرفين أظهرا خلال المحادثات استعدادا لحل القضية، مضيفا لكن الدول الست تتحادث مع إيران منذ 10 سنوات، فالقضية الإيرانية معقدة جدا ليتم حلها دفعة واحدة. ودعا المتحدث الصيني الأطراف المعنية إلى مواصلة الحوار والاستشارات على الأساس الحالي لتعزيز الثقة المتبادلة وتوسيع التوافق. وشدد لي على أن بكين حافظت دائما على موقفها بضرورة حل القضية عبر الحوار، وستحافظ على تواصلها مع كافة الأطراف المعنية وتساهم في التسوية السلمية للقضية عبر السبل السياسية والدبلوماسية. ورحب عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان جون ماكين وليندسي جراهام بموقف فرنسا التي حالت دون توقيع اتفاق بين طهران والقوى الكبرى في جنيف. وقال جراهام على شبكة “سي إن إن” الأميركية أنه يجري إعداد نص حول إيران لطرحه الأسبوع المقبل على الكونجرس، مشيرا إلى أن “الكونجرس احترم حتى الآن التريث الذي طالبت به الإدارة الأميركية لإفساح المجال أمام حل دبلوماسي مع إيران”. وأضاف أن “هدفنا هو التوصل إلى اتفاق على الأمد الطويل، لا نريد أن نجد أنفسنا مع كوريا شمالية في الشرق الأوسط”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©