يعقوب علي (جدة) - حذر الدكتور عبدالعزيز الخوجة وزير الثقافة والإعلام السعودي، من خطورة ما تواجهه المنطقة العربية من مخاطر واصفاً ما يحدث بـ“المؤامرة”، مشيراً إلى أن قوى معادية ـ لم يحددها ـ تبذل قصارى جهدها لإبقاء المنطقة في دوامة من الصراعات المذهبية والطائفية بهدف تقويض أمن وسلامة المنطقة.
وقال الخوجة في كلمة ألقاها في مستهل افتتاح ملتقى الشباب الإعلامي الخليجي، الذي انعقد في صحيفة عكاظ السعودية أمس الأول برعاية من اتحاد الصحافة الخليجية، أن “هناك مخاطر حقيقية يغذيها المتربصون بالمنطقة، مشيرا إلى أن استغلال الدين الإسلامي كغطاء لتمرير تلك المؤامرات أساء للإسلام وأوجد ما بات يعرف بـ”إسلام فوبيا”، مؤكداً أن النظرة إلى الدين الإسلامي تمر بمرحلة صعبة، بالنظر الى حجم الحملات الإعلامية المغرضة التي تحاول تشوية توجهاته الوسطية.
وطالب الخوجة الإعلاميين الشباب المشاركين في الملتقى بضرورة قراءة المشهد بشكل صحيح والدفع بكل ما يمكن لتسريع إيجاد اتحاد خليجي متكامل، والذي أكد أنه الملاذ الأمثل لمواجهة تلك الصراعات، ووأد أحلام أصحابها. وأضاف أن هناك من شجع ودعم تلك القوى في تحقيق أهدافها، ووصف أولئك بـ”الجهلاء”.
وأوضح وزير الثقافة أن غياب ثقافة الحوار ساهم في نجاح هذه المؤامرات مطالباً بسرعة إنشاء مراكز حوارية مفتوحة تساهم في تقريب وجهات النظر على مستوى المثقفين والساسة، وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي إن دول الخليج العربي وحدها هي القادرة على الوقوف أمام المخاطر التي تواجهها منطقتهم واستشهد معاليه بالمبادرة الخليجية وما صاحبها من تحركات سياسية ودبلوماسية خليجية لتأمين نقل السلطة في اليمن، وتجنيبها الدخول في حرب أهلية طويلة وغير محمودة العواقب على القطر الشقيق من جهة وعلى المنظومة الأمنية للدول الخليجية بشكل عام.
من جهته قال ناصر العثمان أمين عام اتحاد الصحافة الخليجية إن تنظيم الملتقى يأتي في إطار برامج الاتحاد التي تلامس قضايا وهموم الأمة، وتحرص على أن تضع الصحافة الخليجية أمام مسؤوليتها بوعي وإدراك تأمين وأن ورشة العمل وكذلك الحوار الذي أجراه شباب الخليج واليمن بلور رؤية إعلامية مسؤولة تؤكد أنها ستسهم إن شاء الله تعالى في صناعة رأي عام متضامن وموحد، ووعد بأن يواصل الاتحاد برئاسة تركي السديري هذا النهج، وذلك بملامسة هموم وقضايا الصحافة الخليجية والنهوض بها إلى المستوى الذي ينشده الجميع.
وقال الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير «عكاظ» إن شباب الخليج واليمن يثبتون بهذه المشاركة في هذا الملتقى أنهم مدركون لحقيقة الأخطار التي تحيط بمنطقتنا وحريصون على الإسهام بدور فعال في تهيئة الرأي العام لتحمل مسؤوليته في هذه المرحلة العصيبة.
وأضاف: جاء الشباب الإعلاميون اليوم من دول الخليج الست ومن شقيقتنا اليمن لرسم ملامح هذا المستقبل الجميل من خلال ورش العمل المصاحبة للملتقى ويؤكدون معها أهمية الدور القيادي للإعلام في تحقيق الأحلام الكبيرة لشعوب تنتظر منا الكثير والكثير.
وتحدث تركي السديري رئيس اتحاد الصحافة الخليجية عن المرحلة التي تمر بها أمتنا العربية ومنطقة الخليج العربي بصورة خاصة قائلا: إن الاتحاد حرص ومنذ عدة سنوات على التعامل مع أحداث هذه المنطقة بموضوعية شديدة وحاول الاضطلاع بدور بارز في توعية شباب الأمة بالأخطار المحدقة.
ورش عمل
تضمن الملتقى ورش عمل مصغرة تناول كل منها جانبا يبرز ويعزز دور شباب الإعلام في تحقيق مشروع الاتحاد الخليجي، وتناول المشاركون بالملتقى ضمن ثلاث ورش عمل المعوقات والإشكاليات التي تحول من دون تأدية الصحافة الورقية بدورها الكامل نحو انتقال مبرمج للانتقال من مرحلة التعاون الى الاتحاد الكلي بين دول المجلس، فيما وضع المشاركون عددا من التوصيات التي من شأنها تقريب وجهات النظر وإيجاد أرضية ينطلق من خلالها الإعلام الخليجي نحو أفق أكثر التصاقاً بالقضايا الخليجية المشتركة، إيماناً من اتحاد الصحافة الخليجية بالدور الحيوي للصحافة المكتوبة، ورأى المشاركون أن الإعلام الخليجي مطالب الآن أكثر من أي وقت مضى بمواكبة الدعوات نحو اتحاد خليجي، نظرا للظروف السياسية والاقتصادية والأمنية التي يمر بها العالم والمنطقة العربية على وجه الخصوص.
وأكدوا أن مسألة الانتقال من “التعاون” إلى “الاتحاد” ليست بالمسألة المعقدة إذا توافرت الإرادة الصادقة بين دول الخليج.
ونوه المشاركون بالمقومات الموضوعية لقيام الاتحاد، مشيرين إلى أن وجود تشابه وتطابق شبه كامل في المكون الثقافي لدول مجلس التعاون، مقارنين ذلك بالاتحاد الأوروبي، مشيرين الى أن الاتحاد الأوروبي لم يمتلك هذه المقومات القوية، ومع ذلك وصل الآن إلى 28 دولة، بينما يمتلك شعوب الدول الخليجية كل المقومات الجدية لقيام هذا الاتحاد. ودعا المشاركون من دول الخليج كافة إلى خارطة طريق واضحة وعملية، تكون بمثابة ورقة عمل ووثيقة متفق عليها من كل الإعلاميين، للوصول إلى ذهنية مشتركة تدرك أهمية الاتحاد.
عدد اليوم
