الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل 41 مدنياً برصاص الأمن و20 جندياً باشتباكات مع «منشقين»

مقتل 41 مدنياً برصاص الأمن و20 جندياً باشتباكات مع «منشقين»
15 نوفمبر 2011 12:00
سقط 41 قتيلاً برصاص قوات الأمن السورية أمس، معظمهم في درعا وحمص وإدلب، وفق ما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث أيضاً عن مقتل 20 جندياً في اشتباكات مع مسلحين في بلدة قرب الحدود مع الأردن، يعتقد أنهم “منشقون”. في وقت شن فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم هجوماً عنيفاً على قرار تعليق عضوية بلاده في الجامعة العربية وسحب السفراء من دمشق، قائلاً “إن سوريا لن تلين وإن التآمر ضدها مصيره الفشل، وإن تكرار السيناريو الليبي مستبعد”. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بين القتلى الـ 41 أمس 20 مدنياً من بلدات وقرى بصر الحرير وناحتة والملحية الشرقية ومليحة العطش في محافظة درعا قتلوا بإطلاق رصاص من حواجز أمنية وعسكرية على الطريق الواصل خربة غزاله والحراك، وأضاف أن 20 على الأقل من عناصر الجيش والأمن سقطوا أيضاً في اشتباكات مع مسلحين يعتقد أنهم منشقون، دمرت فيها آليات عسكرية. وأكد ناشطون محليون لـ”رويترز” إن 40 مدنياً سقطوا في معارك دارت بين الجيش و”المنشقين” في بلدة خربة الغزالة القريبة من الحدود مع الأردن، وأضافوا أن قوات الجيش مدعومة بالمدرعات قتلت 20 شخصاً بين منشق عن الجيش ومتمرد ومدني في الهجوم، وأضافوا أن عدداً مماثلاً من الجنود قتل. وكان المرصد أكد مقتل شاب يبلغ من العمر 29 عاماً إثر إطلاق رصاص من حاجز عسكري في مدينة انخل الواقعة في ريف درعا، كما أصيب العشرات بجروح إثر اقتحام قوات أمنية لبلدة خربة غزالة من أجل إنهاء العصيان المدني فيها. وتابع أن اشتباكات عنيفة جرت على إثر ذلك بين الجيش والأمن ومسلحين يعتقد أنهم منشقون، أسفرت عن مقتل 20 عنصراً على الأقل من الجيش وإصابة ستة من المهاجمين بجروح، فيما دمرت خمس آليات عسكرية تابعة للجيش، بينها ناقلتا جند مدرعتان. وأكد ناشط من البلدة أن خربة غزالة وقرى علما والصورة ونامر تشهد نزوحاً كبيراً إثر القصف العنيف الذي تتعرض له من قبل القوات العسكرية النظامية السورية التي تشتبك مع مسلحين يعتقد أنهم منشقون في المنطقة، وأضاف “إن القذائف طالت الكثير من منازل الأهالي”. واضاف المرصد أن 12 مدنياً سقطوا في حي جوبر المجاور لحي بابا عمرو في حمص إثر إطلاق الرصاص الكثيف والقصف بالرشاشات الثقيلة. وأضاف “إن دخاناً شوهد يتصاعد من أحد أبنية حي بابا عمرو”. وفي ريف إدلب، أكد المرصد سقوط 4 قتلى برصاص قوات الأمن، وأشار إلى العثور على جثامين خمسة عناصر من الجيش، بينهم ضابط قرب معسكر الشبيبة في بلدة النيرب. وأضاف أن قوات الأمن نفذت منذ الصباح حملة مداهمات واعتقالات في قرى كفر بطيخ وجوباس وابديتا قرب بلدة سراقب بحثاً عن مطلوبين للسلطات الأمنية. وأشار المرصد إلى خروج تظاهرة ضمت نساء وأطفالاً ظهراً في بلدة كفرومة طالبت بالحرية ورفض بقاء الرئيس السوري في الحكم، مؤكدة أنها تفضل الموت على استمرار حكم النظام السوري. كما خرجت تظاهرة حاشدة في بلدة كفر نبودة (ريف حماة) تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري. إلى ذلك، قال وزير الخارجية السوري عن قرار تعليق مشاركة بلاده في الجامعة العربية “إنه مشين وخبيث وبالغ الخطورة، ويمكن أن نتوقع منه أشياء أخرى تبنى عليه”، وأضاف في مؤتمر صحفي في دمشق “إن هذا القرار ما كان ينبغي أن يصدر احتراماً للحقائق على الأرض وما تمثله سوريا من مكان ثقل في العمل العربي المشترك وفي الأمن القومي العربي”. وتابع المعلم “إن خطة إصدار القرار مبيتة ومقررة، والقرار الصادر غير قانوني لأنه يحتاج إلى إجماع من كل الدول العربية والدولة المعنية وهذا لم يحدث”. وأضاف “إن القرار وما تضمنه من بنود أخرى يشكل خطوة بالغة الخطورة على حاضر ومستقبل العمل العربي المشترك وعلى مقاصد مؤسسة جامعة الدول العربية ودورها”. ودافع المعلم عن بلاده وأكد التزامها بالمبادرة العربية، مشيراً إلى أنها كانت ستعلن إنهاء جميع المظاهر المسلحة في عيد الأضحى، ولكن تصعيد المظاهر المسلحة حال دون ذلك. واتهم الولايات المتحدة بالتشجيع على العنف في بلاده وأن قرار الجامعة سبقه تصريح أميركي تحريضي بعزل سوريا. وأوضح رداً على سؤال حول رد الفعل السوري في حال اعتراف الجامعة العربية بالمجلس الوطني السوري المعارض على أنه في حينه لكل حادث حديث. وقال المعلم إن بلاده لا تهتم كثيراً بدعوة الجامعة العربية سحب السفراء العرب من دمشق، معتبراً ذلك شأناً سيادياً لكل دولة، وقال “سحب السفراء شأن داخلي لكل دولة، وسوريا لا تكترث كثيراً لهذا الأمر .. إيطاليا سحبت سفيرها ثم أعادته، وكذلك فعلت اليابان، وواشنطن استدعت سفيرها للتشاور ويتردد أنه سيعود، والجزائر أعلنت أنها لن تسحب سفيرها ودول مجلس التعاون الخليجي سحبت سفراءها بالفعل قبل شهرين”. لكن المعلم أقر مع ذلك بوجود أزمة في سوريا التي قال إن عواصف تآمر تهب عليها من جهات عدة، معتبراً أن سوريا الدولة بكل مكوناتها تدفع ثمن صلابة مواقفها وصدق عروبتها. إلا أنه أضاف “إن سوريا لن تلين وستخرج من أزمتها قوية بفضل الإصلاحات الشاملة التي ستطال مناحي الحياة كافة”، مشيراً إلى أن الوضع ليس في تصاعد بل يتجه نحو نهاية الأزمة”. وشدد المعلم على أن السلطات السورية تتعامل مع ملفات الإصلاح والحوار وحقن دماء المواطنين بانفتاح تام، وتدرك حجم المؤامرة من جهة وتدرك أهمية وحدة شعبها بكل مكوناته في مواجهتها، وقال “إن سوريا ستبقى رغم ما يرميها به بعض الأشقاء قلب العروبة وحصنها الحصين وإن التآمر على سوريا مصيره الفشل”. واستبعد المعلم تدويل الأزمة السورية بفضل موقف روسيا والصين، وقال “على الشعب السوري ألا يقلق حول موضوع التدويل أو عدم التدويل لأن سوريا ليست ليبيا”. وأضاف رداً على سؤال “إن الموقف الروسي والصيني والذي حظي بشكر وامتنان شعبنا لن يتغير طالما نحن على تنسيق وتشاور”. وقال “لا حدود لتعزيز علاقاتنا مع روسيا لتكون أنموذجاً للعلاقات الاستراتيجية وفي مختلف المجالات”. ورأى وزير الخارجية السوري أن السيناريو الليبي لن يتكرر في سوريا، إذ لا يوجد أي مبرر لكي يتكرر هذا السيناريو، وما يجري في سوريا مختلف عما كان يجري في ليبيا”، مضيفاً أن دولاً عربية وغربية تعلم أنها ربما تدفع ثمناً عسكرياً أعلى لدى مواجهة الجيش السوري. وقال “إن سوريا تتعامل مع ملفات الإصلاح والحوار وحقن دماء المواطنين بانفتاح تام وتدرك حجم المؤامرة من جهة وأهمية شعبها بكل مكوناته في مواجهتها”، وأضاف “نحن مقصرون في موضوع الحوار وأرجو أن نتدارك ذلك”. وأشار إلى أن القيادة السياسية السورية ترى أن الحوار والإصلاح في ظل مناخ السلم الأهلي هما أساس الحياة الكريمة التي تريدها للسوريين. وأضاف أن “سوريا تتعامل بكل انفتاح مع أي بلد شقيق أو صديق لتفعيل سبل الحوار ولدعم مسيرة الإصلاح”. وقال المعلم “علاقتنا الاستراتيجية مع إيران ثابتة وراسخة وليست بحال من الأحوال على حساب علاقتنا مع أي دولة عربية، خاصة دول الخليج، لأن هذه العلاقة تخدم مصالح الشعبين السوري والإيراني”. ونفى وجود نية لدى سوريا لضرب إسرائيل، مؤكداً أن الجهود السورية منصبة على معالجة الأزمة الراهنة وليس الهروب منها. واعتذر وزير الخارجية السوري عن الهجمات التي استهدفت بعثات دبلوماسية في سوريا بعد الإعلان عن تعليق العضوية. وقال “بالنسبة لمهاجمة السفارات المقيمة في دمشق أو اللاذقية أنا كوزير خارجية سوريا أعتذر عن هذا الموضوع وأتمنى ألا يتكرر ونحن حسب المعاهدات مسؤولون عن أمن هذه السفارات”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©