صعدت تركيا امس خطابها ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وتوعدت باتخاذ أشد المواقف حزما والوقوف بجوار الكفاح العادل للشعب، مشددة “على أنه لم يعد بالإمكان الوثوق في الحكومة السورية”.
وقال وزير الخارجية احمد داود أوغلو امام البرلمان التركي “سياسة تركيا في هذه القضية واضحة وصريحة.. سنقف مع مطالب الشعب العادلة وسنعبئ المحافل الإقليمية والدولية اللازمة للتصدي لهذا الضغط السوري”، واضاف مشيرا الى الاعتداءات التي استهدفت البعثات الدبلوماسية التركية في سوريا “سنتخذ أشد المواقف حزما ضد تلك الهجمات وسنقف بجوار الكفاح العادل للشعب السوري.. لم يعد من الممكن الوثوق بالحكومة السورية”.
واضاف اوغلو الذي كان التقى مساء امس الاول أعضاء من المجلس الوطني السوري المعارض في انقرة “سوريا اختبار أهم بكثير؛ لأن هناك حدودا مشتركة معها تمتد 910 كيلومترات وبيننا علاقات عائلية عميقة”، واضاف “ان الذين ليسوا في سلام مع شعوبهم في الشرق الاوسط ولا يلبون طموحاتهم سيرحلون”.
وندد الوزير التركي بفشل جهود الوساطة التي انطلقت في مطلع العام، وقال “فعلنا كل شيء لتجنب سفك الدماء ولتعزيز صداقتنا مع هذه البلاد.. الآن نحن ندعم المطالب الشعبية بمزيد من الحقوق في الشرق الأوسط ونؤيد مطالب الشعوب التي تنتفض من اجل حقوق مماثلة، ولا يمكن لتركيا ان تقف متفرجة عند الدوس على القيم الجامعة”.
وأكد اوغلو الذي سيلتقي وزراء الخارجية العرب غدا في الرباط، أن بلاده ستكون شريكا فعليا مع جامعة الدول العربية من أجل العمل على التطبيق الفوري والكامل للقرارات التي تم اتخاذها من قبل المجلس الوزاري العربي بشأن سوريا. وأوضح “أن جدولا زمنيا لتطبيق ما تضمنته القرارات سيتم التفاهم بشأنه في اجتماع الرباط غدا على هامش المنتدى العربي التركي حيث من المقرر أن تتم مراجعة الانتهاكات التي ارتكبها النظام السوري وعدم التزامه بمقررات القاهرة”.
الى ذلك، أوضح بيان للمجلس الوطني السوري أن وزير الخارجية التركي خلال اللقاء مع ممثلي المجلس، أن بلاده تحمل سلطات النظام السوري المسؤولية عن الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة بلاده في دمشق وقنصليتاها في كل من اللاذقية وحلب، كما عبر عن ارتياحه للنجاحات التي حققها المجلس الوطني على الرغم من قصر المدة التي تم تشكيله فيها، وأكد استعداد بلاده لتقديم كافة أنواع الدعم اللازم لنجاح عمل المجلس وتمكينه من القيام بمهامه في خدمة القضية السورية.
واضاف في بيان “إن تركيا تعترف بالمجلس الوطني بوصفه إطارا سياسيا معبرا عن إرادة الشعب السوري وحراك الشباب في الداخل”. وعبر رئيس المجلس برهان غليون عن تقديره للدور التركي في نصرة الشعب السوري والسماح للمعارضة بالاجتماع دون قيود، كما أكد استنكار المجلس لقيام أفراد من “شبيحة” النظام السوري بحرق العلم التركي، واصفا ذلك بأنه أقرب إلى سلوك العصابات.
وافاد مصدر دبلوماسي تركي ان ممثلين عن المجلس الوطني طلبوا من وزير الخارجية التركي السماح بفتح مكتب تمثيلي للمجلس في تركيا. واوضح طالبا عدم كشف هويته انه خلال حديث مع اوغلو طلب ممثلو المجلس منه فتح مكتب للمجلس الوطني السوري في تركيا. واكد المصدر ان مناقشات واعمال ستتم لهذا الغرض دون تحديد موعد.
عدد اليوم
