السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

منظمات الإغاثة السودانية أمام امتحان إثبات الجدارة منظمات الإغاثة السودانية أمام امتحان إثبات الجدارة

منظمات الإغاثة السودانية أمام امتحان إثبات الجدارة منظمات الإغاثة السودانية أمام امتحان إثبات الجدارة
21 مارس 2009 00:34
أثارت قضية طرد منظمات إغاثة دولية من دارفور الكثير من اللغط والتساؤلات على المستويين المحلي والدولي حول القدرة الفعلية للحكومة والمنظمات الوطنية في تغطية الاحتياجات الإنسانية للإقليم المنكوب، خاصة أن بعض هذه المنظمات تنشط في المجال الصحي وهو الجانب الذي يثير الشك في قدرة الحكومة على تأمينه· ورغم أن المسؤولين الحكوميين قد أكدوا أكثر من مرة أن المهمة تأتي ضمن إمكاناتهم دون الاستعانة بالأيدي الأجنبية ''المشبوهة'' إلا أن تصريحاتهم لاتزال محل ''شك'' من المجتمعين المحلي والدولي· الأمين العام في المجلس السوداني للمنظمات الطوعية ''أسكوفا'' د·سراج الدين عبد الغفار أوضح أبعاد الموقف الإنساني في دارفور وجهود الإغاثة في أعقاب عملية الطرد التي طالت عدد من المنظمات الأجنبية العاملة في الإقليم· وقال إن ''النشاط الإنساني لم يتأثر كثيراً بعد حادثة إبعاد المنظمات الأجنبية ''· وأوضح أن المنظمات المتواجدة حالياً في المناطق المنكوبة في دارفور ''نجحت إلى حد بعيد في تدارك الموقف كونها متدربة على العمل التطوعي وهي تمارس نشاطها الآن بكفاءة وخبرة عاليتين''· وأكد أن ''نحو 13 وكالة،81 منظمة أجنبية، 70 منظمة وطنية، تقوم بتقديم الخدمات الإنسانية في دارفور تعمل جميعها تحت مظلات الأمم المتحدة وحكومة السودان والمنظمات الطوعية''· وقال إنه ''على الرغم من قناعة العاملين في مجال العون الإنساني بقدرة المنظمات الوطنية على تغطية الفجوة الغذائية، إلا أن توفير الخدمات الصحية خاصة في مناطق غرب دارفور شكل تحدياً كبيراً أمام الحكومة السودانية، سرعان ما نجحت في تجاوزه، وقامت بتسيير العديد من القوافل الصحية وإرسال كوادر طبية لتأمين النقص في هذا الجانب''· ولفت إلى أن معظم العاملين في المنظمات الأجنبية المطرودة هم في الواقع سودانيون وهم إما موظفون في الحكومة تم انتدابهم للعمل في هذه المنظمات، أو عاملون في الهلال الأحمر السوداني، وقد تم استيعابهم الآن في صفوف المنظمات الوطنية والطوعية للقيام بذات النشاط· ''لذلك فإننا لانعاني نقصا في الكوادر لاسيما في ظل تزايد أعداد المتطوعين''· وأشار إلى أن نشاط المنظمات المبعدة كان قد تركز في معظمه على عمليات توزيع الغذاء الذي يوفره برنامج الغذاء العالمي مبيناً أن هذا الدور يمكن أن يقوم به المتطوعين من أبناء السودان· وقال :''نحن على ثقة بأن المنظمات الأجنبية المبعدة كانت تقوم بنشاطات سياسية وأعمال جاسوسية تحت غطاء العمل الإنساني· هذه ليست السابقة الأولى التي تبعد فيها منظمات أجنبية من السودان، فقد سبق وطرد نحو 1000منظمة أجنبية''· وأضاف ''أذكر أن مدير إحدى تلك المنظمات جاء إلى السودان معتذراً عن قيام أحد موظفيه بتقديم معلومات مغلوطة لجهات خارجية، وكان المتوقع أن يتخذ هذا المدير أي إجراء ضد موظفه الذي خرق قانون العمل في المنظمات، لكنه اكتفى بنقله إلى جنوب تشاد مما يؤكد أن مثل هذه المنظمات هي في الحقيقة واجهات لنشاطات مريبة تهدف لإحداث بلبلة في البلد''· وفيما يتعلق بالحسابات المالية ومتعلقات تلك المنظمات في السودان قال عبد الغفار'' لقد دخلت تلك الأموال إلى الدولة باسم المحتاجين في دارفور وبالتالي فهي من حقهم، والآن تجري ترتيبات لتسويتها بعد أن رفع الحظر عنها''· وعن حجم المتوفر من الغذاء في دارفور قال إنه وفقا لإحصائيات سابقة فإن الكميات المتوفرة ''تكفي لمدة ثلاثة أشهر إلا أن تغيرات كثيرة طرأت أو يتوقع أن تطرأ في هذا الاتجاه خلال الفترة المقبلة نتيجة تعاون الأصدقاء والأشقاء من الدول العربية ووصول الكثير من الدعم الغذائي والصحي الذي رفع حجم المخزون من هذه السلع والخدمات فضلاً عن تبرعات المؤسسات الرسمية والشعبية السودانية''· مشيرا إلى أن إجمالي تكلفة أعمال الإغاثة في دارفور تقدر حسب أرقام الأمم المتحدة بنحو ملياري دولار سنويا· وعن كيفية وصول الإغاثات إلى معسكرات النازحين في المناطق االواقعة تحت سيطرة القوات المتمردة، قال عبد الغفار إن منظمة الصليب الاحمر تتولى تغطية هذه المناطق· بدوره أكد والي شمال دارفور عثمان كبر أن العمل في ساحات العمل الطوعي في دارفور يمضي ''بسلاسة تسندها الخبرات السودانية والأجنبية التي لاتزال تمارس نشاطها في الإقليم''· موضحا أن ''90% من الكوادر التي كانت تعمل مع المنظمات التي تم الإستغناء عن خدماتها يعملون جنباً إلى جنب مع المنظمات الوطنية''· وأوضح مفوض عام العون الانساني حسبو محمد عبدالرحمن أن الحكومة تلقت طلبات من عدد من المنظمات المطرودة للسماح لها بالعودة واستئناف نشاطها في دارفور، مبدية استعدادها لتغيير موظفيها وقد قوبل طلبها بالرفض القاطع· وأكد أن السودانيين قد اتفقوا على قرار اللا عودة لهذه المنظمات· وقال الأمين العام المساعد لمؤسسة ''الزبير الخيرية'' طارق عبد الفتاح إن الاغاثات تأخذ طريقها إلى القطاعات المستهدفة بطريقة مدروسة، مشيراً إلى أن ''المنظمات الوطنية ومنظمات الدول الشقيقة والصديقة تعمل بتناغم تام''· وأشار إلى وصول المعدات الخاصة بحفر الآبار في دارفور والتي تنفذها ''مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية'' بالتنسيق مع ''مؤسسة الزبير''، مؤكدا أن أعمال الحفر ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة· وفي السياق ذاته نجحت ''النفرة'' التي نظمتها مؤسسات رسمية ومنظمات طوعية سودانية في جمع مبلغ 150مليون دولار لدعم العمل الانساني وجهود التنمية في اقليم دارفور · ومن جهتها سيرت ''الجمعية الطبية الاسلامية'' قافلة لولايات دارفور تضم حوالى 50 طبيباً وكادرا صحيا و10 أطنان من الأدوية، فيما قالت وزارة الصحة الاتحادية إنها تلقت العديد من الطلبات من الأطباء والاختصاصيين للعمل في مناطق دارفور المختلفة· وشرعت الوزارة في تقييم الاحتياجات الصحية والطبية لولايات دارفور حيث وصل ولايتي شمال وجنوب دارفور 36 من الأطباء والممرضين وضباط الصحة إلى جانب فريق وبائيات لتنفيذ خطط و أنشطة إحترازية ضد الأمراض الوبائية· كما أعلنت ''مؤسسة الزبير الخيرية'' عن تسيير قافلة كبرى أطلق عليها إسم ''قافلة التحدي'' مطلع الاسبوع المقبل، إلى الفاشر محملة بمواد غذائية، إيوائية ودوائية ومعدات زراعية· ويذكر ان عدد النارحين في دارفور قد تجاوز 482,1 مليون نازح يعيشون تحت خيام 81 معسكراً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©