دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ضمنياً أمس، الرئيس السوري بشار الأسد الى التنحي من أجل مصلحة بلاده، حيث قال “اعتقد أنني لو كنت مكانه لتنحيت..كنت سأتنحى وأعمل على ضمان أن تكون لدى أي شخص يأتي من بعدي القدرة على تغيير الوضع الراهن الذي نراه”.
جاء ذلك، في وقت اشترط أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي لإرسال مراقبين عرب الى سوريا توقيع حكومة دمشق على مذكرة تفاهم تحدد بوضوح واجبات والتزامات كل طرف، وقال في رد على طلب سوريا عقد مؤتمر قمة عربية طارىء إن هذا الأمر يحتاج إلى موافقة ثلثي أعضاء الجامعة.
وقال العاهل الأردني في مقابلة بثتها هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية “بي بي سي” “إن على الاسد أن يفتح حقبة جديدة من الحوار السياسي قبل أن يتنحى نظراً لعدم وجود أحد ورائه لتغيير الوضع القائم”، وأضاف “مرة اخرى لا اعتقد ان النظام يسمح بذلك، لذلك إذا كانت مصلحة البلاد تهم بشار فإنه سيتنحى، لكنه سيوجد كذلك القدرات لبدء مرحلة جديدة في الحياة السياسية السورية”.
الى ذلك، أكدت وزارة الخارجية المغربية امس أن وزراء الخارجية العرب سيبحثون الوضع في سوريا في اجتماع في الرباط غداً الأربعاء في اليوم الذي سيدخل فيه قرار تعليق عضوية دمشق في الجامعة حيز التنفيذ. واضافت “إن الاجتماع يرمي الى البحث في مدى تطبيق الخطة العربية التي تضمنت بشكل اساسي وقف اعمال العنف وسحب المظاهر المسلحة من المدن والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين”.
من جهته، قال العربي بعد لقائه امس وفداً من المجلس الوطني السوري المعارض برئاسة بسمة قضماني “إن إرسال مراقبين عرب الى سوريا رهن بتوقيع حكومة دمشق على مذكرة تفاهم تحدد بوضوح واجبات والتزامات كل طرف”. واضاف “لن يذهب أحد من وفود المنظمات العربية المعنية بحماية المدنيين إلى سوريا إلا بعد توقيع مذكرة تفاهم واضحة مع الحكومة السورية تتحدد فيها التزامات وحقوق وواجبات كل طرف”.
أاوضح العربي أنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تتضمن دعوة الرئيس السوري لعقد قمة عربية طارئة لبحث الأزمة السورية، واضاف “إنه تم تعميم هذه الرسالة على الرؤساء والملوك والأمراء العرب” لاستطلاع آرائهم”، مشيراً الى أن عقد قمة طارئة يتطلب موافقة 15 دولة عضو بالجامعة أي ثلثي الأعضاء.
وكان العربي ترأس اجتماعاً مع منظمات عربية معنية بحقوق الانسان وحماية واغاثة المدنيين تم خلاله الاتفاق على تشكيل وفد يضم 500 من ممثلي المنظمات العربية ووسائل الاعلام والعسكريين للذهاب الى سوريا، ورصد الواقع هناك على أن يحدد وزراء الخارجية العرب موعد هذه الزيارة وترتيباتها خلال اجتماعهم غدا في الرباط.
وقال امين عام لجنة الاغاثة والطوارئ باتحاد الاطباء العرب ابراهيم الزعفراني بعد الاجتماع “أن المشاركين احيطوا علما برسالة وزير خارجية سوريا وليد المعلم التي تسلمها الأمين العام للجامعة والتي تتضمن موافقة النظام السوري على حضور الآليات العربية، وأن تضم عسكريين ايضا، وتم تكليف أحد المختصين بوضع تصور لبروتوكول ليراقب الوفد العربي الوضع السوري على اساسه على أن يوقع النظام السوري عليه لضمان حماية المراقبين وتمكينهم من حرية الحركة ومقابلة كل الاطياف بمختلف انتماءاتهم وفي كل المدن مع توفير ضمانات الحرية والحماية”.
واضاف الزعفراني “سنذهب الى كل الاماكن لإعداد تقارير حول اوضاع المدنيين، وسبل حمايتهم ورفعها لوزراء الخارجية العرب”، واضاف “إن موعد زيارة هذا الوفد الى سوريا سيتحدد خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط”. واشار الى أن وفد الجامعة سيضم حقوقيين وإغاثيين واعلاميين وعسكريين”، مشدداً على ان المنظمات التي حضرت الاجتماع ستشارك في إيفاد المراقبين الى سوريا هي منظمات حقوقية كبيرة، ولها خبرة واسعة في مجال الرقابة الدولية في مناطق النزاعات المسلحة”.
وقال مسؤول بالجامعة العربية إن من المتوقع أن يوافق وزراء الخارجية العرب على إرسال الفريق خلال اجتماع الرباط. وقال محمد فائق خبير حقوق الانسان الذي شارك في الاجتماع أيضا إنه سيتم تشكيل اللجنة خلال 48 ساعة، واضاف “لجنة تقصي الحقائق يمكن أن تكون آلية لحل الأزمة نظراً لرفض كل الدول العربية فكرة التدخل الخارجي”.
عدد اليوم
