السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واقعية السركال

24 نوفمبر 2014 22:45
رغم أنني والحق يقال اجتهدت كثيراً كي لا يكون في عنوان المقال اسم السركال الذي أكن له احتراماً كبيراً، إلا أنني لا استطيع أن أنكر حقيقة إعلامية خليجية حصراً أن الرجل مثير للجدل في تصريحاته التي لا يمكن أن نجزم هل هي عن قصد دائماً، بكل ما تنطوي عليه بعض تلك التصريحات من مفردات مفخخة، أم أن الرجل ما في قلبه على لسانه، وتراه ينطق بحقيقة داخله يستفز الآخرين ممن جرت عادتهم على انتقاء المفردات الرمادية ذات الوجوه المتنوعة تأويلاً، على كل حال لسنا في صدد تحليل شخصية رئيس اتحاد الكرة الإماراتي، إلا أنها مقدمة نبرأ أنفسنا بها من أي تلميح قد تضطرب به النفوس الأمارة بالسوء. قبل مباراة منتخبي الإمارات والسعودية قرأت بتمعن مقابلة مع السركال أعجبتني فيها واقعيته، وهو يجيب بأريحية على أسئلة بعضها مثيرة وبعضها الآخر يوحي إليك أن الإجابة المطلوبة يجب أن تكون حماسية تشد أزر المقاتلين البيض قميصاً وراية في الميدان لرفع المعنويات، وإلى غير ذلك من أسئلة الصحافة الوطنية أو المحلية إن شئت الدقة قبل المواجهات الكبيرة. قال السركال وأنا أتابعه كلمات على الورق هادئاً مرتاحاً يرتشف بثقة فنجان قهوة ليست مرة والكلمات تترى أمام عيني بعد أن انسابت رقراقة لمحاوره.. وسر الراحة أن تكون واقعياً فلا تحمل نفسك وغيرك ما هو فوق الطاقة، وما هو في غير الاستطاعة، ومما قاله الرجل أن الأبيض الإماراتي ظهر بصورة مشرفة وأن نتيجته مع الأشقاء السعوديين لن تكون هي الفيصل في الحكم عليه لأن اللاعبين الإماراتيين رجال نثق بهم وبمستقبلهم كيف ما جاءت به رياح المباراة. وأظن استنتاجاً أن هذه الكلمات قالها بعمق أكبر وحنان أغزر للاعبين وجهاً لوجه، مما جعل أداءهم في المباراة سلساً جميلاً، على الرغم من الضغط النفسي الذي لا مفر منه في مثل هكذا مواجهات مصيرية كروية طبعاً لا أكثر، في دقائق كثيرة من المباراة كان الصمت يخيم على المدرجات السعودية بأوامر وفواصل فنية إماراتية تقفز بها قلوب الجمهور الأخضر الذي أسعدتنا عودته نسبياً إلى ملاعب البطولة إلى الحناجر . لا شك أن واقعية السركال خففت العبء عن المنتخب الإماراتي، فانطلق مبدعاً في المباراة التي خسرها واقفاً، من غير أن نغض الطرف عن فذلكات المحللين في هذه الجزئية أو تلك، إلا أن الحصيلة هي أن المنتخب الإماراتي قدم عرضاً يزيد من مكملات الاطمئنان عليه، ربما خلافاً لغيره الذي ارتقى عالياً في «خليجي 22» من غير أن يعزز الثقة في ما سيكون عليه بعد ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©