الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من يحمي النجوم من العنف

من يحمي النجوم من العنف
24 نوفمبر 2014 23:31
الرياض (الاتحاد) الإصابة التي تعرض لها عمر عبدالرحمن لاعب منتخبنا الوطني لكرة القدم، فتحت الباب من جديد، حول كيفية حماية المواهب الكروية في ملاعبنا، هذا النداء ليس الأول من نوعه في ملاعب الكرة، بل تكرر مرات عديدة في مختلف دول العالم، وللتذكير نقول على سبيل المثال، تصدر التدخل العنيف للتشيكي توماس أوفالوسي على ميسي العناوين الأولى لجميع الصحف الرياضية التي أدانت سلوك مدافع أتلتيكو مدريد، وأبدت أسفها لغياب ميسي عن الملاعب لمدة أسبوعين، وحدث ذلك عام 2010، ووقتها أيضاً أصيب كريستيانو رونالدو لاعب ريال مدريد خلال مباراة فريقه على ملعب مايوركا، وطالب مورينيو مدرب «الملكي»، الحكام بمزيد من الانتباه، فيما أشار رونالدو نفسه إلى حاجة جميع لاعبي الهجوم لمزيد من الرقابة، وجاء الدور وقتها كذلك على أجويرو الذي تعرض لتدخل عنيف من لاعب أتلتيك بلباو ليغادر الملعب ويغيب أسبوعاً عن الملاعب. وخير دليل على ضرورة حماية اللاعبين الموهوبين من الضرب المبرح ما حدث في كأس العالم الأخيرة عندما تم ضرب نيمار نجم «السامبا» في ظهره، وتأثرت البرازيل، وافتقد العالم متعة نيمار في المونديال. وقام وليد باخشوين لاعب المنتخب السعودي أمس الأول بتوجيه ضربة «موجعة» لعمر عبدالرحمن، خرج على إثرها من المباراة، وفقدت البطولة موهبة كان الجميع يستمتعون بها، والغريب في الأمر أن اللاعب لم يحصل على بطاقة صفراء عندما ضرب «عموري»، وهو خطأ كبير اتفق عليه الجميع، وأن حكم مباراتنا مع السعودية وهو الأوزبكي فالنتين كوفلانكو أخطأ في تعامله مع المباراة في هذه النقطة. والمتابع لما تعرض له عمر في البطولة بشكل عام يتأكد أنه كان محط أنظار جميع مدافعي المنتخبات الأخرى الذين تعمدوا إلحاق الأذى به، وعلى سبيل المثال، قام العراقي سيف سلمان هاشم بضرب عمر خلال المباراة 8 مرات، دون أن يمنحه الحكم السعودي فهد المرداسي إنذاراً إلا في الدقيقة 85. وتوجهت سهام النقد تجاه الحكم الأوزبكي في مباراة أمس الأول، بخصوص عدم قيامه بحماية عمر عبدالرحمن بالشكل المناسب، حيث قال الحكم الدولي السعودي خليل جلال والذي أدار نهائي «خليجي 21» بين الإمارات والعراق: «ارتكب «الأوزبكي» خطأً كبيراً في المباراة، لأنه لم يوفر الحماية لعمر عبدالرحمن بالشكل الكافي، وهنا لا أحدد عمر بذاته، ولكن لأنه تعرض كثيراً للضرب في المباراة، وكان واضحاً أن الحكم لا يعلم شيئاً عن حساسية المباراة وأهميتها بالنسبة للفريقين». وأضاف: «الخطأ مشترك في هذه الحالة ما بين الحكم نفسه وبين لجنة الحكام بالبطولة، حيث إنها اختارت حكماً لا يوجد لديه الإحساس المناسب في اللقاء وبما يدور بين اللاعبين في أرض الملعب، وربما أنه لا يعرف اللاعبين وأهميتهم بالنسبة لفرقهم، وكنت أشعر بأن الحكم الأوزبكي بعيد تماماً عن أهمية المباراة، فهو لم يقدم الحماية الكافية لعمر عبدالرحمن، لدرجة أنه لم يمنحه أي إنذار، على الرغم من التدخلات العنيفة ضد عمر، وكان على الحكم أن يكون حازماً من البداية في هذا الشأن، لأننا نفتقد لاعبين في غاية الأهمية، وليس تحديداً عمر عبدالرحمن نتيجة أخطاء الحكام، في مثل هذه الأحوال، وبالفعل تأثر المنتخب الإماراتي كثيراً من الإصابة التي تعرض لها عمر». أضاف: «منذ فترات طويلة أنادي بحماية النجوم في الملاعب، وليس معنى ذلك أن تكون لهم رعاية خاصة أكثر من الآخرين، ولكن بشكل يضمن عدم حرمان الجماهير من متعة بعض النجوم، ولابد من الحفاظ على المواهب بأي وسيلة تؤمن لهم الثقة في أرض الملعب، وأن يكونوا في مأمن من تدخلات المدافعين الهوجاء». وقال: «بعض الأندية تلجأ إلى الخشونة الجماعية، بأن يتناوب أكثر من لاعب بضرب لاعب معين، حتى لا تتم معاقبة لاعب بعينه، وأرى أن هذا حدث أيضا مع عمر عبدالرحمن في مباراة الإمارات مع الكويت». ثم تحولت بالسؤال إلى عمر المهنا رئيس لجنة الحكام بالاتحاد السعودي وعما بدر من الحكم الأوزبكي بعدم حمايته للنجوم وقمت بتحديد ما حدث لعمر عبدالرحمن، فكان رد المهنا واضحاً تماماً، حيث قال: «إذا كان حكم المباراة لم يمنح اللاعب الذي تسبب في خروج عمر عبدالرحمن مصاباً لإنذار فهو مخطئ». تابع المهنا بقوله: «على حكام الكرة أن يقوموا بحماية اللاعبين من خلال تطبيق القانون، ومن دون شك لابد للحكم من أن يقرأ المباراة جيداً قبل انطلاقها وأن يكون على دراية كاملة بمن سيقوم بقيادتهم في أرض الملعب، وأن الحكم الأوزبكي فالنتين كوفلانكو وضعنا كل الأمور أمامه قبل المباراة من خلال مشاهدته لبعض الأمور التحكيمية في البطولة». ترويسة أصاب الحزن العميق الكثيرين، بعد خروج عمر عبدالرحمن مصاباً خلال لقاء منتخبنا أمس الأول أمام السعودية، واتفق الجميع على أن «عموري» عنوان المتعة الكروية. الشيباني: التعليمات واضحة الرياض (الاتحاد) قال الدكتور حميد الشيباني أمين عام الاتحاد اليمني لكرة القدم نائب رئيس لجنة الانضباط بالاتحاد الآسيوي: هناك تعليمات واضحة من الاتحادين الدولي والآسيوي، بأنه لابد من الاهتمام باللاعبين وحمايتهم من عنف الملاعب، خاصة عندما يكون هناك تعمد للإصابة، مثلما حدث كثيراً مع عمر عبدالرحمن، ودائماً نؤكد على الحكام أثناء اجتماعات اللجنة الفنية على ذلك، لكن البعض لا يعرف النجوم في كل الفرق التي يديرون مباريات لها. طارق أحمد: المتهمون ثلاثة الرياض (الاتحاد) قال العراقي طارق أحمد عضو مجلس إدارة الاتحاد العراقي واللجنة الفنية باللجنة التنظيمية الخليجية: «المسؤولية تقع في المقام الأول على الحكم، والتعليمات صارمة من الاتحادين الدولي والآسيوي بخصوص هذا الشأن، وكذلك للاتحادات الوطنية، وفي هذه الحالة يجب أن يكون نظر الحكم ممتاز مائة في المائة، من أجل حماية اللاعب النجم في أرض الملعب، وهناك مسؤولية تقع على اللاعب المتضرر نفسه لأنه يحتفظ بالكرة فترة طويلة تعرضه للضرب من المنافسين، كما أن هناك خطأ ثالثا يقع على اللاعب المنافس الذي يقوم بالضرب، حيث يجب عليه أن يتحلى بالروح والأخلاق الرياضية، وأن يضع في حساباته أن الموهوب ثروة للبلاد وللعبة كرة القدم بشكل عام» وأضاف: «في بطولة الخليج يجب النظر إلى المواهب في المنطقة بعين الاحترام والتقدير، وأن نحاول أن نحمي بعضنا بعضا، وأن تكون المنافسة على الكرة فقط وليس قدم اللاعب». مسفر: «الأوزبكي» لم يقرأ حساسية المباراة الرياض (الاتحاد) يرى الدكتور عبدالله مسفر مدرب منتخبنا الأولمبي أن هناك الكثير من الأدوار يجب القيام بها، من أجل الحد من ظاهرة الخشونة التي تحرمنا من بعض المواهب الكروية، وحيث يقع العامل الأول في حماية اللاعبين يقع على الحكم. وقال مسفر: «على الحكم أن يطبق القانون على اللاعب المخطئ، وهنا تقع قدرة قياس أهمية المباراة من عدمها، وعندما تكون المباراة مهمة، يجب على الحكم معرفة مدى أهميتها وصعوبتها، وفي هذه الحالة هناك طرق غير شرعية لإيقاف خطورة فريق، منها التعدي على اللاعبين النجوم، خاصة صانع الألعاب، أو الهداف، ومرات يتعمدون إصابة الحارس مثلًا». وأضاف: «على الحكم أن يقرأ الموقف في أرض الملعب، وأن يشعر بحساسية المباراة، لكن يبدو أن الحكم الأوزبكي لم تكن لديه هذه الحاسة المهمة، وعمر قبل خروجه مصاباً تعرض للضرب أكثر من مرة، ولم يقم الحكم بحمايته من خلال منح اللاعب المنافس بطاقة صفراء، على سبيل المثال، ولو قام بهذه العمل لما وصل الحال بلاعبنا إلى الخروج من المباراة إلى المستشفى». وقال: «لم يكن الحكم حازماً في الملعب قبل الوصول إلى الحالة أمر، وأرى أن الجهازين الإداري والفني في الأندية والمنتخبات عليهم العبء أيضاً في كيفية تثقيف لاعبيهم بعدم استخدام العنف المؤذي». وأضاف: «هناك بعض الحكام يعرفون العناصر المهمة في كل فريق، وعلى سبيل المثال الحكم الإيطالي كولينا، حيث قال إنه يشاهد مباريات الفرق التي يقوم بالتحكيم لها لمعرفة اللاعبين بشكل عام». عبدالقادر حسن: «الفيفا» يشدد على مكافحة العنف الرياض (الاتحاد) أكد عبد القادر حسن مدير إدارة المنتخبات الوطنية أن حكم مباراة الإمارات والسعودية لم يحم عمر عبد الرحمن، إضافة إلى شقيقه محمد عبد الرحمن من الخشونة التي كانت طابع أداء المنتخب السعودي الشقيق، ولفت إلى أن منتخبنا كان الأفضل على مدار المباراة، ولكنه لم يحالفه التوفيق خلال الفرص العديدة التي لاحت للاعبين. قال: «كان من الطبيعي أن يتعرض عمر عبد الرحمن لرقابة لصيقة، وأن يكون هدفا للاعبين أصحاب الأداء العنيف، وكنا ننتظر من حكم المباراة أن ينصفنا، وأن يكون له دور أكبر في حماية اللاعبين». أوضح عبد القادر أن «الفيفا» يشدد في قوانين حماية اللاعبين، ويفرض على جميع «القضاة» ضرورة التدخل لمنع اللعب العنيف، عبر اتخاذ قرارات حازمة تمنع تكرار مثل هذه الأمور. وأضاف: «اللاعب الموهوب يعتبر ثروة قومية لمنتخب بلاده، وقوانين التحكيم تم تعديلها حتى تتيح للحكم التدخل واتخاذ قرارات من شأنها أن تحمي اللاعبين أصحاب المهارات الفذة من عينة عمر عبد الرحمن، وأيضاً من طينة الموهوبين في العالم أمثال ميسي ورونالدو وغيرهما، ومثل هذه القوانين لو طبقت بشكل جيد، ستكون كافية لحماية اللاعبين الموهوبين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©