«الداخلية» تستحدث وحدات للتوعية بمبادئ الجودة والتميز

أكد اللواء الدكتور عبد القدوس عبد الرزاق العبيدلي مدير الإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي، أن وزارة الداخلية تبذل جهوداً كبيرة لنشر المعرفة وثقافة التميز، وقال في حوار مع “الاتحاد” إن الوزارة تولي أهمية بالغة لإعداد جيل جديد من الكوادر الشابة والقيادات العصرية، وأن ذلك يندرج ضمن أولويات استراتيجية “الداخلية” لتنمية الطاقات المواطنة وإطلاق إبداعاتها، وأن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حرص على استحداث وحدات إدارية على مستوى الوزارة والقيادات والإدارات تعنى بنشر مفاهيم ومبادئ الجودة والتميز، كما تم تشكيل فرق التميز من مختلف قطاعات وقيادات الوزارة لمتابعة مدى الالتزام بتطبيقها. وأوضح اللواء العبيدلي الذي يشرف على فريق برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي بوزارة الداخلية في رده على سؤال حول ملامح استراتيجية وزارة الداخلية بخصوص الجودة والتميز أن الاستراتيجية التي تنتهجها الوزارة في هذا المجال تتضمن في عناصرها المختلفة مفاهيم ومبادئ الجودة، بحيث تستند إلى رؤية مفادها العمل بفاعلية لتصبح الإمارات أكثر دول العالم أمناً وسلامة وتعزيز جودة الحياة لكل من يعيش في مجتمع الإمارات من خلال الأمن والسلامة. وأضاف أن استراتيجية “الداخلية” تتبنى مجموعة من القيم والأهداف والمقاييس المتصلة بالجودة والتمييز مثل المحافظة على ثقة الجمهور بتقديم خدمات متميزة وعالية الجودة وتشجيع الإبداع واستثمار الموارد البشرية والاستخدام الفعال للموارد وتوفير الأمن والسلامة والعمل مع الشركاء. وكشف أن الوزارة تقوم ببناء فرق عمل بحثاً عن القيادات المتميزة، والتي تصنعها الخبرات والمهارات والتجارب والمعرفة، والتي بدورها تقوم بقيادة هذه الفرق وتضمن عملية نقل الخبرات والتفاعل من أجل الوصول إلى الأداء المتميز. وقال: إن حرص وزارة الداخلية على الاستثمار بالموارد البشرية يتجلى من خلال البرامج المتكاملة التي تنفذها لإعداد كوادر يتولون المناصب القيادية من خلال تأهليهم فنياً وأكاديمياً وعملياً عبر إلحاقهم بدورات ينفذها مركز القيادة والإبداع، مبينًا أن اختيار الجيل الجديد من قادة المستقبل يتم من خلال مخرجات نظامي البعثات والدراسات العليا وتقييم الأداء. وأوضح أن الداخلية حددت مهام الإدارة العامة للاستراتيجية وتطوير الأداء كمنهجية لتخطيط وتطوير وتعزيز عمليات التحسين المستمر ونشر ثقافة التميز من خلال جملة من المقارنات والمتعامل السري، وبرنامج الاقتراحات والشكاوى واستطلاعات الرأي، فضلاً عن أنها عمدت إلى تشكيل فرق الجودة والتميز لتولي مهام ثقافة الجودة والإشراف على نشر متطلبات تطبيق معايير التميز المؤسسي على مستوى الوزارة. ولفت إلى أن الجودة في العمل الشرطي والأمني مطلب أساسي في العالم، لافتاً إلى الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للجمهور وتعزيز مسيرة الأمن والأمان في الدولة. واعتبر اللواء العبيدلي، أن الخوف من التغيير لدى بعض العاملين، وتوقع نتائج سريعة والفشل في تغيير الثقافة من أبرز المعوقات التي تواجه تطبيق الجودة والتمييز، مؤكداً أن تطبيق معايير التميز يستلزم بعض المتطلبات التي تسبق ذلك حتى يمكن العاملين على تقبل الفكرة ومن ثم السعي نحو تحقيقها بفعالية. وقال، إن الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حرص على استحداث وحدات إدارية على مستوى الوزارة والقيادات والإدارات تعنى بنشر مفاهيم ومبادئ الجودة والتميز وشكل فرق التميز من مختلف قطاعات وقيادات الوزارة لمتابعة مدى الالتزام بتطبيقها. وحول استعداد وزارة الداخلية للدورة الثانية من جائزة صاحب السمو رئيس الدولة للتميز قال: الجهات المتميزة هي التي تواظب على تكريس مفاهيم الجودة والتميز، وجعلها ثقافة وممارسة يومية في جميع أعمالها ولا تعتبرها وظيفة محددة أو مهمة مؤقتة تبدأ مع بداية الاستعداد للمشاركة في جوائز التميز وتنتهي بانتهاء فريق تقييم الجائزة. وأكد أن تعليمات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية تقضي بأن تقوم فرق التميز بشكل مستمر بنشر مفاهيم ومبادئ الجودة والتميز ومتابعة مدى الالتزام بتطبيقها من أجل تطوير مستوى الأداء المؤسسي والمحافظة على الإنجازات التي تحققت، منوهاً بأن الجودة أصبحت خياراً استراتيجياً ومطلباً من مطالب المرحلتين الحالية والمستقبلية. وأكد اللواء العبيدلي أن حصد وزارة الداخلية 13 جائزة ضمن برنامج صاحب السمو رئيس الدولة للتميز بدورته الأولى ما هو إلا تتويج للجهود التي بذلتها قيادات الوزارة خلال السنوات الماضية بقيادة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حيث تمكن سموه على مدى السنوات العشر الماضية من إجراء تغيير كبير وتطوير هائل في منظومة أعمال الوزارة في العديد من الميادين الإدارية والتقنية والتنظيمية والإبداعية لتواكب ما يجري حولها من تغيرات متسارعة على المستويات الإقليمية والعالمية. وأضاف أن تحقيق هذا الإنجاز يعد خطوة ستتبعها خطوات أخرى لتعزيز ثقافة الإبداع والولاء والتميز لدى كافة المنتسبين لوزارة الداخلية، بما يسهم في استدامة التنمية والازدهار ويعزز دور الدولة في أن تصبح مركزاً إقليمياً لمختلف المجالات. وقال إن وزارة الداخلية أصبحت تتميز بتقاليد مؤسساتية عريقة، وصقلتها الخبرات المتراكمة والأحداث المتلاحقة، والقيادات المتعاقبة، فضلاً عن كون التطور والإنجاز باتا مطلباً حتمياً للعمل الشرطي، مشيراً إلى جائزة سمو وزير الداخلية، التي تعد تجسيداً لاستراتيجية الوزارة الرامية إلى تحفيز العاملين في القطاعين الحكومي، والخاص على التميز والإبداع وتنمية الحس الإيجابي لدى الجمهور، وتشجيعهم على الالتزام بالقانون وشروط السلامة العامة، إضافة إلى تعزيز روابط التعاون بين المؤسسة الشرطية والمجتمع بمختلف شرائحه. ورأى العبيدلي في رده على سؤال حول مسيرة الجودة بشرطة دبي، أنها شهدت على مدى السنوات الماضية تغيراً وتطوراً كبيرين، وقال: شرطة دبي وبفضل انتهاجها الجودة تمكنت من تحقيق قفزات تطويرية كبيرة، وأحرزت السبق في العديد من مجالات العمل الشرطي، ففي الجانب الجنائي حققت وضعاً أمنياً مثالياً وحاصرت نسب الجريمة عند الحدود المستهدفة، فيما تمكنت في الجانب المروري من استيعاب الزيادة السنوية لعدد السيارات المسجلة في دبي، وخفض الحوادث البليغة ووفيات الحوادث متجاوزة بذلك المستهدفات العالمية في عدد وفيات حوادث السير، وفي مجال العمليات وتقديم الخدمات. وأشار إلى أن شرطة دبي كان لها السبق بتبني تقديم خدمات تقنية، منها إطلاق مشروع شاشات اللمس لتقديم الخدمات في المراكز التجارية، فضلاً عن مشروع ايفل لمراقبة الدوريات عبر الأقمار الصناعية، وتقنية إظهار فحوص الحامض النووي الذي يعد المشروع الأول على مستوى الوطن العربي، وخدمة النجمة للاستعلام عن المخالفات. ونوه بأن شرطة دبي تمكنت من تحقيق قفزات تطويرية كبيرة في مجال الجودة والتميز خلال السنوات الماضية على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، مشيراً إلى حصولها على جائزة الدائرة الحكومية المتميزة التي تعد أعلى فئة من فئات برنامج دبي للأداء الحكومي لثلاث دورات. وقال، إن شرطة دبي نجحت في تخطي حاجز الـ 600 درجة في سلم التميز بتحقيقها 619 درجة معتبراً أن هذا الرقم من الصعب الوصول إليه بسهولة، ومن المعروف عالمياً أن المنظمة التي تحصل على مثل هذه الدرجة تعتبر من المنظمات المتميزة. وبين ان خطة شرطة دبي المستقبلية بخصوص الجودة تقضي بتعميم ونقل خبرات ومعارف شرطة دبي إلى الوزارات والدوائر الأخرى. وأوضح أن تم خلال العام الماضي استقبال وفود 36 وزارة ودائرة حيث تم تعريفهم بأفضل ممارسات شرطة دبي في مجال تطبيق معايير ومفاهيم التميز، وأنها عمدت إلى تشكيل فريق من الضباط القيادة المتخصصين في مجال الجودة لتولي مهمة دعم ومساندة الجهات والوزارات من خلال التدريب والاستشارات الفنية، مبيناً أن شرطة دبي وقعت اتفاقيات تعاون ونقل معرفة مع العديد من الجهات الحكومية.