الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صالات الاستقبال» تتألق مع توظيف الفراغات وتناغم التصميم

«صالات الاستقبال» تتألق مع توظيف الفراغات وتناغم التصميم
11 نوفمبر 2013 21:32
خولة علي (دبي) - تتنوع المجالس وصالات الاستقبال بين صالات عصرية متأنقة في إطلالتها، وأخرى تقليدية بسيطة في مظهرها، إلا أن كلا النوعين يؤديان نفس الغرض والوظيفة التي على ضوئها تم تصميمهما، وشكلا محطة مهمة لاستقبال الزوار والضيوف، وقد تتحكم في نمط التصميم، مساحة الفراغ ومدى اتساعها لاستيعاب عدد كبير من الزوار فيه، وهو الهدف الأساسي من تصميمه. تقدم لنا المصممة مريم سيف نماذج متنوعة من صالات الاستقبال، حيث أظهرت كل جزء وحيز من المكان بزينة لافته وجذابة. موضحة في بداية حديثها أن المنزل مملكة المرأة، فلا يمكن أن تُصمم مملكتها دون أن تدلي بأفكارها وبرغبتها أو أن تضع لمساتها فيها، فالمرأة بطبيعتها تهوى أن تنظم منزلها بأفكارها ونظرتها، دون أن يفرض عليها أحد فكرة معينة أو رأياً ما، إلا إذا استساغت هذه الفكرة، فنجدها أيضا تحاول أن تبدي بعض التوجيهات والإرشادات، حتى لو كانت بسيطة غير مؤثرة في العمل، فهي تعشق أن يكون منزلها محط اهتمام وإعجاب الآخرين بأفكارها ورؤيتها. بخلاف الرجل الذي لا يهتم كثيرا بالتفاصيل والشكل وإنما يشدد على توافر اشتراطات الراحة في الأثاث والمكان. توظيف الفراغ وتقول مريم سيف: ربما أنا واحدة من السيدات اللاتي عشقن فن التصميم الداخلي، وبحثت في طيات الكتب عن هذا الفن الجميل في روحه ومكوناته وخاماته، وتفاصيله التي تشي بمجموعة أفكار تلاحمت وتمازجت وتناغمت في وحدة متكاملة أظهرت المنزل بحلة بديعة. فكل سيدة تميل إلى نمط معين من الديكور، منه ما هو حديث ومنه ما هو شرقي، إلا أن الجمال دائماً ينبعث في كل قطعة أو خامة يمكن أن نشكل بها عالمنا الخاص والبيئة التي نرغب أن نوجد فيها. وتضيف مريم، أن كل فراغ في المنزل يتميز بسمة وميزة مختلفة عن غيره، نظراً لطبيعة وتوظيف الفراغ، ولو توقفنا عند المجالس أو صالة الاستقبال كما يطلق عليها، لربما تتزاحم الأفكار والصور في أذهاننا حول نمط التصميم الذي سيسري في هذا الفراغ، ونظراً لكون المكان يتعلق بالضيوف على وجه التحديد وحجم الزيارات، هنا ربما يبدأ صاحبة المنزل في البحث عن فكرة تصميم الفراغ، بحيث يستوعب أكبر عدد ممكن من الزوار، فعندما تكون المساحة محدودة يتم البحث عن تصميم جلسات شرقية مرتفعة عن الأرض بمقدار عشرين سم أو حتى جلسات شعبية أرضية. أما في المساحة الواسعة، فمجال إثراء الفراغ بمزيد من الأفكار يكون أمراً محبباً، ولكن بشرط أن لا تتزاحم الأفكار في هذا الفراغ، حتى لا تؤدي إلى نتيجة عكسية. تناسق وتناغم وتؤكد المصممة مريم سيف قائلة: من الاشتراطات الهامة في التصميم أن تتوافر الوحدة بحيث تتناسق العناصر وترتبط في إيقاع واحد، فمن دون الوحدة يكون العمل مفككاً، وتبدو عناصره مركبة ولا تظهر كمجموعة واحدة، فالوحدة إنما تكسب هذه الحزمة من الأفكار معنى وقيمة، فتخلق جسماً واحداً مسيطراً على كل أجزائه من اتزان وتماثل وتناغم مع توافر عنصر التنويع، الذي يعطي الحيز الداخلي قدراً من الحياة والحيوية والبهجة ويزيل الملل والضجر. ولكن يجب عدم المبالغة فيه حتى لا تتنافر الأجزاء وتتناقض، لذا يجب أن يكون التنوع متوافراً داخل الوحدة. ونجد أن متطلبات الأفراد الخاصة والعامة إنما تخضع لمقاييس دقيقة تتناسب مع طبيعة الإنسان نفسه، ويتضح ذلك في وسائل انتقاله ومكان أداء أعماله وكذلك مكان إقامته وهذه المقاييس هي الأساس الأول في بناء أي عمل يقوم أساساً على خدمة الفرد. كما لابد أن تتلاءم قطع الأثاث مع أجزاء جسم الإنسان، وذلك لتحقيق قدر من الراحة عند الاستخدام، فنجد أن أثاث غرف الجلوس يجب أن يكون ارتفاع المقعد فيه أقل بقدر بسيط من طول قدم الفرد، ومن ثم يمكن لقدمه أن تلامس الأرضية بشكل مريح إضافة إلى ارتباط عرض القاعدة بعرض جذع الجالس حتى يتسنى للجالس الراحة. راحة ومتعة وتتابع مريم سيف مؤكدة: عرضت هنا نموذجين من المجالس أو صالات الاستقبال والتي راعيت فيها الغرض الأساسي من هذا الفراغ، وصممتها بحيث تقوم بوظيفتها على أكمل وجه، وتتحقق الراحة والمتعة للزوار والضيوف لحظة وجودهم فيها. ففي الصالة الرئيسية وضعت جل الأفكار، بحيث لم أدع حيزاً من المكان إلا وقد طعم بفكرة معينة، وخرج بمظهر ينسجم مع روح المكان، كما اخترت الألوان الملكية: الأحمر والذهبي مع مزيج من الفضي، في تداخل لوني منح المكان نوعاً من الهدوء والراحة، فاعتمدت على الأرائك التركية بمساند خشبية وقوائم مزخرفة، مطلية باللون الفضي، فيما أدخلت اللون الأحمر على الخامة المطعمة باللون الذهبي والكوشينات التي أثرت المقاعد، فكل حيز من الفراغ أصبح مشغولاً بفكرة ما، من حيث توزيع التحف والإكسسوارات، وأيضا المناضد، في الفراغ، فيما ظلت الأرضية خالية تماما من السجاد نظراً لتوزيع قطع من السيراميك على شكل سجادة مشغولة في أجزاء من الأرضية. فيما تطل هذه الجلسة على بوفيه يعلوها عدد من المرايا الموزعة بتشكيل هندسي، ما منح إيحاء برحابة واتساع الفراغ. إبراز الستائر وتضيف مريم سيف: كما تبرز الستائر بشكل لافت في صالة الاستقبال، فهذه الستائر لابد أن تنسجم مع درجة ألوان الحيطان أو الأثاث، أو حتى المفروشات الأرضية، فهناك دائما ارتباط بين ما يعلق على الحيطان أو النوافذ من ستائر وما تغطى به أرضية المكان من سجاد وما يكسو الأثاث من أقمشة، بحيث تكون العناصر متناغمة ومنسجمة، مع هذه المحتويات لإعطاء قيمة جمالية وفنية للمكان. ففي صالة الاستقبال نجد الاتجاه الغالب في تصميم الستائر، هو استخدام التصميمات المعقدة ذات الكرانيش والثنيات المتعددة، وذلك لإظهار المكان بمظهر فاخر، كالحرير الثقيل والمخمل، أو الستان، والتافتا. والأمر متروك أيضا لذوق الأفراد في انتقاء ما يلائم ذوقهم ورغباتهم. محاكاة الطبيعة البدوية توضح المصممة مريم سيف قائلة: في صالة أو مجلس آخر، كان الأمر نوعاً ما مختلفاً، فاعتمدت على الجلسات الشعبية الأرضية، نظرا لضيق الفراغ مع اعتماد الألوان القوية في الجلسات، لتنمح المكان نوعاً من الفخامة، وابتعدت نهائيا عن الستائر، من خلال إيجاد عنصر بديل وهو الرسم على النوافذ، لمنظر طبيعي يمنح المكان إيحاء بالاتساع، فالمرء عندما يجلس فيه لن يشعر بضيق المكان، وإنما يبدأ النظر في تلك البقعة والمنظر البديع الذي يحاكي الطبيعة البدوية، التي تنسجم مع نمط الجلسة، في ذات الوقت، ابتعدت عن التحف والإكسسوارات التي يمكن أن تشكل عائقاً، فيما أخذت تتوزع هذه القطع فقط على الجدران العارية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©