الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انظر من يتكلم

2 نوفمبر 2012
تابعنا كلنا قبل أيام بيان البرلمان الأوروبي والذي يحمل بين جنباته الكثير من الإساءة والافتراء على الدولة، ويكيل إليها التهم جزافاً من دون وجه حق من خلال نظرة ضيقة لا تمت للحقيقة بصلة، وبصورة تثير الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، بتجاهله لحقائق واضحة وضوح الشمس وتركيزه على جزئيات صغيرة تحتاج إلى عدسة مكبرة حتى تراها. من الطبيعي أن نرفض بيان الاتحاد الأوروبي وندافع عن الدولة، ودفاعنا قائم على الحقائق والبراهين والتي نتحدى البرلمان الأوروبي وغيره من المؤسسات الرد عليها أو التشكيك فيها لأنها حقائق راسخة وليست مجرد استنتاجات. البرلمان الأوروبي يقول إن حقوق الإنسان في الإمارات مهانة، وإذا كان الأمر كذلك فليفسر لنا السبب في وجود أكثر من 200 جنسية مختلفة اختارت العيش في الدولة، وبالله عليكم هذه الجنسيات التي تنحدر من أصول وثقافات وديانات مختلفة لو كانت تشعر أن حقوقها مهانة، ما الذي يجبرها على البقاء واختيار الإمارات وطناً جديداً لها بدل أوطانها الأصلية؟ ماذا يستطيع البرلمان الأوروبي أن يرد على تقرير الأمم المتحدة وهي مؤسسة حيادية، عندما تكشف نتائج المسح الذي أجرته في 2011 لقياس نسبة رضا الشعوب، ومدى شعورها بالسعادة في الدول التي تعيشها، عن حصول الإمارات على المركز الأول عربياً والسابع عشر عالمياً، إنها الدولة العربية الوحيدة التي لا يوجد من بين سكانها من يعاني من الفقر المدقع، وإن معدل الرفاهية أو الرضا العام عن الحياة يبلغ فيها 7,1 درجة، وهو من أعلى المعدلات العالمية، كما صنفها التقرير في فئة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً، وبالله عليكم دولة لا تُحترم فيها حقوق الإنسان كما يدعي البرلمان الأوروبي كيف للناس فيها أن يشعروا بكل هذه السعادة! البرلمان الأوروبي، إذا كان حريصاً، كما يدعي على حقوق الإنسان، فعليه أن يفسر لماذا تتصاعد العنصرية بين مواطنيه تجاه الجنسيات الأخرى، ولماذا تهضم الحقوق الشخصية على أسس دينية بمنع المسلمات من حقهن في ارتداء الحجاب، ولماذا يرفض استقبال المهاجرين، ويتشدد في منح التأشيرات أمام كل طالب دخول وكأنهم سيدخلون الجنة. البرلمان الأوروبي، إذا كان قد نصب نفسه مدافعاً عن الحقوق والعدالة، فليفسر لماذا تصدرت دول الاتحاد قائمة أكثر الكيانات الاقتصادية تحايلاً على قوانين التجارة الحرة، في دراسة حديثة اكتشفت أن الأوروبيين أكثر الكيانات الاقتصادية التي تمارس التمييز ضد الآخرين، في نتيجة تدل على أن ما يقال على منابر البرلمان الأوروبي شيء، وما يحصل من تحت الطاولة وفي عالم الواقع شيء آخر. هناك الكثير من الأمثلة والشواهد والتي لا تسمح للبرلمان الأوروبي بتنصيب نفسه وصياً على أحد، لأن الحكمة تقول إن من كان بيته من الزجاج فعليه أن يكف عن رمي الآخرين بالحجارة. سيف الشامسي | salshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©