القاهرة - محمد عزالعرب:
أكد الرئيس المصري حسني مبارك رفضه ''أي ضغوط أو إملاءات أو مشروطيات'' من شأنها المساس بـ''استقلال إرادة'' مصر، وذلك قبل ساعات من وصول وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي تعتزم أن تثير معه موضوع التعديلات الدستورية المصرية التي وصفتها بأنها ''مخيبة للآمال''·
وقال مبارك في خطاب في جامعة أسيوط قبل ثلاث ساعات من وصول رايس الى أسوان إنه متمسك بمشروعه للتعديل الدستوري· وتعهد بـ''ألا يفرط أبدا في مصالح مصر أو سيادتها أو استقلال إرادتها''، وبـ''ألا يقبل ضغوطا أو إملاءات أو مشروطيات وألا ينجرف وراء ما يقامر بمستقبل هذا الوطن''·
ودعا مبارك مواطنيه الى المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية غدا الاثنين· وقال إن الكلمة الأولى والأخيرة باتت للشعب في الاستفتاء على هذه التعديلات باعتباره استفتاء على مستقبل مصر وستحدد نتيجته مسيرة طريق الإصلاح باقتناع لا رجعة فيه وبإرادة صلبة وعزم لا يلين خلال المرحلة المقبلة دون تفريط في مستقبل مصر وسيادتها ودون ضغوط أو إملاءات أو مشروطيات·
وأكد مبارك -في كلمته امس أمام المؤتمر الشعبي بمحافظة أسيوط- أن هذه التعديلات تطوير غير مسبوق لبنيتنا الدستورية وتغيير وجه الحياة السياسية والبرلمانية والحزبية على أرض مصر فتلك هي المرة الاولى لطرح هذا النطاق الواسع من التعديلات الدستورية منذ عام 1980 والمرة الاولى التي تناقش فيها مقترحات التعديل في حوار وطني علني ممتد وصريح لم تشهده مصر من قبل منذ دستور مصر الاول ومرورا بدستور 1923 والدساتير اللاحقة قبل الثورة وبعدها·
وقال مبارك إنه يعي المحاولات المستمرة للوقيعة بين مسلمي مصر وأقباطها فجاءت التعديلات الدستورية لترسيخ مفهوم المواطنة وقيمها ومبادئها ولتؤكد المساواة الكاملة لكل المصريين في الحقوق والواجبات·
وقال إن هذه التعديلات جاءت لتعطي دفعة جديدة لأنشطة الأحزاب باعتبارها عصب الحياة السياسية ولتقطع الطريق في ذات الوقت على المتاجرة بالدين وممارسة العمل السياسي خارج الشرعية ومحاولات تضرب وحدة الوطن بمسلميه وأقباطه·
وأضاف أن هذه التعديلات جاءت لتفتح الباب امام تشريع يحاصر الإرهاب ويجهض مخططاته ويتصدى لعناصره دون الحاجة لتطبيق قانون الطوارئ وتوفر في ذات الوقت رقابة قضائية تحمي المواطنين وتدفع عنهم أي مساس غير مبرر بحقوقهم وحرياتهم·
وقال إن مصائر الأوطان والشعوب لا تترك في مهب الريح وإن أمن مصر واستقرارها وأمان مواطنيها هو خط أحمر لم ولن يسمح لأحد بتجاوزه ولا يملك التفريط في حمايته من مخاطر الإرهاب وتهديداته·
من جهته قال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط ردا على انتقادات رايس إن الشعب المصري فقط هو الذي يعطي رأيه في هذه التعديلات، فالمسألة تتعلق بالمصريين فقط·وأكد أبوالغيط على أن الولايات المتحدة ومصر تجمعهما علاقات ودية وصداقة استراتيجية ومع ذلك فإن مصر لا يمكن أن تقبل أي تدخل في شؤونها من أي من الأصدقاء·
واتفقت أحزاب المعارضة المصرية ''الوفد والتجمع والناصري والغد'' وجماعة الإخوان والنواب المستقلون في البرلمان المصري على دعوة المواطنين الى عدم المشاركة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية غدا الاثنين، وأصدر حزب ''الوفد'' بيانا للشعب بعنوان ''لا تشاركوا في الاستفتاء''، فيما دعا حزب التجمع الى مقاطعة الاستفتاء والامتناع عن التوجه الى مراكز التصويت لإسقاط التعديلات الدستورية وحجب الشرعية الشعبية عنها·
وأكد رئيس حزب التجمع الدكتور رفعت السعيد في مؤتمر صحفي امس أن حزب التجمع سيواصل معركته لإيجاد دستور ديمقراطي وطني يحمي حريات المواطنين ويكفل لهم الحق في حياة إنسانية ومستوى معيشة لائق، مؤكدا أن مبدأ عدم المشاركة في الاستفتاء لا يعتبر سلبية·
عدد اليوم
