ربما تجد نفسك في وقت ما في وضع لا تحبذ فيه التعرف على ما أصاب حسابك الجاري من نقصان وقلة في الأموال المودعة، إلا أن البنوك بدأت وباطراد تجعل من السهل على جموع المستهلكين الحصول على مثل هذه المعلومات مباشرة من على الأجهزة المحمولة، فقد شرعت أعداد متزايدة من البنوك في عرض خدمات جديدة أو البناء على الخدمات الموجودة أصلاً بحيث تتيح للمستهلكين إمكانية النفاذ إلى حساباتهم الجارية أثناء الحركة والتنقل·
وعلى سبيل المثال فقد تبنى ''بانك أوف أميركا'' مؤخراً تطبيقات لأحد برامج المعلومات المتقدمة التي تسمح للمستهلك بتفحص الرصيد ودفع الفواتير بواسطة جهاز آي فون من إنتاج شركة آبل بينما بدأت شركة ويلز فارجو الترويج لخدمة تتيح لزبائن الشركات بالمصادقة على التحويلات المالية عبر هواتفهم الخليوية، وكذلك فقد أصبحت أعمال الموبايل المصرفية في صلب حملة إعلامية كبرى يقودها مصرف تشيز التابع لشركة جي بي مورجان شير والذي يعرض خدمات تسمح للمستهلك بالتعرف على رصيده المصرفي ومشاهدة معلومات أخرى بواسطة الرسائل النصية·
أما البنوك الأصغر حجماً فقد بدأت هي الأخرى في الاستثمار أيضاً في خدمات الموبايل حيث كشف مصرف ''بانك بلس'' أحد المؤسسات التابعة لمؤسسة بانك بلس ولديه 65 مكتباً في جميع أنحاء ولاية المسيسيبي النقاب في العام الماضي عن خدمة تسمح للزبائن بتحويل أموالهم ومشاهدة تاريخ سير التعاملات على هواتف الموبايل، إذ يقول آيك اسلام نائب رئيس خدمات المعلومات في بانك بلس: ''نحن نرغب في توفير ذات الخدمة التي يقدمها كبار اللاعبين''، ومضى يشير إلى أن هنالك حوالي 4 آلاف زبون وقعوا عقوداً للحصول على الخدمة·
وفي الإجمالي فقد توسعت أعداد الأشخاص المستخدمين لخدمات الموبايل المصرفية في الولايات المتحدة الأميركية إلى 3,1 مليون شخص في عام 2008 من مستوى 400 ألف شخص فقط عام 2007 كما بات من المتوقع أن يصل هذا الرقم الى مستوى 7 ملايين مستخدم في هذا العام والى 32 مليون شخص في عام 2013 وفقاً لإحصائيات شركة ايه·بي· آي للبحوث التكنولوجية في نيويورك·
وفي ذات الوقت فقد أصبح من المتوقع أن يقفز أعداد البنوك الأميركية التي تقدم الخدمة من 245 الى 614 بنكاً في عام 2009 بحسب تنبؤات مجموعة آيت المعنية بالبحوث في الخدمات المالية في بوسطن·
إلى ذلك فقد استمرت هذه الخدمات تجعل العمليات المصرفية أكثر ملاءمة للزبائن كما اصبح بامكان زبائن الأعمال التجارية الاصغر حجماً استخدام هواتفهم لمعرفة مدى ما تبقى لديهم من أموال في حساباتهم المصرفية قبل المضي قدماً في عمليات الشراء أو تسديد الفواتير أثناء انتظارهم لاستقلال الطائرات·
وظلت العديد من البنوك تسعى لتحسين وترقية خدماتها الخاصة بالموبايل المصرفي لسنوات عديدة إلا أن العديد من الأشخاص لم يرحبوا بهذه الخدمات عندما قدمتها بعض البنوك في وقت مبكر من هذا العقد بسبب أن معظم الهواتف لا تتمتع بشاشات كبيرة تكفي لعرض هذه المعلومات، ومنذ ذلك الوقت فقد تمكنت الأجهزة التي لديها شاشات كبيرة الحجم مثل آي فون من جعل مشاهدة المعلومات وتحويل الأموال أمراً يتسم بالسهولة واليسر ولكن النمو في هذه الخدمات لا يعني بالضرورة أن الموبايل المصرفي قد أصبح سهلاً لجميع المستهلكين وذلك لأن معظم هذه الخدمات يعمل بصورة جيدة فيما أصبح يعرف بالهواتف الذكية التي تتمتع بشاشات كبيرة وبتكنولوجيا تصفح الويب مثل أجهزة آي فون وبلاك بيري التي يبدأ ثمنها من مستوى 200 دولار مقارنة بسعر 50 دولاراً للهاتف العادي·
عن ''وول ستريت جورنال''
عدد اليوم
