الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فليكن وقف التدخين قراراً حازماً

14 نوفمبر 2011 21:11
دخلت في نقاش بسيط حول بعض الأفلام السينمائية العالمية التي تنقل بعض السلبيات، وتكرس بعض المظاهر غير اللائقة التي قد يحاكيها الشباب وصغار السن، فقال لي محدثي أن السينما عوالمها مختلفة عن التلفزيون، فنحن من يختارها، وإذا حصل ولم يعجبنا طرحها نستطيع تغيير سيرنا في اتجاه آخر، وجرّنا الحديث لملاحقة أحد السلوكيات التي تكرسها بعض الأفلام والمسلسلات، بحيث لا يكاد يخلو منها مشهد، بحيث تسطو السيجارة وطريقة تدخينها، ورشف القهوة تباعاً لرشفات دخانها المتصاعد الذي يغرق الحضور في ضبابية.. وغيرها من طقوس تجعل المتلقي يغوص في سحر فاعليتها ودورها في تغيير المزاج إلى الأحسن، وتنجح في السطو على تفكير المراهقين أحياناً. مشاهد كثيرة دامت سنوات طويلة جدا تعرض على الشاشات وفي الإعلانات وعلى صفحات المجلات تشجع هذه العادة، مع تحذير بسيط وخفي على أن التدخين عادة سيئة ومضرة يجب الإقلاع عنها، لكن اليوم اختلف الأمر، بحيث أصبح النجوم والمعروفون والمؤثرون عالميا يقلعون عن التدخين ويتفاخرون بذلك، ويعلنونه على الملأ، ومقصدهم أظنه يتجاوز مجرد الإعلان، بحيث يرومون تغيير نظرة الشباب، وتخليص مجموعاتهم من هذا السلوك. ولعل هذا ما أرادته سيدة أميركا الأولى عندما أعلنت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أقلع أخيرا عن عادة التدخين، وأبلغت ميشيل أوباما الصحفيين على غداء في البيت الأبيض بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لإطلاق مبادرتها لحماية صحة الأطفال أنه مر “عام تقريبا” منذ أن شاهدت زوجها وهو يدخن سيجارة، ونقلت عنها إحدى الصحف قولها “هذه فترة طويلة وأنا فخورة جداً به.” وتناقلت الخبر كل الشاشات، وكل الوسائل الإعلامية، ومواقع الإنترنت، ولا يخفى على أحد كم سيكون هذا الموضوع مؤثراً في الشباب، كون للمقلع عن التدخين هيبة وقيمة اجتماعية، ومكانة عالمية. وفي الجانب الآخر يتزايد عدد المدخنين في البلدان العربية، في أوساط شبابها، ولا سبيل لأي إجراءات تخفف من التعاطي مع هذه العادة، أما البلدان الغربية فإنها تكافح بكل الوسائل هذه الآفة الخطيرة التي تدفع إلى سلبيات وسلوكيات أخرى، مثل الأرجيلة، والمدواخ.. وغيرها الكثير يمارس في الخفاء. ومن هذه البلدان الغربية التي وضعت خططاً عدة لمكافحة هذه العادة، كندا مثلاً التي أصبحت تمنع منعاً باتاً تصوير لقطة في فيلم تتحدث عن التدخين، أو لقطة تتعلق بتدخين سيجارة في مكان ما، بحيث يقال للمعنين، حاولوا إيجاد مؤثرات أخرى تقوم بمفعول التدخين نفسه، والاستعاضة عن هذه اللقطة، ويتعرض بذلك المخرج لعقوبات صارمة في حال مخالفته لذلك، يدخل هذا في إطار عدم تشجيع هذه السلوكيات وتكريسها في المجتمع. فالسؤال المطروح: ما الخطة التي وضعها كل واحد من أفراد مجتمع المدخنين لتحقيق حلمه في الإقلاع؟ وما الخطة التي تقوم بها الدول لمنع زحف هذه العادة وسيطرتها على هذه الأجيال؟ lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©