يشيع القول في السياسة الأميركية التقليدية إن الليبراليين يحبون الموارد المتجددة والمحافظين يتمسكون بالوقود الأحفوري. وفي هذه الدورة من الانتخابات يضع المرشحون الأمر في صيغة متطرفة، لكن الحقيقة أكثر التباساً. واستطلاعات الرأي تشير إلى أن قطاعات كبيرة من «الديمقراطيين» و«الجمهوريين» يدعمون جهود دعم الطاقة النظيفة، وتقييد انبعاثات الكربون من محطات توليد الطاقة. والبيانات تشير أيضاً إلى أن الأميركيين يؤيدون تصدير النفط والطاقة النووية وتقنية التكسير الهيدروليكي، وإنْ يكن بدرجة أقل. وهذا يتباين كثيراً عما يقال على منصة المناظرات حيث يشكك مرشحون في نتائج علوم المناخ ويدعو آخرون إلى إلغاء شامل لتقنية التكسير الصخري لاستخراج النفط.
ويبحث رجل الأعمال الجمهوري جاي فايسون عن منطقة وسطى. وتستهدف منظمته التي يُطلق عليها «كليرباث» إلى إقناع السياسيين المحافظين بأن الطاقة النظيفة قضية رابحة. وهذا الأسبوع افتتحت كليرباث مكتباً في واشنطن وشنت حملة إعلانات رقمية بمليون دولار لدعم مبادئ الطاقة النظيفة المحافظة. ويعتقد فايسون أن الفوز بتأييد أعضاء حزبه ليس سهلاً، لكنه يرى أن اعتناق سياسة للطاقة النظيفة حيوي لمستقبل الحزب والبلاد على السواء، ويؤكد أن الطاقة «تتدفق عبر كل شيء... إنها تحرك اقتصادنا وأمننا القومي لكنها ما زالت قضية خلافية للغاية»، ولم تكن القضية خلافية بمثل هذا الشكل من قبل. ففي دورة الانتخابات لعام 2008 وافق المرشحون من الجانبين على أن تغير المناخ يمثل خطورة، وأن مصادر الطاقة الأنظف تحل المشكلة. ومنذئذٍ هيمن الشقاق الحزبي على الجدل. ويتهم «الديمقراطيون» «الجمهوريين» بأنهم مناهضون للعلم و«الجمهوريون» يحذرون من أن تدمر سياسات الطاقة النظيفة الاقتصاد.
وتستهدف «كليرباث» تقريب هوة هذا الشقاق بالتركيز على مزايا مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات أو بلا انبعاثات مثل الغاز الطبيعي والطاقة النووية وموارد الطبيعة المتجددة. فتقليص تأثيرات تغير المناخ ليس الجانب الإيجابي الوحيد للتحول إلى الطاقة قليلة الكربون. وابتكار واستخدام وقود أنظف يساعد في خلق وظائف ويقلص اعتماد الولايات المتحدة على النفط الأجنبي. ويؤكد «فايسون» أن هذه فوائد للاقتصاد والأمن القومي وليس للمناخ فحسب.
![]() |
|
|
|
![]() |
*كاتب أميركي متخصص في قضايا الطاقة
ينشر بترتيب حاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»