الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

تنوع الحرف اليدوية يعكس ثراء البيئة البحرية الإماراتية

تنوع الحرف اليدوية يعكس ثراء البيئة البحرية الإماراتية
24 نوفمبر 2014 01:04
أحمد السعداوي (أبوظبي) بين بيئات مختلفة ومشغولات يدوية وحشود جماهيرية، يواصل مهرجان الشيخ زايد التراثي المقام بمنطقة الوثبة تقديم أبرز ما أنتجه الإنسان الإماراتي عبر الزمن، من خلال فعالية تراثية هي الأضخم من نوعها في المنطقة بما تضمه من أنشطة متنوعة وحضور كبير للأيادي الماهرة من خبراء التراث الإماراتيين، الذين جاءوا إلى هذا العرس الثقافي المعرفي مدفوعين بحب الوطن والوالد المؤسس، الذي يحمل المهرجان اسمه عرفاناً بما قدمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- من دعم الموروث المحلي الإماراتي بمختلف أشكاله. ثراء المفردات اشتمل المهرجان الذي يستمر حتى الثاني عشر من ديسمبر المقبل، صوراً مختلفة من حياة أهل الإمارات في الزمن القديم، ومنها البيئة البحرية بما تتميز به من ثراء في المفردات وتنوع في الحرف اليدوية، التي اعتمد عليها أهل الساحل في تسيير أمور حياتهم. يقول صانع الشباك، صالح بن راشد الغيثي: إنه احترف صناعة الشباك منذ أكثر من 50 عاماً، وكان الأقدمون يستخدمون الغزل المصنوع من القطن والصوف، أما الآن فأغلب ما يستخدمونه أنواع الغزل المستوردة من بلدان عديدة ومنها الهند، موضحاً أن صناعة شباك الصيد تختلف بحسب أحجام السمك، ومثلاً الشبكة الخاصة بصيد «القرش الكبير» يكون قطر فتحة الشبكة 60 مليمتراً، وبالنسبة للكنعد يبلغ قطر الفتحة 45 مليمتراً، و«الخباط» تستخدم له خيط 15 و18 مليمتراً، أما السمك الصغير المسمى «الجرفة» أو «النيسر»، فتستخدم له خيوط 6 و9. أما أصغر الخيوط، (مقاس مليمترين)، فيستخدم للسمك المتناهي الصغر «العومة». ويذكر الغيثي أن رحلات الصيد التي كان يذهب إليها كانت دوماً قرب السواحل، ولذلك كانت أطول فترة يقضيها في البحر هي النهار بأكمله منذ شروق الشمس حتى مغيبها، ومع ذلك فقد اكتسب سمات عديدة من حياة أهل البحر، وتعلم كثيراً من الحرف التي يعتز بتعريفها للآخرين عبر الفعاليات المختلفة، حتى يترسخ حب التراث وتقدير قيمته في نفوس الأجيال الجديدة بما يحفظ لهم شخصيتهم ويحافظ عليها من التأثر بالاختلاط بالآخرين والانفتاح الذي نعيشه الآن. صعوبات المهنة يذكر محمد راشد، الخبير في الحرف البحرية، أن صعوبات مهنة صناعة الشباك، تتمثل في عمل مقاسات الشباك وفتحاتها بشكل متساوٍ ومرتب؛ لأن العمل كله يتم بشكل يدوي وبحسب رؤية صناع الشباك، ولكن مع الخبرة ومرور الوقت يتفادى الصناع هذه المصاعب وينتج شباكا عالية الجودة، موضحاً أن أهم أدوات صناعة الشباك وتعرف بالـ«العقادة» أداتين رئيسيتين، وهما « المقصار»، وهي خشبة مفرغة من الجانبين يلف عليه الخيط، ولا تفارق أيدي صانع الغزل طوال قيامه بصنع الشبكة. و«القبة»، وهي خشبة مربعة تساعده في غزل الشبكة. وهناك «الكربة» وهي عبارة عن قطعة من الفلين، يتم ربطها في حبل يسمى «مد» يكون واحد منه أعلى الشبكة، والآخر أسفل الشبكة، ويتم وضع الكربة على مسافات متساوية كل متر ونصف المتر. وفائدة هذه الكربات، المحافظة على الشباك طافية فوق سطح الماء. أما قاع الشباك فتوضع فيها «مسوّ»، وهو عبارة عن حصا يتم تثقيل الجزء الأسفل من الشباك به حتى ينزل إلى قاع الماء، ويتم وضع الـ«سوّ» بشكل متساوٍ بين كل 3 أو 4 أمتار. ويشيد الخبير التراثي بالمهرجان وفعالياته، والقيمة الكبيرة التي يمثلها في نفوس أهل الإمارات وغيرهم من ضيوف المهرجان من الجنسيات الأخرى، كونه يحمل اسم المغفور له، الشيخ زايد، الذي يحظى بحب غير عادي من كل الناس. (كادر) 1 إيقاع المعزوفات التراثية تضمنت فعاليات المهرجان حضوراً مميزاً للفنون والمعزوفات التراثية، ومن أصحاب المواهب الذين أدهشوا جمهور المهرجان بإتقان العزف على آلة الإيقاع، الفنان بدر سعيد محمد، الذي بدأ ممارسة العزف على الطبلة قبل 26 عاماً، حسن كان في الخامسة من عمره، شارك خلالها في عديد من الفعاليات التراثية الخليجية، مؤكداً أن مهرجان الشيخ زايد التراثي يعتبر الأكثر ضخامة بين هذه المهرجانات نظراً للحضور الكبير من الفعاليات المشتملة كافة أساليب حياة الناس في المجتمع الإماراتي في مختلف البيئات، وكذا وسائل الاحتفالات في مناسباتهم المختلفة، ولذلك كانت مشاركته في المهرجان لإبراز نوع من الفن الإماراتي والخليجي، وهي آلة الإيقاع التي تعتبر عنصراً أساسياً في كافة الأهازيج والاحتفالات الشعبية. ويضيف أن الطبلة تصنع من الحبال والخشب والسطح من جلود الحيوانات المنتشرة في البيئة البدوية مثل الجمال والماعز والغنم، غير أن أفضلها المصنوع من جلد الغنم لأنه غير سميك ويعطي صوتاً أفضل من باقي الجلود، ويتحمل لفترات زمنية أطول، موضحاً أنه يتم إبقاء الطبلة بعد شد الجلد على سطحها فترة طويلة تحت الشمس تصل إلى 3 أشهر حتى تعطي صوتاً جيداً، وبشكل يومي يقوم بتعريضها للشمس، حتى تصبح في حالة جيدة وتقدم أداء جيداً ضمن المعزوفات المختلفة للفرق التي يشارك فيها بوصفه عازف إيقاع. كادر 2 أفضل أنواع القراقير يؤكد صانع القراقير، جمعة سعيد البلوشي أن أفضل أنواع القراقير هي المصنوعة من «السيم»، وهي أسلاك الحديد، وتعمل في البحر فترة تصل إلى سبعة أشهر دون أن تتأثر، وهناك أنواع أخرى من القراقير تصنع من خوص النخيل، ولكن عمرها في أفضل الأحوال لا يتجاوز الشهر ونصف الشهر، ولذلك أغلب الصيادين يعتمدون على القراقير المصنوعة من «السيم». ويشير إلى أن القرقور له أحجام ومقاسات مختلفة، بحسب أحجام السمك المراد صيدها، ومدى قرب وضع القرقور من الساحل، مبيناً أن القرقور صار الآن يصنع للأغراض التراثية وتعريف الأجيال الجديدة به، ولم يعد الصيادون يعتمدون عليه كما كان الحال سابقاً، نظراً لظهور وسائل صيد حديثة أكثر راحة وتجمع كميات أكبر من الأسماك، غير أن حرفة القرقور واستخدامه في الصيد له متعة لا يشعر بها إلا من اعتادها وعرف قيمتها حين كان من أساليب الحياة الرئيسية للناس في الزمن القديم ومورداً للرزق والطعام لكثير من الأسر. صناعة السفن يقول محمد عبيد بن سالم، إن صناعة السفن تعد من أهم الحرف البحرية، لأنها تستخدم في أغراض متعددة سواء للصيد أو الغوص للبحث عن اللؤلؤ، مبيناً أن للسفن أنواعاً بحسب أحجامها وأشكالها وتصل مدة صناعة بعض أنواعها إلى أشهر عدة. ويضيف أن صانع السفن يسمى «الجلاف» بلغة الأقدمين، وكان عمله بالغ الصعوبة كونه يعمل دوماً تحت أشعة الشمس، ولكن ما يخفف هذا التعب عنه إدراكه أن ما تصنعه يداه سيكون سبباً في جلب الرزق لعشرات الأسر من النواخذة وغيرهم من أهل البحر الذين يذهبون على السفن في رحلات تمتد شهوراً بحثاً عن الرزق في مياه الخليج العربي وسواحل الهند.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©