الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوباما «حائر» بين محاسن ومساوئ التدخل العسكري في سوريا

29 يناير 2013 00:26
عواصم (وكالات) - قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يعمل جاهداً على تقييم مسألة ما إذا كان تدخل الولايات المتحدة عسكرياً في الحرب الأهلية الدائرة منذ 22 شهراً في سوريا، سيساعد في حل هذا الصراع الدامي أم أنه سيؤدي إلى تفاقم الأمور. وفي الأثناء، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن قواته تستعيد زمام المبادرة على الأرض بصورة كبيرة جداً وأنه حقق نتائج هامة، أضيفت إلى ما حققه خلال 22 شهراً في مواجهة المقاتلين المعارضين، مشيراً إلى أن «ما حققه الجيش النظامي سيجري تظهيره قريباً». بالتوازي، طالب الائتلاف الوطني المعارض المجتمع الدولي بدعم بالمال والسلاح، رافضاً خلال اجتماع للمعارضة السورية استضافته باريس أمس بحضور ممثلين لداعميها «الوعود التي لا تنفذ». في حين أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن سوريا معرضة للسقوط في أيدي الجماعات المتشددة ما لم تقدم الجهات الداعمة للمعارضة مزيداً من المساعدة لها بما يجعل المعارضة أكثر تماسكاً سياسياً وعسكرياً لتشجيع المساعدة الدولية. ورد أوباما في مقابلتين على منتقدين يقولون إن إدارته لم تتدخل بما يكفي في سوريا حيث قتل آلاف الأشخاص وشرد ملايين وفقاً للأمم المتحدة. وقال أوباما في مقابلة مع مجلة «نيو ريببليك» نشرت على موقع المجلة على الانترنت «في وضع كسوريا علي أن اسأل: هل يمكن أن نحدث اختلافاً في هذا الوضع؟». وأضاف أن عليه أن يوازن بين فائدة التدخل العسكري وقدرة وزارة الدفاع على دعم القوات التي مازالت موجودة في أفغانستان حيث بدأت الولايات المتحدة سحب القوات المقاتلة بعد 12 عاماً من الحرب. وأضاف «هل يمكن أن يثير التدخل أعمال عنف أسوأ أو استخدام أسلحة كيماوية؟ ماهو الذي يوفر أفضل احتمال لنظام مستقر بعد الأسد؟.. وكيف أقيم عشرات الآلاف الذين قتلوا في سوريا مقابل عشرات الآلاف الذين يقتلون حالياً في الكونجو». وجاءت تصريحات أوباما في الوقت الذي قال فيه زعماء العالم المتجمعون في دافوس بسويسرا إنهم يتمنون لو كانت الولايات المتحدة أكثر مشاركة في قضايا جغرافية سياسية مثل الصراعين في سوريا ومالي . وفي مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» في شبكة تلفزيون سي.بي.اس رد أوباما بغضب عندما طلب منه التعليق على انتقاد بأن الولايات المتحدة احجمت عن المشاركة في قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية مثل الأزمة السورية. وقال إن إدارته شاركت بطائرات حربية في الجهود الدولية لإسقاط معمر القذافي في ليبيا وقادت حملة لحمل الرئيس المصري حسني مبارك على التنحي. ولكنه قال إنه بالنسبة لسوريا، فإن إدارته تريد التأكد من أن العمل الأميركي هناك لن يأتي بنتائج عكسية. وقال «لن يستفيد أحد عندما نتعجل خطواتنا وعندما.. نقدم على شيء دون أن ندرس بشكل كامل كل عواقبه». من جهتها، نقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية القريبة من دمشق وطهران عن زوار التقوا الأسد في قصر الروضة الرئاسي بدمشق، تأكيده أن «الجيش استعاد زمام المبادرة على الأرض بصورة كبيرة جداً، وأنه حقق نتائج هامة، أضيفت إلى ما حققه خلال الأشهر الاثنين والعشرين الماضية». وأوضح الأسد بحسب الصحيفة، أن الجيش النظامي «منع المسلحين من السيطرة على محافظات بأكملها، وبالتالي ظل ملعبهم بعض المناطق الحدودية مع تركيا والأردن ولبنان، فضلًا عن بعض الجيوب في ريف العاصمة، التي يتم التعامل معها». وقال الأسد إن «العاصمة دمشق في حال أفضل، والنقاط الاستراتيجية فيها، وبرغم كل المحاولات التي قام بها المسلحون، بقيت آمنة، ولا سيما طريق المطار». وبرأي الأسد، يمكن لخطوة «إغلاق الحدود التركية في وجه تهريب السلاح والمسلحي، بما يعنيه هذا الأمر من قضاء على منابع التمويل والتسليح»، أن «تحسم الأمور خلال أسبوعين». ورأى الأسد أن موسكو ستبقي على دعمها له «فهي تدافع عن نفسها، لا عن نظام في سوريا». وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف قال أمس الأول، إن فرص بقاء الرئيس الأسد في السلطة تتضاءل «يوما بعد يوم» وأنه ارتكب «خطأ فادحاً، قد يكون قاضياً» لأنه تأخر كثيراً في تطبيق الإصلاحات السياسية. شدد الأسد على أن «لا تزحزح عن بنود اتفاق جنيف» الذي تم تبنيه من قبل مجموعة العمل حول سوريا في 30 يونيو الماضي، ويتضمن مبادئ انتقال سياسي لا تأتي على ذكر تنحي الرئيس السوري الذي تنتهي ولايته عام 2014. وأبلغ الأسد زواره بأن الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي طرح عليه خلال زيارته الأخيرة لدمشق «فكرة التنحي في المرحلة الانتقالية»، لكنه «قطع عليه الطريق، وأفهمه بطريقته الخاصة بأن ما سيحسم وجهة الحل في بلاد الشام هو الوضع الميداني الذي يتحسن يوماً بعد آخر لمصلحة النظام». من ناحيته، صرح نائب رئيس الائتلاف الوطني المعارض رياض سيف أن «الشعب السوري يخوض حالياً حرباً بلا رحمة. الوقت ليس في صالحنا واستمرار هذا النزاع لا يمكن إلا أن يجلب كارثة على المنطقة والعالم». وتابع سيف «لم نعد نريد وعوداً لن تحترم»، وذلك أمام اجتماع ذات طابع «فني» في العاصمة الفرنسية، حضره دبلوماسيون وكبار الموظفين من نحو 50 دولة. من جهته، قال جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري الذي يشكل أبرز مكونات الائتلاف، إن سوريا «سوريا تحتاج إلى مليارات الدولارات. لكننا بحاجة إلى 500 مليون دولار على الأقل للتمكن من تشكيل حكومة» في المنفى. وأضاف «نحتاج إلى أسلحة والمزيد من الأسلحة»، وهو مطلب ما زال المجتمع الدولي يحجم عن التجاوب معه رسمياً خوفاً من وقوع الأسلحة في أيدي مقاتلين متشددين في سوريا. وقال فابيوس في افتتاح الاجتماع «أمام انهيار دولة ومجتمع تبدو الجماعات المتشددة مرشحة إلى توسيع سيطرتها إن لم نتحرك. ينبغي آلا نسمح أن تتحول ثورة انطلقت في احتجاجات سلمية وديموقراطية إلى مواجهات بين ميليشيات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©