الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: غياب الحياء يهدد تماسك المجتمع المسلم

العلماء: غياب الحياء يهدد تماسك المجتمع المسلم
1 يناير 2016 01:17
حسام محمد (القاهرة) هُناك محاولات يبذلها المغرضون من أجل طمس هوية الأمة وتغيير ملامحها ويستخدمون مسميات يهدفون من ورائها إلى نسف كل القيم التي جاء بها الإسلام ورسخها من خلال تشريعاته لبناء المجتمع الفاضل، ومن أبرز القيم الإسلامية التي يسعون لنسفها قيمة الحياء التي يزعمون في كل مكان أنها تخالف الحرية الشخصية والتقدم الإنساني، وهكذا أصبح الكثير منا لا يتورعون عن فعل الكثير من الأمور التي كان الحياء يمنعهم في السابق من فعلها مثل ارتداء الملابس غير اللائقة والألفاظ المبتذلة. المجاهرة بالمعاصي ويقول الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر: مجتمعاتنا أصبحت تتعامل مع الحياء على أنه قيمة بالية وأصبح الكثيرون يشجعون الأطفال والنشء على عدم الحياء والتعامل مع كل شيء حتى لو كان يتعارض مع قيم وتعاليم الإسلام بجرأة مرفوضة جملة وتفصيلاً، وهكذا أصبحنا نرى أعمالاً فنية تحتوي على مشاهد ما أنزل الله بها من سلطان وتحتوي على ألفاظ خارجة وهكذا أصبحنا نرى من يجاهر بالمعصية، وكأنه هو السوي ونرى المجاهر بالإفطار، وكأنه يفعل شيئاً عادياً ومن يجاهر بتعاطيه للمخدرات وغيرها من الموبقات ولنا أن نتخيل تداعيات مثل هذه الأمور على أي مجتمع تنتشر فيه، فقد اتفق العلماء على أن غياب الحياء يؤدي لكثرة المعاصي وكثرة المعاصي تؤدي بدورها إلى التبلد في الإحساس وإقبال الناس على ارتكاب الموبقات دون خوف ودود خجل ما يؤدي إلى انهيار أخلاقي يهدد المجتمع بالانحلال التام. يضيف د. الطيب: من هذا المنطلق لابد من أن نفعل خلق الحياء في مجتمعاتنا الإسلامية، فالحياء يبعث على فعل الحسن وترك القبيح وهذا ما يتوافق مع فطرة الإنسان إلا أن الكثيرين الذين يخرجون على هذا الخُلُق أو هذه الطبيعة أو الفطرة يريدون للناس أن يتخلوا عن حيائهم وأن يأتوا من الأفعال ما قد تستحي منه الحيوانات ومع ذلك لا يجدون حرجاً أو بأساً في أن يفعلوا مثل هذه الأفعال.ويقول شيخ الأزهر إن الحياء قرين الإيمان، قرن بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «الحياءُ والإيمانُ قرناءُ جميعاً، فإذا رُفِعَ أحدُهما رُفع الآخر»، وترك الحياء بوابة الجرائم والفُحش ومن أقوى أسباب تضعضع المجتمعات وتفسُّخها، فالحضارة الغربية مع اعترافنا لها بالتقدم والرقي إلا أنها في طريقها للضعف، لأنهم تخلوا عن الحياء في مجتمعاتهم، فالفتاة التي تتجاوز السابعة عشرة من عمرها، ولا تعيش الحرية المعروفة عندهم - يُذَهب بها إلى طبيب نفسي لكي يعالجها من الحياء، فانظر إلى الشرور والانتقام من فطرة الله تعالى التي فطر النَّاسِ عليها، وقد تسبب ترك الحياء وانعدامه في حدوث جرائم «التحرُّش»، التي تهز المجتمع، فهؤلاء الذين اقترفوا هذه الجرائم والفواحش، لو كان في وجوههم ذرَّة مِن حياء، ما استطاعوا أن يُقدِموا علي هذه الفِعلة الشنيعة. وطالب شيخ الأزهر القائمين على الإنتاج الفني الذي يُعرَض علي الناس بألا يذهبوا بالبقية الباقية من الحياء عند أبنائنا وبناتنا، فيبدو أن هناك فكرة شيطانية خبيثة تهدف إلى تعويد البنات والأولاد على عدم الحياء، والأعمال الفنية التي تُشَجِّع النشء الصغير على عدم الحياء، لا تُعَبِّر عنَّا، ولا تُعَبِّر عن مجتمعنا ولا عن مشكلاته، ولا عن بيوتنا وبِلادنا، فهؤلاء أناس يُعَبِّرونَ عن مشاكلهم هُم. استعادة الحياء ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: لابد أن يعي المجتمع المسلم خطورة غياب خلق الحياء في المجتمع، حيث يؤدي ذلك إلى ظهور اللامبالاة بين الأفراد وانعدام الغيرة لدين الله وانشغال الناس عن الدفاع عن الدين، وكذلك غلبة الطباع المادية، إضافة إلى قطع الأرحام وانتشار الكبائر من السرقة، وشرب، الخمر، والمخدرات، والقمار، والميسر، والسجائر، والعلاقات الآثمة والمحرمة بين أفراد المجتمع، بل وصل الأمر إلى غياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأصبح من يفعل ذلك يجد استهجاناً من البعض من المتجرئين على الدين ونرى من يأمر بالمنكر وينهي عن المعروف وانتشرت صور الفجور وقتل الأخلاق وإثارة الشهوة والدعوة إلى الفحشاء والمنكر بعرض إعلانات وأفلام خليعة في وسائل إعلامنا وتنظيم مهرجانات العري وكلها جرائم تنتشر بسبب غياب الحياء وانتشار الجرأة المرفوضة في مجتمعنا. ويضيف: لابد أن نعي أيضاً أن الحياء ليس فضيلة فردية تقتصر على صاحبها فحسب، وإنما هو بالإضافة إلى ذلك فضيلة اجتماعية تتعدى إلى دائرة أوسع وتشمل المجتمع بأسره، كما أن نقيض الحياء من الصفاقة والفحش يتجاوز بدوره أيضاً دائرة الفرد إلى دائرة المجتمع، ومن اهم سبل استعادة قيمة الحياء في نفوسنا ونفوس النشء ضرورة احتواء مناهجنا الدراسية على ما يؤكد أهمية الحياء والتأكيد على أن الحياءُ شعبة من الإيمان، فالرسول صلى الله عليه وسلم خصَّ الحياء بالذِّكر، حيث قال: «الإيمان بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستون شُعبة، أفضلها قولُ لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياءُ شُعْبةٌ من الإيمان». الحياء والخجل الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري الأسبق عضو مجمع البحوث الإسلامية يؤكد أن إهمال قيمة الحياء طعنة غادرة موجهة إلى المنظومة الأخلاقية التي من شأن الحياء أن يكون حارساً على تحققها في دنيا الواقع وفي حياة الناس حتى يكونوا جديرين بأن يكونوا خلفاء لله في أرضه ولنا فيما يحدث في المجتمعات الغربية بعد أن ضاعت قيمة الحياء العبرة والمثل فعلى سبيل المثال لا الحصر أصبح الشواذ يعلنون بكل تبجح عن شذوذهم المنافي للطبيعة البشرية ويجدون من يدافع عنهم من منظمات عالمية وغيرها. يضيف د. زقزوق: لابد من الإشارة إلى أن الحياء يختلف عن الخجل، فالخجل قد تكون له جوانب سلبية أما الحياء، فإنه إيجابي دائماً وقد بّين العلماء أن الخجل نوع من الحياء المرفوض شرعاً لأنه يؤدي إلى ابتعاد الإنسان عن قول الحق أو فعل الخير وغيره من الأمور التي يرفضها الدين، ولهذا فقد اعتبر العلماء أن الحياء هو ما يمنع النفس من فعل القبيح والتقصير في حق صاحب الحق، أما الخجل فقد يجر صاحبه إلى فعل المحرمات والوقوع في الكذب ويجره أيضا إلى ترك الواجبات والفرائض، فهو تلبيس من الشيطان ويؤدي إلى ضعف شخصية المسلم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©