قررت تركيا امس اجلاء عائلات دبلوماسييها وموظفيها غير الاساسيين من سوريا بعد استهداف متظاهرين موالين للنظام سفارتها وقنصلياتها هناك، ودعت المجموعة الدولية الى التحرك بصوت واحد ازاء التطورات الخطيرة هناك. كما استدعت وزارة الخارجية الفرنسية السفيرة السورية لدى باريس للاحتجاج على اعتداءات استهدفت قنصليتيها في اللاذقية وحلب، وذلك عشية اقرار الاتحاد الاوروبي اليوم الاثنين رزمة جديدة من العقوبات ضد النظام السوري.
فقد اعلنت الحكومة التركية امس عن سحب أسر الدبلوماسيين الأتراك العاملين في دمشق بعد قيام متظاهرين موالين للنظام السوري بالهجوم على سفارتها وقنصلياتها هناك بالحجارة وترديد شعارات معادية لتركيا، وقالت “إنه لن يمكث في السفارة التركية في دمشق إلا السفير عمر اونهون فقط وعدد ضروري من الدبلوماسيين معه”.
وحذرت وزارة الخارجية التركية التي استدعت القائم بالاعمال السوري في انقرة للاحتجاج على الاعتداءات، مواطنيها من السفر الى سوريا لغير الضرورة، وقالت “ان تركيا تدين بشدة الهجمات على سفارتها في دمشق وقنصليتها في حلب وقنصليتها في اللاذقية وتطالب دمشق بالقبض على المسؤولين عن الهجمات ومحاكمتهم”.
وكانت وكالة انباء الاناضول التركية ذكرت ان حشدا يضم نحو الف شخص هاجموا السفارة التركية لدى دمشق ورشقوها بالحجارة والزجاجات قبل ان تتدخل الشرطة السورية لفض الاحتجاج. ونقلت عن مسؤولي السفارة التركية في دمشق قولهم ان القنصلية التركية في حلب والقنصلية الفخرية في اللاذقية تعرضتا ايضا لهجمات. واضافت “ان الشرطة تدخلت مستخدمة الغاز المسيل للدموع لفض الاحتجاج بينما ألقى المتظاهرون الحجارة والزجاجات”.
وقالت وزارة الخارجية “ان وزير الخارجية احمد داود اوغلو سيجتمع مع اعضاء من المعارضة السورية في انقرة”. ودعت ايضا المجموعة الدولية الى التحرك بصوت واحد ازاء التطورات الخطيرة في سوريا والعمل على وقف نزيف الدم، وقالت “ان تركيا تدعم قرار الجامعة العربية تعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها الى حين وفائها بالتزامها تطبيق المبادرة العربية للخروج من الازمة والتي تنص على وقف اعمال العنف”.
من جهتها، اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ايضا عن استدعاء السفيرة السورية في فرنسا لمياء شكور احتجاجا على تعرض قنصليتي فرنسا الفخرية في اللاذقية وفي حلب (لهجمات مساء السبت. وقال الناطق باسم الوزارة في بيان “ان الاعتداءات التي جرت من قبل مجموعات متظاهرين منظمة وبدون رد فعل من قوات الامن غير مقبولة وفرنسا تدينها بشدة”.
وقال مصدر دبلوماسي “ان اشخاصا قدموا الى امام مكاتبنا وحاولوا اقتحامها، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وحصلت بعض الاضرار المادية وتحطيم زجاج ونزع اعلام”. واضاف “ان سفيرة سوريا في فرنسا استدعيت الى مقر الخارجية للتذكير بالتزامات سوريا الدولية”.
الى ذلك، قال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله امس إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيقررون خلال اجتماعهم اليوم الاثنين رزمة جديدة من العقوبات ضد سوريا تتضمن تقليص تصاريح السفر بالنسبة لعدد من شخصيات النظام بالإضافة إلى عقوبات على القطاع المالي.
وطالب فيسترفيله المجتمع الدولي مجددا باتخاذ موقف مشترك من النظام السوري. واوضح أن بلاده ترى أنه من أن الضروري أن يرسل المجتمع الدولي إشارة قوية مشتركة إلى سوريار بأنه لا يمكن باي حال قبول أعمال القمع والعنف ضد المتظاهرين السلميين ولابد أن يؤدي ذلك إلى رد فعل مشترك وحاسم للمجتمع الدولي، داعيا معارضي اصدار قرار في مجلس الامن إلى مراجعة موقفهم.
وانضمت الامم المتحدة وبريطانيا الى سلسلة المؤيدين لقرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا. ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قرار الجامعة بانه قوي وشجاع، واضاف “انه يرحب باعتزام الجامعة توفير حماية للمدنيين ويبدى استعداده لتوفير الدعم المتصل عند طلب ذلك”. وصرح متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان القرار العربي يبعث برسالة واضحة الى الاسد ونظامه اللذين يواصلان رفض السماح بتحول سياسي في سوريا كما انهما مسؤولان عن تصعيد في العنف والقمع، واضاف “مازلنا واضحين.. على الاسد ان يتنحى ولابد من حدوث تحول سياسي الان”.
وقال بيان للسفارة الأميركية في عمان إن مساعد وزير الخزانة دانييل جليزر أجرى محادثات امس مع مسؤولين أردنيين كبار ومسؤولين تنفيذيين بالقطاع المصرفي بشأن جهود تطبيق عقوبات اقتصادية على سوريا.
عدد اليوم
