الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكرة.. لم تعد «طمباخية»

24 نوفمبر 2014 00:20
أصبحت الكرة الكويتية في السنوات الأخيرة مضرباً للمثل السيئ في المنطقة، وتحوّلت إلى بيئة مشبعة بمشاعر الإحباط واليأس، بعد أن أُصيبت بفيروس «الشلل المؤقت»، حتى هرمت وشاخت وأصبحت كهلة، وتحوّلت إلى سلسلة صدئة مهترئة، معضلة القائمين عليها أنهم حائرون من أي حلقة يبدأون. دعونا نتفق معاً على أن الرياضة في الكويت لا تقع في أعلى سُلّم أولويات الحكومة، بل تأتي في مراتب متأخرة، من قائمة الأولويات الحكومية. وفي موازاة ذلك، فلنتفق على أن كرة القدم، باعتبارها الواجهة الأبرز للرياضة، لم تعد «طمباخية»، كما يراها المسؤولون الحكوميون، بل إنها غدت سوقاً اقتصادياً جاذباً للموارد المالية والبشرية، وواجهة للمجتمعات وبرهاناً على تفوقها، ولم ترِد فيما سبق كلمة مبالغة واحدة، فتطور الرياضة في أي دولة من دول العالم هو مقياس لتحضرها، لأن الإنجازات الرياضية لا تتحقق إلا من خلال اهتمام الدولة ورعايتها للرياضي «الفرد»، وهو نواة المجتمع وأساسه. ولا يمكننا أن نحمِّل اتحاد كرة القدم مسؤولية خروج الأزرق من «خليجي 22» بذاك الشكل، إلا بما يقع ضمن صلاحياته، وسلطات مجلس إدارة الاتحاد مقيدة بإطار تنظيمي محدد لا يمنحه الصلاحية باتخاذ كل الخطوات الكفيلة بتطوير اللعبة، والمقصود هنا ملفات «إقرار الاحتراف - تطوير المنشآت - زيادة الدعم المالي - التخصيص»، التي تتطلب مبادرة حكومية تتمثل في تقديم مشروعات قوانين إلى مجلس الأمة لمناقشتها وإقرارها. من ينظر إلى واقع الكرة الكويتية بعين فاحصة، ويحاول تشخيص حالها يدرك بمجرد إجراء فحص أولي سريع أنها أسيرة لأنظمة عفى عليها الدهر وأكل وشرب، وأن تطويرها وإعادتها إلى مكانها الصحيح لا يتطلب أكثر من اتخاذ قرار يفلتها من قبضة الماضي، والمسؤول الذي يتمتع بقراءة جيدة للمتغيرات يعي أن شريحة الشباب العاشقة بفطرتها لكرة القدم، لم تعد مستعدة لتحمل مزيد من الإحباط، وسيعي أيضاً أن إصلاح قطاع الرياضة هو أسهل بكثير من إصلاح قطاعات أخرى. أعلم علم اليقين كما يعلم القارئ أن لتحقيق الإنجازات الرياضية مفعول السحر على أمزجة الشعوب، فهل يعلم المسؤولون - حفظهم الله- بذلك؟! أكاد أجزم بأن أكثرهم لا يعلمون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©