الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أولاند: فرنسا بصدد الانتصار في معركة مالي

أولاند: فرنسا بصدد الانتصار في معركة مالي
29 يناير 2013 00:26
باريس، باماكو (وكالات) - أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أمس أن فرنسا مع شركائها الأفارقة «في صدد الانتصار في معركة» مالي، معتبرا أنه يعود إلى القوات الأفريقية ملاحقة «الإرهابيين» في شمال البلاد. وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي في قصر الاليزيه «نحن في صدد الانتصار في هذه المعركة»، مضيفا «عندما أقول نحن، أعني الجيش المالي اي الأفارقة مدعومين من الفرنسيين». واكد أولاند «استعادة أبرز المدن» في شمال مالي، مشيرا إلى جاو وتمبكتو اللتين كانتا بأيدي مجموعات متشددة منذ أشهر عدة. وأضاف الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الحكومة البولندية دونالد تاسك «لا نية لفرنسا بالبقاء في مالي.. لا بل إن مهمتنا تقضي بأن نتمكن من إفساح المجال أمام القوات الأفريقية لضمان استقرار دائم في مالي». إلا ان وزارة الدفاع الفرنسية حاولت التخفيف من المعلومات حول اتمام السيطرة على تمبكتو مكتفية بالقول ان الجيشين المالي والفرنسي «باشرا» استعادة المدينة. وقال المتحدث باسم قيادة أركان الجيش الفرنسي الكولونيل تييري بوركهارد ان «وحدات فرنسية باشرت مع وحدات مالية السيطرة على مدينة تمبكتو». وأكد في المقابل السيطرة الكاملة على غاو التي باتت تتمركز فيها «قوات مالية ونيجرية وتشادية». وأفادت مصادر متطابقة بأن الجيشان الفرنسي والمالي دخلا بعد ظهر أمس مدينة تمبكتو في شمال مالي التي أصبحت تحت السيطرة بالكامل. وقال كولونيل في الجيش المالي رفض كشف هويته، إن «الجيشين المالي والفرنسي يسيطران بالكامل على مدينة تمبكتو»، وهي معلومات أكدها من باماكو رئيس بلدية تمبكتو الذي قال إن المدينة «سقطت بأيدي القوات الفرنسية والمالية». وفي تلك الأثناء، طلبت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس من السلطات المالية اتخاذ «إجراءات فورية» من أجل «حماية جميع الماليين من عمليات الانتقام» متحدثة عن «مخاطر مرتفعة بحصول توتر بين الإتنيات» في الشمال، حيث الخصومة حادة بين مجموعات العرب والطوارق من جهة والسود من جهة أخرى. وفي تلك الأثناء، أعلن متمردون طوارق ومنشقون عن مجموعة متشددة مسلحة أمس سيطرتهم على كيدال، المدينة الأخيرة في شمال مالي التي لم يسيطر عليها بعد الجنود الفرنسيون والماليون. وقال محمد اج اهاريب المتحدث السابق باسم ما يسمى «مجموعة أنصار الدين» والذي انتقل إلى حركة (أزواد الإسلامية): «نحن نقوم حاليا بحفظ الأمن في كيدال» الواقعة على بعد 1500 كلم شمال شرق باماكو. وأضاف «حاليا هناك في كيدال مقاتلون من حركة ازواد الإسلامية ومن الحركة الوطنية لتحرير أزواد كانوا انضموا إلى صفوف أنصار الدين وعادوا إلى الحركة الوطنية». من جهتها، أكدت الحركة الوطنية لتحرير أزواد في بيان أن مدينة كيدال باتت تحت سيطرتها. وقال متمردو الطوارق، إنهم لا يريدون مواجهة مع الجيش الفرنسي ولا مع قوة التدخل الأفريقية، بل أنهم يريدون «حماية السكان من تجاوزات الجيش المالي». وصرح شيخ علي أحد سكان كيدال في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة فرانس برس بأن «هناك مسلحين في المدينة. عناصر من الحركة الوطنية لتحرير أزواد كانوا في كيدال لكننا لم نعد نراهم. حتى ان مقاتلي حركة ازواد الإسلامية في المدينة». وبحسب محمد اج اهاريب ما زال المتشددون في «انصار الدين» موالين لزعيمهم اياد اج غالي، كما أن مسلحين في تنظيم القاعدة لا يزالون يسيطرون على قسم كبير من منطقة كيدال «خصوصاً المناطق الجبلية». وأعلن الناطق باسم قيادة أركان الجيوش الفرنسية في باريس إن العسكريين نفذوا عملية مشتركة، برية وجوية أنزل خلالها مظليون للسيطرة على منافذ تمبكتو، المدينة الإسلامية الرمز في افريقيا جنوب الصحراء التي تبعد 900 كلم شمال شرق باماكو. وأوضح الكولونيل تييري بوركار أن القوات الفرنسية والأفريقية باتت تسيطر على «حلقة النيجر» وهي منطقة تقع بين أكبر مدينتين في شمال مالي وهما تمبكتو وجاو، وذلك في اليوم الثامن عشر من التدخل العسكري الفرنسي. وصرح ضابط رفيع في الجيش المالي «اننا نسيطر على مطار تمبكتو، ولم نواجه اية مقاومة. وليس هناك أي مشكلة أمنية في المدينة». لكن الشهادات تتوالى حول إتلاف المتشددين مخطوطات في تمبكتو التي كانت في القرنين الخامس والسادس عشر مركزا ثقافيا إسلامياً مشعاً ومدينة مزدهرة على طريق القوافل عند مشارف الصحراء. وأحرق المتشددون قبل رحيلهم منازل ومخطوطات وانهالوا بالضرب المبرح على سكان كانوا يعربون عن فرحهم». كما اكد رئيس بلدية تمبكتو مقتل أحد السكان الذي «احرق حيا» بيد المتشددين بعد أن هتف «تحيا فرنسا». ويخشى أيضا من عمليات انتقام في تمبكتو لأن المتشددين ارتكبوا هناك، كما في جاو، العديد من الجرائم باسم الشريعة مثل قطع الأيدي والرجم والإعدامات. وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس بأن «الأمور ماضية كما هو مخطط لها والأهم هو أن مالي تتحرر شيئا فشيئا» من قبضة الجماعات المرتبطة بالقاعدة والتي اتخذت ملاذا في شمال البلاد في 2012. وسبقت عملية استعادة جاو عملية كومندوس من الجيش الفرنسي على المطار وجسر استراتيجي وصلت على إثرها قوات تشادية ونيجرية جوا من نيامي لإحلال الأمن في المدينة وهي عملية لا يرغب الجيش الفرنسي في القيام بها في المدن التي يستعيدها من المقاتلين الإسلاميين. وأفادت مصادر عسكرية إقليمية بأن جنوداً تشاديين ونيجريين يسيطرون على مدينتي ميناكا وانديرمبوكان (شمال شرق) قرب الحدود مع النيجر. ويتوقع انتشار ستة آلاف جندي من دول غرب افريقيا والتشاد في شمال مالي، ليحلوا محل الجيش الفرنسي، لكنهم يصلون ببطء كبير، ويتعطل انتشارهم لأسباب تمويل ولوجستية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©