الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

4 أوراق عمل تنكأ جرح السرد وتستشرف مستقبله

4 أوراق عمل تنكأ جرح السرد وتستشرف مستقبله
15 مارس 2016 23:10
رضاب نهار (أبوظبي) تواصلت أمس الأول «الاثنين» فعاليات ملتقى السرد الخليجي الثالث الذي تنظمه وزارة الثقافة وتنمية المجتمع في العاصمة أبوظبي، حيث انعقدت الجلسة النقاشية الثانية من جلسات اليوم الأول في فندق دوست تاني، بإدارة الشاعر الإماراتي علي الشعالي. وقدّم فيها القاص البحريني عبد القادر عقيل ورقة نقدية بعنوان «القصة القصيرة جداً خليجياً: التكثيف والإدهاش»، بينما قدَّم الكاتب القطري الدكتور حسن رشيد ورقة أوضحت بدايات القصّ في دولة قطر. فيما تناولت الجلسة الثالثة، موضوع السرد في دول الخليج العربي وتحديداً في دول الإمارات العربية المتحدة: الواقع الراهن واستشراف المستقبل، وتحدّث فيها الروائي والإعلامي محمد اليحيائي من سلطنة عمان والكاتب الإماراتي سعيد البادي وأدارتها شيخة المطيري. الجلسة الثانية أشار عبد القادر عقيل بعد أن استعرض نشأة فن القصة القصيرة جداً إلى أن الآراء تختلف حول الفن السردي الجديد على الأدب العربي، والذي عرف أيضاً باسم (القصة الومضة)، بين مؤيد ومعارض، بين متشكك في جدواه، وبين من يراه مستقبل القصة القصيرة، إلا أننا أمام فن سردي يمتد تأسيسه عربياً إلى أزيد من أربعة عقود. وقال: «تكمن صعوبة القصة القصيرة جداً، في أنها تحتاج إلى تكنيك خاص في الشكل والبناء، ومهارة في سبك اللغة واختزال الحدث المحكي والاختصار في حجم الكلمات المعبرة عن الموضوع، والقدرة على إثارة الإدهاش والروعة الفنية، ومن هنا يحتاج كاتبها إلى مهارة عالية، مبيناً أن ليس هناك مبرر لأن نأخذ من هذا الجنس الأدبي موقفاً عدائياً، وبدلاً من إضاعة الوقت في التصنيف علينا التكيف معه باعتباره إفرازاً طبيعياً لمستجدات العصر. كما تحدّث عقيل عن حالة مخيفة ظهرت بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، قوامها التسيب والسهولة في هذا اللون من الكتابة، باستثناء كتابات قليلة. لكن من المؤكد أننا سنكتشف تجارب جديدة ومهمة تضيف إلى هذا الفن وتبدع فيه. أما رشيد فأكد أن بدايات السرد في قطر كانت مغلفة بالضبابية، ومع ظهور الصحافة المحلية وخاصة مجلة الدوحة العام 1969 ومجلة العروبة العام 1970، ظهر كتّاب في مجال السرد من بينهم أحمد عبد الملك وكلثم جبر، إلا أن معظمهم توقفوا عن الكتابة، وبيّن أن وجود تلك الإبداعات لا يشكّل تياراً للسرد في قطر، خاصة في ظل عدم وجود جهات داعمة حيث يكون اعتماد الكاتب أثناء النشر والتوزيع على نفسه فقط. واستحضر عدداً من الأسماء كأمثلة على ما أشار إليه، متوقفاً عند الروائي عبد العزيز المحمود وتجربته الأولى «القرصان» التي تضمنت المقومات والعناصر الأساسية في السرد الروائي، والتي مزجت الواقعي بالمتخيل وراحت تنبش في الذاكرة الجمعية لدول مجلس التعاون الخليجي. وأوضح بالمقابل أن التاريخ السردي يسجل الدور المتميز للعديد من الأسماء وخاصة محاولات تاء التأنيث مثل القاصة فاطمة التركي، عائشة القاضي، شمة الكواري، وغيرهن. الجلسة الثانية انطلق اليحيائي في حديثه من سؤال يقول: «هل قُدّمت في السنوات الماضية دراسات نقدية للواقع السردي في المجتمع الخليجي؟»، مشككاً بوجود أي دراسة معمقة تتناول السرد كجنس أدبي وفني بعلاقته مع التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية من حولنا. وانتقل إلى سؤال آخر يبحث في كيفية الذهاب إلى دراسة الوضع مستقبلاً مع عدم وجود خبرات تراكمية تقرأ الراهن وتقدّم نقدها الموضوعي له بما يفيد تحولات الكتابة وتقلّباتها. وأوضح وجود انكسارات لدى المؤلفين الذين كانت لهم تجارب رائدة ومتقدمة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي إلا أنهم اليوم يقدّمون أعمالاً لا ترتقي لتجربتهم السابقة، فالقصة القصيرة والرواية ليستا مجرد حكاية. هناك عناصر فنية ضرورية الحضور مثل المغامرة والزمان والمكان وتعدد أصوات السرد والتشظي في الطرح. ما يجعلنا نذهب إلى سؤال آخر يقول: هل استطعنا في الخليج تشكيل ملامح سرد واضحة؟ وأما الجواب فيؤكد وجود تجارب فردية قوية وبارزة، لكنها لا تشكّل حركة كاملة. مع العلم أن دول الخليج اليوم لم تعد مجرد هامش أو أطراف تستقبل آثار إبداعات المراكز، فقد أصبحت مراكز إبداعية بحد ذاتها. من جهته تكلّم البادي عن السرد في الإمارات من خلال ورقة قسّمها إلى ثلاثة محاور رئيسية هي: أصل الحكاية، والسرد المعاصر، ومستقبل السرد الإماراتي؛ منطلقاً من قدم الفن السردي الإماراتي ومساهمته في إثراء الساحة الثقافية المحلية في وقت مبكر، وقال: «البدايات الأولى للسرد هي التي وفّرت التراكمية في السرد الإماراتي، خصوصاً أن الجهات المعنية تنبهت إلى مسألة تسجيل التراث المعنوي والشفهي وحفظه وتدوينه». أما السرد الإماراتي المعاصر، فأشار البادي إلى أن بداياته كانت في السبعينيات مع رواية «شاهندة» لراشد عبد الله النعيمي، ليتطور بشكل لافت مع ظهور النصوص السردية على شكل القصة القصيرة والرواية التي تعكس في مجملها الواقع الإماراتي الذي بدأ بالتطور كنتيجة طبيعية لتطور عناصر المجتمع. وخلص بالقول: «أثبت السرد الإماراتي أنه قادر على مواكبة ذلك الإيقاع السريع الذي تسير به الدولة، وقد شهدنا خلال السنوات الخمس الأخيرة دخول أسماء جديدة من الشباب في المشهد السردي المحلي يتناولون موضوعات تتعلق بيومياتهم ابتداءً من المقهى ومواقع التواصل الاجتماعي، وانتهاء بالحرب على الإرهاب ومحاربة داعش، بل إن بعض الأعمال السردية تمكنت من الوصول إلى لغات العالم، وقد تمت ترجمة أعمال محلية إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©