ما أكثر ما ظلمنا حكامنا، الظلم الذي يفوق في مرارة وقع السيوف المهندة، ما أكثر ما رميناهم بنقد جارح وموجع، وما أكثر ما اخترناهم دون سواهم ليكونوا شماعات عليها تعلق الإخفاقات والفشل والخيبات، وما أكثر ما مرغنا كرامتهم في التراب، ونحن نتوجه في إذلال كبير لهم لجلب حكام من أوروبا لنريهم وجوههم «القبيحة» في مرآة الخواجات.
انقبض قلبي لما كنا شركاء فيه من تجن، وأنا أقف نهاية الأسبوع الذي مضى على أخطاء تحكيمية فادحة تستحق شيئاً آخر أكثر من الشجب والاستنكار، أخطاء غيرت نتائج مباريات وهي اليوم موضوع نقاش ساخن في أروقة رياضية أوروبية.
كنت متابعاً لمباراة يوفنتوس أمام كاتانيا في الدوري الإيطالي عندما تدخل التحكيم بشكل سافر ليأخذ المباراة إلى مجرى غير مجراها الطبيعي، كانت البداية برفض هدف مشروع للاعب كاتانيا جونزالو برجيسيو بدعوى تسلل لا وجود له، ثم عظم الذنب عندما احتسب حكم المباراة هدفاً ليوفنتوس هو ما منحه نقاط الفوز، هدف وقعه فيدال الذي تلقى الكرة من زميله نيكلاس بندتنر في وضعية تسلل واضحة.
هل كان في الأمر محاباة ليوفنتوس الذي يجد نفسه مرغماً على أن يلعب مبارياته ومدربه كونتي الموقوف بسبب تهم الفساد معلق في المقصورة، بدل أن يكون جالساً على دكة البدلاء؟.
لست أنا من يقول ذلك، بل رئيس كاتانيا نينو بولفيرانتي هو من خرج من جحره مرعوباً ليقول إن ما شاهده إعلان عن موت كرة القدم، لأن من مقاعد بدلاء يوفنتوس مورس ضغط أقرب للإرهاب على حكم المباراة، فهل يجوز الحديث عن «نظام المؤامرة» لتبرير عدم تعرض السيدة العجوز للخسارة منذ 48 مباراة؟.
خرجت من مباراة يوفنتوس وكاتانيا الملطخة بعار التحكيم وعرجت على قمة الدوري الإنجليزي بين تشيلسي والمان يونايتد فوجدت ما هو أفظع، وجدت حكماً يعبث بمباراة تتلهف لها القلوب، لم يكف مارك كلاتينبرج الذي أصبح منذ الأحد الماضي الرجل الأكثر إثارة للجدل، أن أصاب تشيلسي في معقله بستامفورد بريدج بظلم كبير وهو يطرد من صفوفه لاعبين، ويحتسب لمانشستر يونايتد هدفاً سجله المكسيكي خافيير هيرنانديز من تسلل واضح، بل تعداه إلى ما أصبح بموجبه متهماً من إدارة تشيلسي باستعمال ألفاظ غير لائقة وذات طبيعة عنصرية في حق لاعبين من تشيلسي، قالت مصادر صحفية أنجليزية إن أحدهما هو النيجيري جون أوبي ميكيل، وليت الأمر توقف في الدوري الإنجليزي عند هذا الحد، بل تعداه إلى ارتكاب جنايات تحكيمية في مباريات أخرى، فنال آرسنال نقاط مباراته الثلاث أمام كوينز بارك رانجرز من هدف وقعه مايكل أرتيتا من وضع متسلل، وحرم ليفربول من هدف شرعي لمهاجمه سواريز كان سيعطيه الفوز في الديربي أمام إيفرتون.
بعد الذي شاهدته.. لا أملك إلا أن أقدم لحكامنا العرب الاعتذار مع الرجاء أن يقبلوا الاعتذار.
drissi44@yahoo.fr
عدد اليوم
