الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المطالبة بممارسة الأهل دورهم الرقابي على ما يتناوله الأبناء من أغذية غير صحية

المطالبة بممارسة الأهل دورهم الرقابي على ما يتناوله الأبناء من أغذية غير صحية
28 يناير 2011 23:49
هالة الخياط (أبوظبي) - يصم كثير من أولياء الأمور والتربويون آذانهم عن تحذيرات المتخصصين من تأثير المواد المصنعة والوجبات الدسمية والحلويات على السلامة الغذائية للطفل، حيث تزخر البقالات والمحال التجارية بالشيبس والشوكولاتة والبسكويت، لتأخذ مكان الوجبات الغذائية المفيدة والمتكاملة. وفي الوقت الذي تقوم به الجهات المعنية من جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية وهيئة الصحة - أبوظبي بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم بتحديد الأصناف التي تباع في المقاصف المدرسية وفق دليل المقاصف المدرسية وحصرها في تلك المتوافقة مع شروط السلامة الغذائية، إلا أن بعضاً منهم يأتي بهذه الأطعمة من المنزل دون أن يمارس الأهل دورهم الرقابي على ما يتناوله أبنائهم من غذاء غير مكترثين بالأضرار الصحية التي قد تلحق بأبنائهم. وتشير أرقام رسمية إلى أن نحو 12,1% من أطفال المدارس في الدولة يعانون زيادة الوزن و21,5% مهددون بالسمنة التي تؤدي إلى مرض السكري، ورغم ذلك فإن الممارسات الغذائية الخاطئة لا تزال منتشرة بين الأطفال. وتشير الدراسات إلى أن أسباب زيادة الوزن بين الطلاب ترجع إلى عدم ممارستهم الرياضة أو الأنشطة البدنية، موضحة أن 26% من الأطفال في المدارس يقبلون على المشروبات الغازية في الوقت الذي تبلغ فيه نسبة الطلاب الذين يفضلون تناول الوجبات السريعة لأكثر من مرة في اليوم 18%. وأكد محمد جلال الريايسة مدير الاتصال وخدمة المجتمع أن التغذية السليمة تبدأ من المنزل عن طريق الغذاء الصحي واتباع عادات الأكل الصحية، فالأم والأب هما المثل الأعلى لأطفالهم؛ ولذلك فإنه يتوجب على الوالدين أن يلتزموا بقواعد غذائية منتظمة وسليمة، سيما أن الأطفال يقلدون الكبار في كثير من تصرفاتهم سواء أحبوها أم لا. وباتت العادات الغذائية “الغريبة” سمة مرتبطة بالمراهقين والأطفال بسبب تناولهم كل ما تصل إليه أيديهم من أطعمة دسمة ووجبات سريعة دون التفكير في قيمتها الغذائية، وسط تحذيرات أطباء وخبراء تغذية من أن الإكثار من الوجبات السريعة يسهم في انتشار أمراض مزمنة من القلب والسكر، إضافة إلى السرطانات. وأكدت هند العلي أخصائية تغذية أن السلوك الغذائي للمراهقين والأطفال يمثل في كثير من الأحيان مؤشراً غير صحي لبنية أجسامهم، نظراً لاعتمادهم الوجبات السريعة وتفضيلهم الأطعمة الجاهزة بين الوجبات كالشيبس والبسكويت والشوكولاتة، بدلاً عن الوجبات الغذائية المتكاملة. وبما أن آخر مراحل الطفولة تبدأ في سن المراهقة، وهي مرحلة ذات أهمية بالنسبة للتكوين النفسي والجسدي معاً لكونها فترة نمو مطرد ونشاط متزايد، فهي تحتاج إلى غذاء سليم متوازن من حيث النوع والكم، بحسب العلي. وأكد الريايسة أهمية تزويد الطالب بغذاء يتناسب واحتياجاته الغذائية من ناحية الكم والنوع، مع تأكيده أهمية الاطلاع على البطاقة الغذائية، لكونها تمثل أداة إرشادية للتعرف إلى الكثير من المعلومات مثل: محتويات المنتج من المغذيات والمواد المضافة، طرق الحفظ والتخزين، وكيفية الاستفادة من المعلومات التي عليها أثناء عملية التسوق والاختيار بين أكثر من منتج. دور الأم وقال الريايسة إن دور الأم مكمل لدور الجهاز والمؤسسات الأخرى في توفير السلامة الغذائية للأطفال، وعليه يتوجب على الأمهات إعداد الأطعمة ضمن مواصفات تنطبق عليها شروط السلامة الغذائية، بما في ذلك عدم الإفراط في استخدام الزيوت، وتحبيب الغذاء الصحي لأطفالها. وفي هذا الإطار، ذكرت إيمان فوزي، أم لطفلين، أنها أحياناً تخضع لرغبة وإلحاح طفلها بطلبه للأغذية الجاهزة والحلويات والبسكويت، رغم إدراكها أن هذه الأطعمة مضرة بصحته. وقالت إنها حاولت مراراً تزويد وجبة طفلها الغذائية التي يأخذها إلى المدرسة بأحد أنواع الفاكهة في محاولة أن تكون وجبة غنية، إلا أن طفلها يعيد الفاكهة وكل ما هو مغذٍ رافضاً تناولها. وفي هذا الإطار، أكدت غادة محمد، أم لخمسة أبناء، أن ذوي الطفل تقع عليهم مسؤولية تعويد الطفل على اختيار الغذاء الغني باحتياجات الطفل، عبر تزويده بأكل صحي في البيت، وبالتالي استمرارية السلوك الغذائي خارج المنزل. وأشارت إلى أن الطعام يوفر العناصر الغذائية المطلوبة لبناء أجسام قوية، فالغذاء يمد الجسم بالطاقة التي يحتاجها للنمو واللعب والتعلم والمحافظة على الصحة. ومن الضروري تنويع الأطعمة المقدمة للطفل حتى لتوفير احتياجاته من المواد الغذائية الأساسية للنمو، لافتة إلى أن كل نوع من أنواع الأطعمة يحتوي على نوعية خاصة من الأغذية والتي بدورها تقوم بوظائف مختلفة في الجسم، ولا يوجد نوع من الأغذية أهم من الآخر، فالجسم يحتاجها جميعاً من أجل صحة أفضل. خدم المنازل وحذرت غادة من الاعتماد على الخدم في إطعام الأبناء، أو تحضير الطعام لهم مراعاة لعدم المبالغة في السكر أو الدسم والتي تعد أحد أسباب الإصابة بمرض السكري والسمنة. وفي السياق ذاته، حذر الريايسة من الاعتماد على خدم المنازل، مشدداً على ضرورة وجود ربة المنزل أثناء إعداد الطعام للاطلاع على كيفية إعداده وطريقة الإعداد ومدى التزامهم بمحتويات المادة الغذائية المعلبة أو المجمدة من اللحوم والدواجن حتى لا تتعرض الأسرة بالكامل للتسمم جراء تناول طعام لم تراع فيه الاشتراطات الصحية المطلوبة. وقال الريايسة إن جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية يقوم بحملات تفتيشية موسعة، وكذلك حملات توعية وتدريبية لربات البيوت والمسؤولات عن الأسر، يركز فيها على عدم ترك الحبل على الغارب لخدم المنازل لاحتمالية جهلهم وعدم إلمامهم ثقافياً بأهمية البطاقة الغذائية أو طرق تحضير الطعام. وعليه، أكد الريايسة أن الوجبات الغذائية التي يتناولها الطفل في المنزل هي القاعدة لاختيار أصناف غذائية مماثلة خارج المنزل ومن الأفضل الحث وتأكيد اتباع نظام غذائي جيد والحد من أكل الحلويات والوجبات الدسمة، وشراء الأطعمة المفيدة فقط، وترك الطفل يأكل بنفسه ويختار ما يريد من قائمة الأطعمة المفيدة، إضافة إلى مراقبة الوجبات الخفيفة وتجنب السكاكر بين الوجبات. وكان مفتشو الجهاز وجهوا منتصف الشهر الجاري 10 مخالفات للمنشآت الغذائية التابعة للمؤسسات التعليمية ووجهوا 29 إنذاراً لهذه المنشآت لعدم التزام بعض المقاصف والموردين بالأصناف الغذائية المصرحة لهم بها والمعتمدة من هيئة الصحة في أبوظبي وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ومجلس أبوظبي للتعليم، وعدم حفظ المواد الغذائية في درجات الحرارة المناسبة، إضافة إلى عدم وجود البطاقة الغذائية على المواد الغذائية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©