الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المعادن الثقيلة بالمياه».. أضرار صحية تتربص بالإنسان والأحياء المائية

10 نوفمبر 2013 21:15
أبوظبي (الاتحاد) - أصبح أسلوب حياتنا العصري عبئاً ثقيلاً على البيئة، ويـؤثر على صحة أجسادنا على نحوٍ مباشـر لا شك فيه، كما أن عمليات الإنتاج الصناعي والتعدين يمكن أن تتــرك وراءها مــواد غالباً مـا تلحق بنا الأذى خلال عملية الكسب من وراء التصنيع. وهناك مخلفات تنتج، يجب أن يتم العمل على توضيح مضارها على البيئة والإنسان، فعنصر الكادميوم واحد من المعادن الأكثر سمية، لما قد يسببه للإنسان من أضرار صحية خطيرة، تتراكم داخل جسم الإنسان عبر السنوات وتتعدى تركيزاته الحدود الحرجة الآمنة. معدن الكادميوم هذا ما أكده الدكتور سيمو بيكونين الأستاذ في برنامج الهندسة الكيميائية بمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، موضحاً أنه على الرغم من وجود معدن الكادميوم في الطبيعة، إلا أن وجوده في تركيزات خطرة من قبل بعض الصناعات، هو الأكثر شيوعاً ويشكل خطراً على الإنسان والبيئة، التي يحصل منها على الغذاء، ومن هذه الصناعات التي تخلف هذا المعدن فئة التعدين وإنتاج البطاريات والأسمدة والأصباغ وصناعات المسابك والنفايات البلدية ومياه الصرف الصحي. وأضاف: إن هذا المعدن ليس غريباً على المنطقة حيث تم العثور على أنواع من الأسماك تحمل مستويات عالية وخطيرة من هذا السم في أجسامها، وربما تكون تلك السموم في مئات الآلاف من الأسماك التي تم تناولها خلال سنوات مضت، ولكن لم تكن هناك المختبرات والعلماء الذين ربما يبحثون في السموم التي توجد في الأسماك، ومن الواضح أن إيجاد طرق لإزالة الكادميوم من بيئة معينة هو أمر يعود بالفائدة على الإنسان وعلى البيئة التي يعيش فيها. ولهذا يقوم فريق من معهد مصدر بإجراء أبحاث للكشف عن بعض المواد الطبيعية والمستدامة، التي تتميز بالقدرة على جمع هذا المعدن وإزالته، ومن هذه المواد مادة تسمى الشيتوزان، وهي تستخلص من مادة الكيتين وهي عبارة عن البروتين الموجود في القشريات مثل الجمبري وسرطان البحر، وعن طريق معالجة الشيتوزان بمجموعات كيميائية معينة يمكننا تغيير ســطح الشــيتوزان لجعله ملتصقاً وبذلك يفكك جزيئات معدن الكادميوم وتصبح محاصرة ومقيدة فيما بعد ويمكن فصل مادة الشيتوزان بالترشيح، وبالتالي تأخذ جزيئات المعدن السام معها وتترك المياه نظيفة. فصل المعدن ولفت إلى أن الخطوة التالية بعد ذلك هي إمكانية فصل معدن الكادميوم عن مادة الشيتوزان بالغسيل، ليترك وراءه مادتين منفصلتين يمكن استخدامهما في أغراض أخرى، كما يمكن إعادة استخدام الشيتوزان لإزالة المزيد من الكادميوم الذي بدوره يمكن الاستفادة منه عن طريق بيعه، وبهذه الطريقة نكون قمنا بإزالة الملوثات الخطرة التي من شأنها أن تصل إلى المياه الجوفية والتربة ومياه الخليج، وكذلك إنتاج منتج ذي قيمة تجارية، ويذكر أن مياه الخليج عرضة للتلوث بشكل خاص لأنها مياه ضحلة، حيث يبلغ أقصى عمق لها 30 متراً فقط مع ارتفاع معدل امتصاص أيونات المعادن الثقيلة مثل معدن الكادميوم والتي تنتقل بدورها إلى مختلف أنواع الأسماك وغيرها من الأحياء المائية التي تعتبر من المصادر الغذائية للإنسان. وتابع الدكتور سيمو بيكونين: نعتمد على مياه الخليج لتوفير المياه التي نقوم بتحليتها ومن ثم استخدامها في منازلنا، وذلك بالإضافة إلى تلبية احتياجاتنا من المأكولات البحرية التي نستهلكها. لكن معدن الكادميوم الضار بالإنسان يمكن أن يتراكم ويصبح مركزاً في الأسماك والمحار مما يجعلها غير صحية أو غير صالحة للأكل؛ ولذلك لا بد من توفير وسائل وطرق للقطاعات الصناعية لإزالة معدن الكادميوم من مخلفاتها وأن يكون هناك قرار ملزم وتوفير طبقة أخرى لمعالجة مياه الصرف الصحي ويمكننا بذلك من المساهمة في ضمان صحة مياه الخليج والحياة البحرية والإنسان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©