اقترب البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس من حسم لقب بطولة العالم للفورمولا-1 ولم يتبق على تتويجه إلا ساعات قليلة، وهناك العديد من الخيارات أمام متصدر الترتيب العام للبطولة حتى الآن برصيد 334 نقطة بفارق 17 نقطة عن اللألماني نيكو روزبرج زميله بالفريق ومنافسه الوحيد على اللقب.
«الاتحاد» التقت هاميلتون قبل لحظات فارقة بحياته في حوار خاص، تحدث فيه عن الكثير من الأمور التي تخص البطولة وتخص مسألة تجديد عقده مع فريقه الحالي مرسيدس.
بداية، أكد سائق مرسيدس أنه عازم بكل قوة على تحقيق اللقب، لاسيما وأنه غاب عنه لفترة زادت عن خمسة سنوات، الأمر الذي يعني أن الآن هو التوقيت المناسب للتويج لمرة ثانية بلقب بطولة العالم.
وقال: «أعتقد أن الجميع يرى الأداء على مدار الموسم، ولولا عدم التوفيق والخروج المفاجئ من بعض الجولات لكانت البطولة قد حسمت بشكل مبكر»، وأضاف: «على الرغم من تلك الصعوبات، إلا أننا قبلنا التحدي ومرة بعد الأخرى اعتدنا عليه، حيث أصبح شعارا مستمرا لي ولفريقي المساعد، وهو الأمر الذي جعل التتويج حاضرا في عشر جولات، والصدارة حاضرة حتى قبل جولة الحسم».
واعترف هاميلتون أن سباق اليوم يتطلب قدرات خاصة جدا، وقوة أعصاب غير عادية، عندما قال: «عندما تكون بعد خطوة واحدة من اللقب الكبير، فإن أي خطأ يعني الخروج من السباق، لن أفرط ولن أستسلم وسأهاجم بكل قوة لانتزاع النجمة الثانية».
وأشار إلى أنه يسعى إلى تحقيق رقم قياسي شحصي لنفسه في حال فوزه بالسباق الأخير من بطولة العالم للفورمولا -1 على حلبة مرسى ياس اليوم، حيث سيكون التتويج رقم 11 في الموسم، وهي المرة الأولى التي سوف تحدث منذ الدخول إلى عالم السباقات، الأمر الذي يعني أن الجميع سيكون على موعد مع لويس الحادي عشر، بحسب تأكيده.
وأكد أنه جهز نفسه بمنتهى القوة، وسوف يكون حذرا بشكل غير طبيعي، وتحدث لويس هاميلتون عن السباق على حلبة مرسى ياس مؤكدا أنها ذات طابع خاص جدا وتحتاج لمزيد من الدقة والعمل الدؤوب من أجل تفادي الوقوع في أي خطأ خصوصا وأنها تتميز بكثرة منحنياتها التي تتطلب تعاملا خاصا جدا من السائقين.
وتابع: «حلبة مرسى ياس لها مكانة خاصة جدا في قلبي مع حلبة مونكاكو التي تتمتع بالسحر أيضا، جئت إلى أبوظبي قبل ست سنوات واعتدت على الأجواء العامة لعاصمة الإمارات، احب الحلبة وأتمنى أن يبتسم لي الحظ اليوم».
وأشاد بكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، مؤكدا أن الشعب الإماراتي مضياف بطبعه ويحسن الترحيب بضيوفه بشكل أكثر من رائع.
وأشار إلى أنه يعرف الكثير عن معالم أبوظبي وزار الكثير منها أو معظمها خلال السنوات الماضية، موضحا أن المدينة ساحرة بطبيعتها خصوصا الكثبان الرملية التي تعد واحدة من المعالم المميزة للغاية في هذا البلد.
وأشاد بالبنية التحتية والمنشآت الرياضية الموجودة في الإمارات بشكل عام وفي العاصمة أبوظبي بشكل خاص، مؤكدا أن البيئة هنا تساعد أي شخص على التفوق والنجاح.
وتطرق النجم العالمي للحديث عن علاقته بالألماني نيكو روزبرج زميله بالفريق، حيث إن هناك الكثير من الأقاويل التي تشير إلى وجود خلالفات حادة بينهما، وقال: «من المؤكد أننا كبار للغاية ونعرف كيف نتعامل مع بعضنا والخلاف أمر غير منطقي خصوصا في ظل وجودنا بفريق يتمتع بالاحترافية العالية والعمل في سباقات السرعة يتطلب تركيزا غير عادي ولا وقت لأي أمور أخرى أو خلافات شخصية».
وأعلن هامليتون أن اللحظة الأعظم في حياته لم تأت بعد، وهو يعد لها حاليا، مؤكدا أنه لا يزال أمامه الكثير من الأحلام والطموحات التي يمني نفسه بتحقيقها، وأشار إلى أن لحظة تتويجه بطلا للعالم عام 2008 كانت متميزة للغاية بالنسبة له ولكنها ليست الأعظم في حياته.
وتحدث عن عقده مع فريقه الحالي مرسيدس في ظل وجود أنباء عن مفاوضات مبكرة مع إدارة الفريق لتجديد التعاقد الذي ينتهي بنهاية الموسم المقبل وقال: «استمتع بشكل كبير بالعمل مع فريقي الحالي وهناك مساندة غير عادية من الجميع داخل مرسيدس لذلك فإن مسألة تجديد العقد أمر شبه محسوم ومن جانبي أتمنى البقاء مع مرسيدس لأطول مدة ممكنة، في ظل وجود طموحات مشتركة للمستقبل أهمها تحقيق المزيد من الإنجازات».
وأضاف: من المؤكد أن التتويج بعشر جولات هذا الموسم واعتلاء صدارة التريب العام لم يكن ليحدث إلا في وجود عمل احترافي وفريق مساند على أعلى مستوى وإدارة تسعى دائما للتفوق والنجاح»، ووجه التحية لجميع العاملين معه، مؤكدا أن ما تحقق هو نتاج عمل جماعي، وأكد أن كل فرد بالفريق أدى المطلوب منه على أكمل وجه. كما وجه الشكر إلى الجماهير العريضة التي تسانده في كافة أنحاء العالم، مؤكدا أنه يستمد قوته من هذه الجماهير التي تسانده بشكل كبير، وتضخ في نفسه مزيدا من قوة الدفع واعدا بتقديم أقصى ما لديه من أجل رسم البسمة على وجوههم من خلال التتويج بلقب العالم للمرة الثانية في التاريخ.
21 عاماً على مضمار السرعة
بدأ لويس هاميلتون مشواره مع سباقات السيارات في الخامسة من عمره، أي أنه يمارس القيادة منذ 21 عاماً، وأكد أن عائلته ساندته بشكل كبير، لاسيما وأن الجميع يعلم مدى تكلفة الدخول في عالم السرعة.
متعطش للنجمة الثانية
أبوظبي (الاتحاد)
اكد هاميلتون أن الدعم الجماهيري الذي حظي به في ساو باولو يلهمه لتحقيق اللقب اليوم، وقال: الجميع يتحدث عن أنه مضت فترة طويلة منذ فوزي باللقب الأول، لكن بصراحة أشعر وكأني أنافس على لقبي الأول، صحيح أنني أصبحت أكبر سناً، وربما أكثر حكمة مما كنت عليه حينها «عام 2008»، لقد تعلمت الكثير خلال الأعوام التي تلت ذلك، لكني ما زلت السائق نفسه. وتابع هاميلتون، «ما زلت أتمتع بالتعطش ذاته، بالرغبة ذاتها لتحقيق الفوز، قدمت كل شيء منذ أن أعطيت إشارة انطلاقة الموسم، اختبرت بعض التقلبات لكني لم أستسلم يوماً». وأضاف، «الفريق عمل بجهد وتفانٍ لكي لا يترك مجالاً لهذا الأمر «الأعطال»، أنا مسترخ، واثق وجاهز للفوز».
عدد اليوم
