الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عضوية اليونسكو... مكسب لعملية السلام

13 نوفمبر 2011 23:31
في تطور أعطى القيادة الفلسطينية دفعة كبيرة، أصبحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) هي أول منظمة عالمية تضم دولة فلسطين بعضوية كاملة على رغم معارضة قوية من قبل دول أعضاء قليلة. ويشكّل ذلك أول مكافأة لجهود عباس الرامية لرؤية فلسطين وقد تم قبولها كعضو كامل العضوية في منظمات دولية رئيسية. وعلى رغم أن هذا الإنجاز لم يغير في الواقع شيئاً على الأرض، ومع كون الفجوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين أوسع الآن من أي وقت مضى، إلا أن النجاح المتحقق في اليونسكو يوفر فرصة للأمم المتحدة لتصبح عامل تغيير وتأثير إيجابي في حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وتشكل الأمم المتحدة، المسؤولة عن حماية حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية في العالم، الهيئة الدولية الأنسب لاتخاذ دور جاد في مساعدة الطرفين على التوصل إلى اتفاق. ويمكن لدور متنامٍ للمنظمة الدولية أن يحقق فوائد ملموسة مقارنة بمشاركين آخرين، مثل واشنطن واللجنة الرباعية وغيرهما. وعلى رغم أن الأمم المتحدة ممثلة هي أيضاً حاليّاً في اللجنة الرباعية (مع الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي) إلا أن باستطاعتها هي تحديداً أن تكون أكثر فاعلية كلاعب مستقل ومحايد في عملية السلام. وتعاني اللجنة الرباعية، التي تحاول حاليّاً التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين من انعدام الثقة من جانب الفلسطينيين، حيث يرى العديد من المسؤولين الفلسطينيين أنها فشلت في رأب الصدع بين الجانبين، كما أن معظم مواقفها تفتقد التوازن في نظرهم. وربما يُعزى عدم فاعلية اللجنة الرباعية إلى حقيقة أن المواقف في داخلها تعكس الدينامية الإسرائيلية الفلسطينية، حيث يساند بعض الأعضاء التوجه الفلسطيني، بينما يدعم بعض آخر التوجه الإسرائيلي. ولذا تبقى اللجنة الرباعية منقسمة وغير فاعلة، في كل الأحوال. وقد يستطيع كل من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة توفير شكل أكثر فاعلية من المشاركة الدولية التي يتم فيها تمثيل مجال أوسع من اللاعبين الدوليين. ولكن في الوضع الحالي، هناك فجوة متنامية بين مجلس الأمن، حيث من المحتمل أن يواجه الطلب الفلسطيني "الفيتو" الأميركي، والجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يتوقع لقبول عضوية فلسطين فيها حظ أكبر. وبدلاً من مواجهة جمود أخرق كهذا، ألا يتعين على الطرفين العمل معاً لخلق دور بناء لهما في العملية السلمية، يكون على الأرجح أكثر دينامية وبالتالي أقل احتمالاً أن ينتهي بالجمود والإخفاق؟ إن الأمم المتحدة تمتلك أساساً جيداً يمكن البناء عليه، حيث إنها، مع العديد من الفلسطينيين والإسرائيليين توافق على مبدأ حل الدولتين. فلماذا إذن لا يتم تمكين الأمم المتحدة من لعب دورها الذي كُلّفت به للمساعدة على حل النزاعات وحماية حقوق الإنسان والقانون الدولي؟ على رغم العناد الإسرائيلي (حيث دفع تصويت اليونسكو الحكومة الإسرائيلية إلى الإعلان عن بناء 2000 وحدة سكنية في المستوطنات وفي القدس الشرقية وحجب الدفعات الضريبية التي تقوم باستيفائها للسلطة الفلسطينية) فإن استراتيجية السعي نحو مشاركة دولية أعظم بالنسبة للعديد من الفلسطينيين قد تشكل الأمل الوحيد لتحريك عملية تنهي في نهاية المطاف هذا الصراع التاريخي. ومن الواضح أن الجمعية العامة ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى بدأت ترفع صوتها حول هذا الموضوع. وعلى رغم أن الولايات المتحدة شجبت عضوية اليونسكو على أنها مجرد إنجاز رمزي لا يأتي بأية مكاسب أساسية لأي من الجانبين، فإن هناك، في الوضع الراهن الذي تتزايد فيه وتيرة بناء المستوطنات ويبتعد فيه الطرفان عن طاولة المفاوضات، دوراً لإنجازات رمزية أخرى يمكن تحقيقها، للإبقاء على الأمل حيّاً في إمكانية حل الصراع. ومن وجهة النظر الفلسطينية، فإن أي أمر يعمل على الإبقاء على فكرة حل الدولتين قائمة ينبغي أن يبقى على رأس أولويات الأجندة. إلا أن الوقت يمضي بسرعة. والقيادة الفلسطينية المعتدلة تتعرض لخطر فقدان دعم الشارع الفلسطيني لتوجهها الدبلوماسي السلمي إذا لم يحقق نتائج ملموسة. وإضافة إلى ذلك، تشهد المنطقة تطورات هائلة، بوجود الربيع العربي والتوترات المتصاعدة بين إيران والغرب. ويتعرض الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مرة أخرى لخطر أن تغطي عليه قضايا ضاغطة، مما قد يؤدي إلى ضياع فرص وزمن آخرين. ويشكّل اعتراف منظمة اليونسكو بفلسطين مؤشّراً محسوساً على وجود إرادة لدى كثيرين في المجتمع الدولي للدفع باتجاه حل الدولتين. وقد حان الوقت لتشجيع التفاهم بأن إيجاد تسويات وحلول وسط ضروري لتحقيق حل سلمي للنزاع. زياد خليل أبو زيّاد كاتب ومدوّن فلسطيني ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©