الكلمات عقيمة إن لم تجعلك أكثر جمالاً

شعر: كوبو بوردا ترجمة: د. طلعت شاهين الملهمة القاسية تعلمت معك أن كل فعل يصبح طفيفا على ستارة المسافة تعلمت معك أن أي اندفاع يختنق أمام أسوار العقل تعلمت معك أن أفقد النطق حتى أحسب الفراغ الذي يحف الحرف ويكتم رنينه السري تعلمت معك فراغ التحمس وعدمية الخطاب. واعتيادية الموت وخداعه. أرض ساخنة مثل أغنية الراديو هنا أيضا، في مدينة هامشية صغيرة يكون الليل رطباً وصامتاً. وموسيقى تئز ويضيء وينطفئ ضوء صغير بخار أرض: يتعمق في جسدك. والقاتم يحف يداً إنه ذلك النجم الذي يحترق. شهقة خلف أخرى، أستنشق بشرتك. عندما تتعرين. صراع الكلمات لا قيمة لها إن لم تأت بك على الفور. الكلمات فارغة إن لم تعد تكوين سخونتك وجذابيتك. تصبح الكلمات بلا قيمة إن لم تسمح لي بالقبض على هذا العالم في الكف وأن أضعه تحت قدميك. تصبح الكلمات محتقرة إن لم تمح الأشباح من السموات والإنسان الذي تعايشينه وربما أيضا تعشقك. تصبح الكلمات بلا معنى إن لم تعالج فراغ الصبر وتأخذني لأسكن في روحك. تصبح الكلمات عقيمة إن لم تمنحك المجد وتجعلك أكثر جمالاً من الهياج الطليق الذي أغني لك به. تصبح الكلمات لا قيمة لها إن لم تحول اتجاه طائرة في “ميخورادا ديل الكامبو” أو تعيد تشكيل الذاكرة التي تنطفئ. آه، الكلمات المسكينة: آلام كافية لتقول لك أني أحبك. هذه القصائد جزء من الأعمال المجمعة للشاعر الكولومبي خوان جوستابو كوبو بوردا، المولود في العاصمة الكولومبية بوجوتا عام 1948، التي صدرت تحت عنوان “أشعار مجمعة” عن دار “توسكيتس” بمدريد، ويضم هذا المجلد مجموعات شعرية مختلفة، كانت قد صدرت للشاعر من قبل، منها: “الحيوان الذي ينام في كل واحد منا”، “الملهمة القاسية”، “الشعراء يكذبون”، “عندما خسر أبي الحرب”، إضافة إلى قصائد متفرقة لم تنشر من قبل. والمعروف أن كوبو بوردا عمل في مجال الصحافة ومارس العمل الدبلوماسي أيضاً، وكتب الشعر والنقد والدراسات الأدبية، واحتل مناصب مهمة عديدة: كان مديراً للمعهد الكولومبي للثقافة، وسكرتيراً للدولة للشؤون الثقافية برئاسة الجمهورية، ثم مستشاراً ثقافياً في سفارات بلاده في كل من الأرجنتين وإسبانيا واليونان. وأدار لسنوات عدة مجلات ثقافية مثل: “الصدى”، و”جازيتا”، ويشغل حالياً مقعداً في الأكاديمية الكولومبية للآداب. وتمت ترجمة أشعاره إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية واليونانية.