الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منعم عدوان: قصائد درويش لا تفقدني وعيي

منعم عدوان: قصائد درويش لا تفقدني وعيي
1 نوفمبر 2012
يستنطق أوتار عوده ويربطها بأوتار قلبه التي لا تضل طريقها نحو وطنه.. فنان يعرف ما يريد ويتجه صوب هدفه ممتشقاً تراثه العربي وموروثه الموسيقى.. يمزج بين موسيقاه العربية الأصيلة ومثيلتها الغربية لتخرج كوكتيلاً يشحن عشاق الموسيقى واللحن المبتكر بالأمل ويعيدهم للزمن الجميل. منعم عدوان فنان فلسطيني مسلح بالعلم والخبرة فهو الحاصل على درجة الماجستير بالموسيقى من فرنسا حيث يعمل ويحمل جنسيتها.. حل قبل عدة أيام ضيفاً على احتفالية “هذه غزة” التي استضافها بيت الفن والتصميم العربي “الحوش” في عمّان بهدف تقديم رؤية بديلة لغزة كمكان يشهد ألماً ودماراً بسبب الاحتلال لكنها أيضاً تفجر الإبداع والجمال والمشهد الفني النابض بالحياة. في الاحتفالية قدم منعم مجموعة من الأغاني الوطنية وخاصة قصائد درويش فأعاد للأغنية الوطنية تألقها واثبت مجدداً أن جمهورها لا يزال يعشق ويحن لها. الفنان الفلسطيني يقول إن قصائد الشاعر الراحل محمود درويش تسكره لكنها لا تفقده وعيه، وأن إقامته في باريس لم تنسه الوطن الذي يعتبره قضيته الرئيسة وذكرياته الجميلة هناك. وقال إنه يضع الآن موسيقى أوبرا فرنسية مقتبسة عن “كليلة ودمنة” لأبن المقفع وهي كما هو معروف تقدم بلغة الحيوان انتقادات لاذعة ويسقطها على حالة الإنسان في الوقت الحاضر. وهنا حوار حول أعماله الموسيقية: ? لماذا قصائد درويش بالذات؟ ? كانت قصائد درويش أقرب إلى قلبي من الفنون الأخرى مع العلم بأنني أكتب الشعر وأحب الرسم وليّ محاولات في فنون أدبية وفنية أخرى. كنت أجد نفسي في الموسيقى التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تركيبتي الشخصية فقد وجدت كل ما كنت أبحث عنه في الفنون من حيث الرسم بالكلمات في إطار القالب الموسيقي واللغة التعبيرية التي تتجسد في المسرح الغنائي. كما وجدت في أشعار درويش الشخصية الفلسطينية المتمثلة في جميع الأعمار ومن كافة جوانبها ووجودها وكوفيتها وتمدنها فكان ليّ بمثابة النبع الذي أرتشف منه فيسكرني ولا يغيبني وأعود لأشرب من نيله كلما عطشت. وعلى مستوى الأغنية الوطنية الفلسطينية فقد قدمت العديد من الأغاني للانتفاضة الثانية تحمل أحلام وطموحات وهموم الشعب العربي الفلسطيني ابتداء من “سجل أنا عربي” حتى آخر قصيدة “الليل يفيض من الجسد” للشاعر الراحل محمود درويش. كما شاركت في العديد من المسرحيات التي أنتجت ما بين 2000 و2006 “مستر بيرفكت” و”في شي عمّ بيصي” و”شايفنكوش” وهي من إخراج المبدع المسرحي إبراهيم المزين وهناك مسرحيات للأطفال “صوفي في بلد العجائب”. أما على مستوى الأفلام التسجيلية والوثائقية فقد وضعت الموسيقى التصويرية المستوحاة من التراث الفلسطيني الأصيل “العابرون على جلد غزة” و”غزة تحت التراب” و”غزة 2010” و”بعض فتافيت الخبز للحمام”. وجميع المسرحيات تتجول في قضايا ومشاكل الشعب الفلسطيني فالرجل سيد المجتمع الذي لا يرى إلا نفسه كما تتحدث عن الانتخابات. ? كفنان مغترب.. كيف تنظر للوطن؟ ? وطني قضيتي وهو الماضي والحاضر والمستقبل وجذور زيتونتي وعنوان لوحاتي.. وذكرياتي جزء من شخصيتي وهي صندوق موسيقاي ومفرداته وعشقي وموتي وحياتي. أعيش في فرنسا بجسدي بعد أن حصلت على جنسيتها لكن عقلي ووجداني متوحدة مع المكان حيث ولدت في غزة وترعرعت وتعلمت المشي والكبرياء.. أحن إليها وأتذكر كلما هبت نسائم الذكرى وهي بالمناسبة تهب عليّ كثيراً. وأود القول إنه لا توجد مضايقات في فرنسا فباريس عاصمة الثقافة العالمية تفتح ذراعيها لكل الفنون على اختلافها وأهلها يعشقون الموسيقى العربية إذا قدمت كما يجب أو ارتقت لمستواها الحقيقي. ? كموسيقي.. عاش تجربتين العربية والغربية.. ماذا بشأن موسيقانا؟ ? بلا مقدمات وبكل صراحة ووضوح أقول إن الموسيقى العربية كالرجل المريض تنتابه موجات نزع أخيرة رغم أنه بإمكاننا إنقاذها ولكننا نوليها ظهورنا غير مبالين لموتها وقد تناسينا بأنها والخط العربي والشعر آخر ما تبقى لنا من هويتنا العربية الأصيلة. وللأسف ما نقرأه دائماً في الكتب لا نطبقه على أرض الواقع سواء في التربية أو الفن ونتبجح دائماً بأن الوضع القائم يفرض علينا تنازلنا عن قيمنا التربوية والفنية فالفن على سبيل المثال هو اللغة الوحيدة الأسرع ارتقاء بالذوق للتحضر وبوابة التأدب والديمقراطية واحترام الآخر. ? الآن، ما آخر مشاريعك الفنية؟ ? اعد حالياً موسيقى أوبرا “كليلة ودمنة” لأبن المقفع باللغة الفرنسية التي تدور أحداثها على لسان الحيوان كما هو معروف.. أخذت من روح النص وطوعته لحوار غنائي أوبرالي يؤديه مجموعة من الفنانين من عدة دول أوروبية. وسبق وتعاونت مع المخرج الأميركي بيتر سيلر في أوبرا لموتزرت حيث اختلطت الموسيقى العربية بالغربية والأوبرا تدور حول حالة عشق بين السلطان العثماني سليمان القانوني وجاريته.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©