الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمـارات تعيد البسمة إلى ثغر اليمن الحزين

الإمـارات تعيد البسمة إلى ثغر اليمن الحزين
8 نوفمبر 2015 03:33
ماهر الشعبي (عدن) استطاعت دولة الإمارات العربية، خلال أشهر وجيزة، من إعادة البسمة إلى ثغر اليمن الباسم «عدن» بعد أن حولتها مليشيات الحوثي وحليفها المخلوع إلى مدينة أشباح وحقول ألغام تحصد الأرواح، وألحقت قوات الحوثيين في المدينة دماراً مهولاً عقب أربعة أشهر من المعارك، شلت حركة المدينة الاقتصادية والخدمية والسياحية. وكان للدور الإماراتي قصب السبق في انتشال مؤسسات عدن ومرافقها الخدمية والأخذ بأيدي هذه المؤسسات والمرافق حتى بدأت تقف على أقدامها مجدداً منذ الـ 17 من يوليو، وهو اليوم الذي أعلنت فيه المقاومة الجنوبية الشعبية وقوات التحالف العربي تحرير مدينة عدن.وقدمت الإمارات تجربة فريدة ألهمت الكثيرين، عقب النجاح الكبير الذي حققته في مدينة عدن، حيث نفذت خطة عمل مزمنة وأخذت على عاتقها بإعادة هذه المؤسسات إلى أفضل مما كانت عليه وباشرت الإدارة الإماراتية في مدينة عدن ممثلة بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة للإعمال الإنسانية بمعالجة ملفات الخدمات، منها ملف الكهرباء والمياه، الصحة، الأمن، الصرف الصحي، النظافة والإغاثة. وشرعت الإدارة الإماراتية منذ اليوم الأول لتحرير مدينة عدن كبرى مدن الجنوب بإعادة ترميم مطار عدن الدولي، كأول خطواتها نتيجة الدمار شبه التام الذي لحق به، وفي غضون أيام قليلة هبطت أول طائرة مساعدات في مدرج مطار عدن، تبعها عشرات الطائرات الإغاثية وطائرات نقل العالقين في عدد من الدول. وفجر الجمعة الـ 7 من أغسطس وصلت إلى ميناء الزيت بمدينة البريقا أول دفعة من محطة الكهرباء الإماراتية بعدد 17 مولداً مع كامل معداتها قادمة من أبوظبي كثاني قطاع يتم تأهيله في المدينة تبعها عدة دفعات لاستكمال المحطة المقدرة بـ64 ميجا وات على نفقة الهلال الأحمر الإماراتي. الإمارات حققت لنا ما لم نكن نحلم به، بعد أن عانينا سنوات طويلة ونحن نطالب بإصلاح قطاع الكهرباء في مدينة عدن بحسب نائب مدير عام كهرباء عدن للشؤون المالية والإدارية. ويقول سالم الوليدي نائب مدير كهرباء عدن: لـ «الاتحاد» فلولا الجهود الإماراتية والإخوة في الهلال الأحمر الإماراتي لما استطعنا أن نعيد التيار الكهربائي عقب ما طاله من تدمير، ولولا الإمارات لما استطعنا أيضاً دفع مرتبات موظفينا، ولولاهم كذلك لكانت عدن في كارثة حقيقية، عقب ذلك الدمار المهول الذي طال محطات الكهرباء وشبكة النقل والتوزيع. وأضاف الوليدي: «إنه وبجهود الإخوة الأشقاء في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تم انتشال قطاع الكهرباء بشكل عاجل، وبجهود الهلال الأحمر الإماراتي أيضاً تم سداد مبلغ وقدرة 25 مليون دولار مستحقات شركات الكهرباء المؤجرة والاتفاق معها على توليد الكهرباء لمدة عام إضافي على نفقة الهلال حتى يتم تجاوز الأزمة التي مرت بها مدينة عدن وإعادة تطبيع الأوضاع في المدينة. وتابع «تكفلت هيئة الهلال الإماراتي بسداد مرتبات 6 أشهر لعدد 3500 موظف بكهرباء عدن عجزت المؤسسة عن الإيفاء بها نتيجة ما لحقها من تدمير وخراب من قبل مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع. وأكد أن الإمارات أعطتنا دفعة كبيرة إلى الأمام وبفضل الله ثم الإخوة الأشقاء في هيئة الهلال الإماراتي وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي سيشهد قطاع الكهرباء في عدن والمدن المجاورة نقلة نوعية بعد اعتماد محطة جديدة بطاقة إنتاجية 440 ميجا وات لتغطية مدينة عدن وكلا من لحج، أبين، والضالع، بالإضافة إلى إعادة ترميم خطوط نقل الطاقة بين هذه المدن وداخل مدينة عدن. وقال الوليدي: لا ننسى أيضاً بان الهلال الإماراتي أهدى مدينة عدن العاصمة الشرعية محطة كهرباء بقدرة 64 ميجا وات خلال الفترة الماضية. وينهي الوليدي حديثه لقد كان إخوتنا الإماراتيون كرماء مع مدينة عدن وقد تم الموافقة على نسبة 90% من متطلبات كهرباء عدن وهذا ليس بغريب على بلد الخير والعطاء التي وضعت بصماتها في مختلف أصقاع الأرض. وأعقبت الجهود الإماراتية بعد معالجة ملفي المطار والكهرباء بالملف الأمني الذي عززته بالمعدات والآليات وترميم مراكز الشرط، بالإضافة إلى توفير كافة متطلبات الدفاع المدني وجلبت أحدث سيارات الإطفاء والمعدات اللازمة لإخماد الحرائق. في حين يعتبر المحلل السياسي أحمد جعفان تعدد أوجه الحضور والدعم الإماراتي لمختلف محافظات ومدن اليمن عموماً وعدن على وجه الخصوص نتيجة لما تمثله مدينة عدن من قيمة رمزية وسياسية كونها العاصمة المؤقتة بالتوازي مع أهميتها الاقتصادية والتجارية والأمنية وبالتالي ما يمثله استقرارها وتأهيلها من انعكاسات على دعم واستقرار اليمن والمنطقة بشكل عام. وقال جعفان: لقد تعددت أوجه النشاط الإماراتي المساهم في تطبيع الحياة بمدينة عدن ليشمل مختلف المجالات في الجانب الأمني والخدمي والصحي والتعليمي، حيث كان للمؤسسات والمنظمات الإماراتية السبق في بلورة رؤية تنموية شاملة تمضي باتجاه التأهيل الكامل للبنية التحتية والمؤسسات والكوادر القادرة على ملئ الفراغات التي خلفتها الحرب المدمرة لكل شيء في عدن وغيرها من المدن. ودعا المحلل السياسي أحمد جعفان: المستثمرين الإماراتيين خصوصاً والخليجيين عموماً لإقامة مشاريع استثمارية وتجارية في مدينة عدن، «مدينة الاقتصاد والتجارة «وان إقامة مثل هذه المشاريع والاستثمارات الإماراتية والخليجية سيكون لها الأثر البالغ لإنعاش مدينة عدن ومحيطها، اقتصادياً وتجارياً وبجهودهم ستنتقل إلى حاضرة من حواضر الشرق، بعد أكثر من عشرين عاماً، عمد النظام السابق على امتصاص خيراتها ومواردها وحرمها من أبسط المقومات والمشاريع العملاقة وفوق كل ذلك كان جزاء هذا المدينة الدمار والخراب من قبل ذلك النظام البائد.. وكان الهاجس الأكبر لسكان المدينة والسؤال الأبرز على شفاه الأهالي هنا، هل ستعود عدن إلى سابق عدها ومن الممكن انتشال هذا الركام عن جسد المدينة الحزين. ولكن وبعد أيام قليلة فقط وبعمل دؤوب وبجهود منقطعة النظير في عمل يستمر على مدى ساعات اليوم الـ24 اثبت الإماراتيون بأنه بالإمكان الآن أن تعود عدن إلى أفضل مما كانت عليه ومن خلال تلك الجهود انجلى ذلك الهاجس الذي كان جاثماً على أنفاس الأهالي.يقول الناشط الحقوقي والنقابي مهيب شائف: « لقد عمدت قوات الحوثيين والرئيس المخلوع إلى استهداف المنشآت الحكومية من مؤسسات ومرافق صحية وتعليمية ومراكز تجارية بمختلف الأسلحة الثقيلة وسوت بعدد من هذه المقرات بالأرض.وأضاف شائف: بإن المليشيات اتخذت من معظم هذه المؤسسات الخدمية كتحصينات لها، وحولتها إلى مراكز قتالية بالإضافة إلى التمركز في معظم التجمعات السكانية.ويضيف : بان تلك القوات ألحقت دماراً كبيراً في البنية التحية لمدينة عدن يصل إلى 70% وكانت مدينة عدن مقبلة على وضع كارثي وبيئي، ولكن وبجهود دولة الإمارات العربية ممثلة بهيئة الهلال الأحمر ومؤسسة خليفة للإعمال الإنسانية استطاعت مدينة عدن من تجنب انزلاق حتمي تصدت له المنظمات الإماراتية.وقال شائف: لقد سارعت الإمارات إلى مد جسور العطاء والعمل الدؤوب ليل نهار وأعدت خطة مزمنة منذ اليوم الأول لإنقاذ المدينة وبدأت أولى خطواتها بإنقاذ قطاع الكهرباء الذي طاله النصيب الأكبر من الدمار وقدمت أول محطة كهرباء لعدن وأعادت شركتين لتأجير الكهرباء كانتا قد توقفتا لعدم سداد مستحقاتها وتكفل الهلال الإماراتي بسداد المديونية.وتابع: « كما سارعت هيئة الهلال الإماراتي بإعادة مطار عدن الدولي وتأهيله وكذلك قامت بتأهيل المستشفيات وتجهيزها بمختلف المعدات اللازمة، بالإضافة إلى ترميم عشرات المدارس.وأضاف: بالنسبة للقطاع الأمني فكان له نصيبه من الدعم الإماراتي السخي وذلك بقيام الهلال الأحمر الإماراتي بإعادة ترميم عدد من مراكز الأمن وتزويدها بالاحتياجات اللازمة. كما تبنت دولة الإمارات العربية إعادة ترميم وتأهيل 150 مدرسة حكومية في مدينة عدن وزودتها بالأجهزة والأثاث والحقائب المدرسية، كما تكفلت بإعادة شبكتي المياه والصرف الصحي وزودتهما بأحدث المضخات وتكفلت بسداد مرتبات ستة أشهر لكل من مؤسسة المياه والصرف الصحي ومؤسسة الكهرباء في المدينة منذ يوليو الماضي. الدراسة عادت والسبب دعم الإمارات محمد نعمان الطالب بالمستوى الثالث في جامعة عدن: «بفضل الله والإخوة في دولة الإمارات العربية عدنا إلى قاعة الدرس بعد أشهر من المعانات والتشرد قضيناها.ويقول محمد بأنه لم يدر بخلده يوماً أن يعود إلى كليته لمواصلة تعليمه الجامعي نتيجة تلك الحرب العدوانية والظالمة التي شنتها مليشيات الحوثي وحليفهم المخلوع على مدينة عدن والمدن الجنوبية ولم يراوده الأمل بأن تلك القوات الهمجية التي اجتاحت المدينة المسالمة عدن بالإمكان أن ترحل منها لولا صمود المقاومة الجنوبية وقوات التحالف العربي التي كان للإمارات الدور الأكبر في تحرير مدن الجنوب وطرد تلك المليشيات.ويضيف: ارتقت أروح العشرات من زملائنا الطلاب إلى ربها فيما هناك المئات من الجرحى في هذه الحرب وضعوا القلم جانبا وفضلوا حمل السلاح دفاعاً عن هذه المدينة الباسلة، وكانت دولة الإمارات لنا السند والمعين منذ اليوم الأول. وقال: كان للإمارات الأثر البالغ والذي لن ينساه أحد من أهالي عدن حين لم تكتف بدعم وإسناد المقاومة بالسلاح والمؤن والعتاد، لكنها أيضاً ساهمات بإغاثة السكان وسارعت بإرسال قوافل من المساعدات الإغاثة وبعد إن وضعت الحرب أوزارها سارعت دولة الإمارات على إعادة الخدمات من ماء وكهرباء وتعليم وصحة وأمن للمدينة فالشكر كل الشكر لقادة دولة الإمارات ولشعب الإمارات المعطاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©