استعاد مقاتلو المعارضة السورية السيطرة على مقر «اللواء 80» المكلف حماية مطار حلب الدولي أمس، بعد تقدم الجيش النظامي المدعوم من اللجان الشعبية ومسلحي «حزب الله» في أجزاء واسعة منه نهار الجمعة مع استمرار الاشتباكات بالداخل التي أوقعت 53 قتيلاً على الأقل من أطراف النزاع، تزامناً مع موجة نزوح كبيرة لسكان أحياء الأرض الحمرا و الصاخور و طريق الباب والميسّر الواقعة بالمنطقة الشرقية من العاصمة التجارية للبلاد جراء القصف الشرس بالمدفعية وراجمات الصواريخ والطيران الحربي. وأفاد ناشطون إعلاميون ميدانيون بأن معركة اللواء 80 أوقعت أكثر من 100 قتيل من القوات النظامية والميليشيات المتحالفة معها سقط معظمهم بكمائن نصبها الجيش الحر في محيط القاعدة العسكرية، إضافة إلى تدمير 4 دبابات ومركبتين عسكريتين، مسفرة أيضاً من مصرع 43 مسلحاً من مقتلي المعارضة.
وحصدت أعمال عنف متفرقة أخرى 45 قتيلاً بينهم 19 في حلب نفسها، حيث لقي 6 مدنيين بينهم 3 أطفال وسيدة، حتفهم جراء قصف مدفعي على حي الحيدرية، في حين حصدت قذيفة صاروخية مجهولة سقطت بالقرب من مستوصف في حي الأشرفية 6 أطفال. كما تمكن مقاتلو المعارضة من انتزاع السيطرة على مباني التنك والدهان والعبايات وراما ورد وسرحيل ومكي ومبنى العضم في حي الخالدية بحلب التي استولت عليها قوات النظام منذ أيام، وذلك إثر اشتباكات اندلعت منذ وقت مبكر أمس، تزامناً مع استهداف الجيش الحر لمقر البحوث العلمية في حي الراشدين وثكنة هنانو بحلب أيضاً. من جانب آخر، أكدت التنسيقيات والهيئة العامة للثورة أن رئيس فرع الأمن العسكري بتدمر في ريف حمص أصدر تعليمات للحواجز المحيطة بالمدينة باستهداف أي سيارة مدنية أو مركبة تقترب من المدينة بعد الخامسة عصراً، تحسباً لتفجيرات محتملة، بينما لقيت سيدة مصرعها وأصيب العديد من المدنيين بقصف شنته القوات النظامية و«حزب الله» على الغنطو تمهيداً لاقتحام البلدة بالريف الحمص، الذي شهد أيضاً قصفاً بالمدفعية الثقيلة على الدار الكبيرة واشتباكات عنيفة بالضواحي الشمالية وحيي الوعر والإنشاءات.
كما استمر القصف بكافة أنواع الأسلحة والاشتباكات في دمشف وريفها حيث قتل 3 جنود نظاميين أثناء محاولة تسلل من الجبهة الشمالية لداريا، بينهما تعرضت المعضمية لقصف بالمدفعية والهاون والدبابات بالتزامن مع اشتباكات ضارية على الجبهة الشمالية والغربية منها مع تواصل محاولات الجيش الحكومي اقتحام المدينة مدعوماً بعناصر من الحرس الجمهوري و«اللجان الشعبية» المسلحة، وسط دمار رهيب في المباني السكنية. وطال القصف بما في ذلك بالمقاتلات الحربية، بيت سحم ويلدا وحجيرة وزبدين وحجيرة البلد وعربين ومديرا وكفر سوسة ومخيم اليرموك والقابون والقدم والحجر الأسود والقصاع والمزرعة، فيما هز صاروخ أرض-أرض منطقة ?مزارع الدروشا. بالتوازي، أكد الناشطون قيام الطيران المروحي بقصف مدينة كفر زيتا بريف حماة، مستخدماً حاويات متفجرة. وبدوره، أعلن المرصد الحقوقي انفجار عبوة ناسفة قرب فرع منظمة طلائع «البعث» في مدينة الحسكة مما أدى لسقوط جرحى وحدوث أضرار مادية في المنطقة.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن اشتباكات عنيفة اندلعت منذ مساء أمس الأول، بين القوات النظامية مدعمة بضباط من «حزب الله» وبين مقاتلي المعارضة ومتشددين ينتمون لـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» داخل مقر اللواء 80 ومحيطه بحلب. وأضاف عبد الرحمن أن مقاتلي المعارضة تمكنوا إثر هذه الاشتباكات، من إعادة السيطرة بشكل شبه كامل على اللواء 80 المجاور لمطار حلب الدولي وبعد أن استولت القوات النظامية في وقت سابق على أجزاء منه. وأشار مدير المرصد إلى أن هذه الاشتباكات أسفرت عن مقتل 53 شخصاً بينهم 22 مقاتلاً معارضاً و11 مسلحاً متشدداً و20 عنصرا من القوات النظامية، ولم تتوافر لدى المرصد حصيلة عن قتلى «حزب الله» حليف النظام السوري.
من جهتها، ذكرت مصادر إعلامية في المعارضة أن مقاتليها سيطروا بصورة كاملة مساء أمس الأول على اللواء 80 بريف حلب إثر المعارك التي اندلعت مع القوات الحكومية المتقدمة داخل القاعدة فجر أمس الأول. وتحدثت المصادر الإعلامية نفسها من محيط اللواء 80 عن سقوط أكثر من 100 قتيل من القوات الحكومية بكمائن للجيش الحر الذي دمر 4 دبابات وعربتين عسكريتين إضافة إلى أسر عدد من الجنود. وفي المقابل، أشارت المصادر إلى أن 43 من مسلحي المعارضة قتلوا بهذه الاشتباكات الضارية.
ولفت مدير المرصد إلى أن مقاتلي المعارضة انتهزوا فرصة حلول الظلام للقيام بهجوم على دبابات الجيش النظامي عبر قصفها بنحو 20 صاروخاً من طراز جراد.
وكان مقاتلو المعارضة قد أطلقوا في فبراير الماضي، «معركة المطارات» بمحافظة حلب، وهاجموا عدداً من القواعد الجوية والمطارات، وتمكنوا من السيطرة على اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي وقاعدة النيرب الجوية الواقعة شرق حلب. وقال مدير المرصد أن النظام يحاول إعادة فتح مطار حلب الدولي، المتوقف عن الخدمة منذ الأول من يناير الماضي بسبب تعرض محيطه لعدة هجمات من قبل مقاتلي المعارضة، واستعادته لهذا اللواء تعتبر رئيسية للتوصل إلى هذه الغاية. من ناحية أخرى، أفاد المرصد بمقتل 11 مدنياً بينهم 4 أطفال تحت سن الثالثة أمس، في حيي الأشرفية والحيدرية الحلبيين. ففي حي الأشرفية الذي يقع أغلبه تحت سيطرة النظام شمال غرب المدينة، قتل نحو 5 مدنيين بينهم طفلان إثر سقوط قذيفة هاون مجهولة المصدر على منطقة سوق الخضرة، فيما أفاد التلفزيون الرسمي بمقتل 6 أطفال متهماً «إرهابيين» بإطلاق القذيفة قرب مستوصف في الحي. وفي حي الحيدرية شمال شرق المدينة، أسفر سقوط قذيفة أطلقتها القوات النظامية على دوار الحيدرية عن مصرع 6 مواطنين هم سيدة وطفلان (6 أشهر و3 سنوات ) وفتى وشاب وآخر مجهول الهوية.
عدد اليوم
