الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يا سلام» يختتم إيقاعاته على الكورنيش برومانسية الرباعي وعذوبة صوت زلاغ

«يا سلام» يختتم إيقاعاته على الكورنيش برومانسية الرباعي وعذوبة صوت زلاغ
14 نوفمبر 2011 12:25
لا يملك المتابع لليالي “يا سلام” على كورنيش شاطئ أبوظبي إلا أن يحسب للمنظمين توفقهم في أمرين، الأول هو تنويع المواد الفنية المقدمة للجمهور، والثاني هو حسن انتقاء نجوم الختام بنفس القدر الذي وُفقوا به في اختيار نجوم الافتتاح، وهو ما يجعل “يا سلام” يستحق بجدارة مسمى المهرجان العالمي المُتزامن مع حدث رياضي عالمي من قبيل “الفورمولا1-”. جاءت الليلة الختامية وكعادة باقي الليالي باستهلال إماراتي مع الشقيقين الإماراتيين إلميا وأرابليك، ثم المغنية المغربية حسنا زلاغ، ففرقة “جوليانا” داون التي تتخذ من دبي مقراً لها، ثم الفنانة إليزا دوليتل، قبل أن يأخذ الجمهور استراحةً مع ديف كرين ومختاراته من أغاني “دي جي” ليحتفي بمسك ختام الليلة النجم التونسي صابر الرباعي. أسدلت منصة “يا سلام” ستارها بعد أن اعتلاها طيلة الأيام الأربعة الماضية فنانون ونجوم من الشرق والغرب والشمال والجنوب أبدعوا جميعهم في إمتاع سكان أبوظبي وزائريها بمنوعات فنية لا يملك المتفرج إلا أن يقول إعجاباً بها “يا سلام!.. ويا لروعتك يا سلام!”. كان الشقيقان الإماراتيان إلميا وأرابليك من فرقة “ديزروت هيت” هما من استهلا حفل الليلة الأخيرة بتقديم عرض شيق جمع بشكل مميز وفريد بين الراب الغربي واستلهم الكثير من الأدب العربي واللغة العامية وتجاوب معهما جمهور الشباب الذي كان يتوافد على الشاطئ أفواجاً أفواجاً بشكل جيد. وانتقل الحاضرون بعدها أثيرياً من الإمارات إلى المغرب واستمتعوا بأغاني الفنانة المغربية الصاعدة حسنا زلاغ التي ما أن صعدت المنصة حتى وجهت إلى أبوظبي والإمارات تحيةً خاصةً بقولها باللهجة المغربية “نْقُول يا ما شا الله على الغزال، ما شا الله على أبوظبي والإمارات، حافظها الله”. اللون المغربي بعد أدائها أغنيتها الأولى بالمصري، عبرت الفنانة حسنا عن سعادتها الكبيرة بمشاركتها في إحياء فعاليات “يا سلام” ثم انتقلت مباشرةً إلى اللون الغنائي المغربي فالمشرقي ثم المغربي مرةً أخرى. وقدمت حسنا بعض أروع مواويلها باللغة العربية من بينها موالها حول أبوظبي “لو عَلمَت أبوظبي بمن زارها لفرحت واستبشرت وأنشدت بلسان الحال قائلةً أهلاً وسهلاً بأهل الجود والكرم”، وكأنها تهنئ العاصمة على الضيوف الذين تستضيفهم في هذه الأيام الربيعية الجميلة بمهرجان يا سلام وبطولة “الفورمولا-1”. وأطربت النجمة المغربية الشابة الجمهور بعد ذلك بأغنية “علاش ياغزالي وعلاش” سريعة الإيقاع التي كانت من أكثر الأغاني التي تفاعل معها الشباب في الساحة الرملية، ثم تعالت حناجر أفراد الجاليات المغربية والعربية مرددةً معها أغنية “واك بلاني واك بلاني صلوا على نبينا”، وأغنية “دابا دبا دابا تندم علي، دابا دابا دابا يْجرالك ما جرى لي” (دابا هي كلمة عامية مغربية تعني “سوف”). وهتف الجمهور لحسنا وشكرها بحسن الإصغاء لمواويلها الرائعة، وترديد بعض مقاطع أغانيها، وشكرها مواطنوها المغاربة المقيمون في الإمارات بارتداء أقمصة تحمل العلم المغربي والتلويح بها في سماء الشاطئ كعربون شكر لها على الرحيل بهم فنياً إلى الديار المغربية عبر “يا سلام”، وشكرتها أيضاً الجماهير العربية على إتحافهم بألوان غنائية جميلة لم تُتَح لهم الكثير من الفرص للاستماع إليها. فرقة «جوليانا داون» كانت بمثابة استمرار حي لأغاني الروك التي بثها منسق “دي جي” ديف كريْن. وكانت سهرتهم هذه مناسبةً لتقديم أغنيتهم الأخيرة “إمبايرز” ذات الشعبية الكبيرة في الإمارات ودول الخليج، خاصةً لدى عُشاق أغاني الروك الإنجليزية من الشباب، والذين أدى إقبالهم على اقتناء الألبوم الذي وردت فيه إلى تبويئها المركز الثالث في مبيعات “فيرجين” في أسبوعها الأول. وبينما كان يعتقد البعض ممن يكتشف فرقة “جوليانا داون” لأول مرة أنها بريطانية، فاجأ قائدها ضياء حسن الجمهور وتحدث باللهجة اللبنانية وكشف عن هويته الشامية هو وزميله في الفرقة ساري رمضان، بالإضافة إلى باقي الأعضاء البريطانيين حقاً. كان أداء الفرقة جيداً بشكل أعطى الانطباع أنها فرقة محترفة ظهرت قديماً، والحال أنها أُسست فقط في العام الماضي وشبهها البعض وقتذاك بفرقة الروك الأسطورية “كولدبلاي”. أعرب ضياء عن إعجابه بالجمهور وعن حب أعضاء فرقته لتقديم أغانيهم في الإمارات وإحساسهم بأنهم في أوطانهم وأمام جمهورهم المفضل الذي يعيشون بين ظهرانيه. فكانوا أسخياء في أدائهم وأغانيهم وأمتعوا الحاضرين بأروع ما جادت به قرائحهم وجوارحهم من أغان وحركات راقصة موازية. أمير الطرب العربي كعادة النجوم الكبار، لم يظهر المغني التونسي، إلا بعد أن طال انتظار الجمهور له في ليلة قمراء جميلة تترقرق لها مياه شاطئ أبوظبي وتعكس جمال الأضواء المسلطة على رمال الكورنيش راسمةً لوحةً طبيعيةً من أجمل ما يكون. وقد أعاد النجم التونسي إلى الشاطئ هدوءه وأجواءه الحالمة بأغانيه الرومانسية “أتحدى العالم كلو وانا وياك”، و”وين اللي كان، عز الحبايب” و”ببساطة”، لكنه سُرعان ما انقلب على رومانسيته وثار ثورةً قلبت منتصف ليل أبوظبي نهاراً، فأطلق العنان لحنجرته الرقراقة لغناء سلسلة من أغانيه بشكل متواصل على نمط “دي جي” شملت أغنية “سيدي منصور يا بابا” و”برشة برشة يامدلل”، و”مزيانة هي عمري هي” و”يا حلوة آش مْحليكي سكر ولا طبيعة فيكي” وغيرها من الأغاني المؤداة باللهجة التونسية والمشرقية. فهاج الجمهور وماج على الساحة الرملية، ورفرفت الأعلام التونسية جنباً إلى جنب مع الأعلام الإماراتية وصدحت حناجر الجمهور مع الصوت القوي لصابر الرباعي الذي انتقل فجأةً من نبرته الرومانسية العذبة إلى نبرة قوية صاخبة لا يُتقنها إلا الفنانون العالميون من العيار الثقيل. ثار صابر إذن على رومانسيته وخلع جاكيته وخاطب الجمهور الشاب بلغته الشبابية، وصاح في الخشبة بحماس “تحيا الإمارات العربية المتحدة وتحيا الشعوب العربية”. لم تفارق الابتسامة شفتيه، ولم يتخل في أدائه عن إحساسه المتدفق، أبدع في التفاعل مع الحاضرين، فأكثروا من التصفيق وغنوا معه كل أغانيه بما فيها التونسية، كيف لا وما طلبوا منه أغنيةً إلا وسارع بأدائها فوراً وبمنتهى السخاء، ممازحاً ما بين الفينة والأخرى أعضاء فرقته من العازفين بتلقائية وأخوة. اعتبر صابر جمهورَ أبوظبي “عز الحبايب”، فجاد عليه بعز الحبايب وأخواتها الشقيقات ووليدات اللحظة، وأطرب عُشاقَه الذين احتشدوا في جميع جنبات الشاطئ شباباً ويافعين وصبايا وأزواجا وزوجات، وحتى أمهات وآباء وأطفال. الكل غنى مع أمير الطرب العربي، والكل طرب لمسمع روائعه. قالوا .. ? “تحيا الإمارات وتحيا الشعوب العربية”. صابر الرباعي ? “يا ما شا الله على الغْزَال، ما شا الله على أبوظبي والإمارات، حافظها الله”. حسنا زلاغ ? “تبدون في منتهى الجمال، نحب تقديم أغانينا في الإمارات، فنحن نعيش هنا ونؤدي بإحساس أكبر مع الجمهور الإماراتي”. ضياء حسن-جوليانا داون ? “هذه أول مرة أحضر فيها إلى أبوظبي وأتمنى أن أعود إليها قريباً، استمتعت بوجودي معكم”. إليزا دوليتل
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©