الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فارق السن

فارق السن
14 نوفمبر 2011 12:21
المشكلة أنا شاب من أسرة محافظة تنتمي إلى مجتمع عشائري، وقد تخرجت من الجامعة هذا العام، وأبلغ من العمر 23عاماً، ورغم أن ظروف الأسرة المادية الجيدة. لم أكن افكر في الزواج أو حتى الخطوبة. لكن بعد التخرج بدأت الأسرة وخاصة الوالد يلمح في رغبتهم في زواجي حتى أتفرغ لمساعدته في إدارة أعماله. وقبل عدة أشهر رأيت فتاة جميلة ومهذبة وغاية في الرقة والطيبة والأخلاق الحميدة، وهي ومن أسرة طيبة للغاية، لكنها تكبرني بثلاث سنوات تقريباً ولم يأت نصيبها للزواج بعد. فأحببتها للغاية، ولم أهتم بفارق السن، وهي كذلك لم تبد أي معارضة في الزواج مني حيث أنها تؤكد أنها وجدت في رجاحة العقل والنضوج وتحمل المسؤولية، وأرى فيها نموذجاً للزوجة العاقلة المناسبة، ورغم أنني حاولت أن صرف التفكير عنها بسبب السن لكنني لم أستطع، واكتشفت أنني أعجبت بها وأحببتها بالفعل، وأريد أن أتزوجها. لكن والدي ووالدتي لم يقتنعا بكلامي بحجة كبر سنها عني. وحاولت أن أغير هذه القناعة، ولم أستطع، وعندما عرفت الفتاة ذلك، تجنبت الإتصال بي، وطلبت عدم الاتصال بها إلى أن يوافق الأهل، لأنها ورغم حبها وتمسكها بي،لا تحبذ أن يكون هناك أي علاقات ليس لها معنى ولا هدف -كما قالت- وهذا يمثل ضغطاً نفسياً لي لا أتحمله، وفي الوقت نفسه لا أنتظر أن تغير الأسرة رأيها. فماذا أفعل؟ عايض ف.ف. النصيحة ابني العزيز: لو تأملت الحديث الشريف الذي يقول فيه النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم:” تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجمالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ “لوجدت أن النبي عليه الصلاة والسلام يحدد الصفات التي تدفع الرجال للرغبة في النساء. لكن ليس معنى ذلك أن ننكر أهمية التوافق العمري والعقلي والاجتماعي للزوجين. فالتجارب والخبرة الحياتية والدراسات الاجتماعية والطبية والنفسية تشير إلى أن من أسباب استقرار الحياة الزوجية وتحقق الغايات من النكاح والتي منها الانجاب أن يكون الرجل أكبر من المرأة بعدد مناسب من السنين مثلا مابين 2- 6 سنوات. ومع تقديري لموقف فتاتك وحرصها على عدم التورط في علاقة لا هدف منها، ومع ظني بأنك لن تخـالف رغبة والديك، فأعتقد أن تضـييع الوقت ليس من صالح فتاتك بالذات، وعليكما مواجهة الواقع قبل أن تتأزم الأمور، وتجــلب عليكما مشاكل أخرى. إن الزواج قسمة ونصيب، وإذا استعنت بأهل الخير لتغيير قناعة والديك تكون قد أصبت، وان لم تستطع، فلا حل سوى الابتعاد ونسيان الأمر حرصاً على الفتاة وسمعتها، وان شاء الله تنجح في مسعاك إن كان هناك نصيب. مع التمنيات بالتوفيق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©