تخفيض توقعات نمو مساهمة السياحة بالناتج العالمي

رشا طبيلة (أبوظبي) - خفض مجلس السفر والسياحة العالمي نسب النمو المتوقعة لمساهمة القطاع بالناتج الإجمالي العالمي لسنتي 2011 و2012، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وأزمة الديون الأوروبية لا سيما في النصف الثاني من العام. وأوضح المجلس في تقرير صدر مؤخراً، أن مساهمة السياحة المباشرة في الناتج الإجمالي العالمي ستنمو بمعدل 3,2% العام الحالي و3,3% العام المقبل، بينما كانت التوقعات السابقة تشير إلى 4,5% لعام 2011 و5,1% لعام 2012. وقال ديفيد سكوسيل الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس “لا تزال الصناعة تنمو بقوة، لكن النمو يعد أقل مما توقعنا سابقاً للعامين 2011 و2012 بسبب الظروف الاقتصادية السائدة وتعطل أنماط السفر التي تسببها الكوارث الطبيعية والاضطرابات الاجتماعية”. ولكن التوقعات للنمو السياحي على المدى الطويل لا تزال قوية. فقد توقع المجلس أن ينمو القطاع بمعدل سنوي يبلغ 4% خلال عشر سنوات بين الأعوام 2011 و2021، حيث تعتبر التقديرات أقل بنسبة طفيفة من توقعات المجلس السابقة والبالغة 4,3%. وتشير أحدث البيانات الاقتصادية إلى حدوث تباطؤ في النشاط الاقتصادي في فصل الربيع والصيف من العام الحالي، حيث تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة من 3% في الربع الرابع من عام 2010 إلى نحو 1,5% في الربع الثاني من عام 2011، إضافة الى نمو بطيء في المملكة المتحدة بلغ 0,5% في الربع الثاني من العام الحالي. ومع ذلك، أظهر تقرير مجلس السفر والسياحة العالمي أن هناك نمواً في عدد المسافرين والإشغال الفندقي. ورغم النتائج الإيجابية للنصف الأول من العام الحالي، إلا أن المخاوف مستمرة بالنسبة للوضع الاقتصادي العالمي لا سيما في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، ما يزعزع مستويات الثقة بالنمو السياحي الإيجابي، وبالتالي يجعل التنبؤات للسياحة والسفر في النصف الثاني من العام الحالي ضعيفة مقارنة بالنصف الأول. وتوقع مجلس السفر والسياحة العالمي أن يحقق القطاع 69 مليون فرصة عمل جديدة بحلول عام 2021، على أن يكون 80% منها في آسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا. وقال ديفيد سكوسيل “إن صناعة السياحة والسفر تعد واحدة من الصناعات الكبرى في العالم، حيث توفر 9% من إجمالي الناتج المحلي العالمي و260 مليون فرصة عمل ما يجعلها تدعم النمو الاقتصادي والعلاقات التجارية والحراك الاجتماعي”. واعتبر أن تحقيق نمو بنسبة 3,2% خلال عام 2011 “سيظل إنجازاً يستحق الثناء”. وقال إن معدلات النمو تجعل صناعة السفر والسياحة تحقق مكانة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ويتوقع المجلس انتعاش القطاع في عام 2012 في الشرق الأوسط، في أعقاب الاضطرابات التي حصلت خلال العام الحالي، إضافة إلى اليابان التي تعد ثالث أكبر اقتصاد للسفر والسياحة، في أعقاب الزلزال وتسونامي.