الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

اليوفي ونابولي في قمة «الفخرين» الليلة

اليوفي ونابولي في قمة «الفخرين» الليلة
9 نوفمبر 2013 23:20
أبوظبي (الاتحاد) - منذ أن أدخل البحارة الإنجليز كرة القدم إلى إيطاليا في قديم الزمان، والقِبلة الكروية تشير إلى الشمال فقط، حيث الأموال والعائلات والنجوم والصناعة والمدنية؛ سنوات عديدة وكرة القدم تجد نفسها في شمال إيطاليا، حتى جاءت لحظة «هبوط» مارادونا إلى نابولي، ومعه تغيرت معالم إيطاليا، حيث نجح الأسطورة الأرجنتينية الفذة، في إعادة ضبط مؤشر البوصلة، لتكون قِبلة كرة القدم للمرة الأولى تشير إلى الجنوب. حين تعاقد نابولي مع مارادونا بعد 43 يوماً من المفاوضات الشاقة، مقابل رقم قياسي عالمي، تم تمويله من أربعة بنوك، وبدعم كبير من عائلات «المافيا»؛ كان موكب مارادونا يتجه نحو ملعب سان باولو، حيث كان في انتظاره جمع غفير لم يشهد له مثيل، 90 ألف متفرج اكتظت بهم مدرجات الاستاد، وهو ما يعتبر حتى اليوم رقماً قياسياً صامداً، تلك الجموع التي حضرت وغيرها ممن كان ينتظره في الشوارع والأسواق، كانوا يطالبون بأمرين لا ثالث لهما، أن يهزم يوفنتوس ومن ثم يفوز ببطولة الدوري الإيطالي. من الصعب الفصل بين التغلب على يوفنتوس والفوز باللقب الإيطالي؛ كلاهما متلازمان وسبب للآخر؛ خصوصاً في الوقت الذي وصل فيه مارادونا إلى إيطاليا؛ حيث كان «السيدة العجوز» يلعب دور البطولة في الوقت الذي يلعب فيه نابولي «دور الكومبارس»؛ وبنظرة عامة، فإنه في الوقت الذي يتميز به اليوفي بالثراء كان نابولي يعيش فوضى الفقر، وحين كان يوفنتوس يجد دعماً غير محدود من عائلة آنيللي الأرستقراطية، فإن نابولي كان تحت رحمة عائلة كامورا أشهر عائلات الإجرام في الجنوب. لقد كانت الفوارق بين نابولي ويوفنتوس تتجاوز الحقل الرياضي، لتصل في أبعد مداها إلى المستوى الاجتماعي والثقافي، لذلك لم يكن قدوم مارادونا ذا فائدة كروية فقط، بل إنه الشخص الأول الذي صنع عقلية الانتصار للجنوب الإيطالي، فكان نابولي بعدها شوكة في بلعوم أندية الشمال الثرية وخصوصاً يوفنتوس. الفوز على يوفنتوس كان هاجساً لجماهير نابولي؛ فهو انتصار كروي وثقافي في آن واحد؛ ولم يتأخر مارادونا في القيام بذلك، حين سجل هدف الفوز الوحيد في لقاء الفريقين في سان باولو موسم 1986 ليكون ذلك أول انتصار لنابولي على اليوفي منذ 13 عاماً، لكن الجميع يتذكر الموسم التالي 1987، الذي قاد فيه مارادونا نابولي إلى الفوز على اليوفي في عقر داره، بأقصى الشمال في الملعب البلدي بتورينو؛ فوز لم يتحقق منذ 30 عاماً، أتبعه في نهاية الموسم بالتتويج بالدوري الإيطالي للمرة الأولى في تاريخ نابولي والجنوب. ومع زوال شمس ذلك العصر الذهبي؛ بدأ نابولي يعيش في ظلماته التي توحشت، حتى أسقطته في دهاليز الإفلاس والهبوط إلى الدرجة الثالثة، قبل أن تظهر شخصية المالك السينمائي دي لورنتس الذي اشترى النادي، وضخ فيه الحياة الكروية، وبعث معها من جديد حلم الجنوب الإيطالي، حيث للمرة الأولى منذ عصر مارادونا ينجح نابولي في الفوز على ملعب يوفنتوس في موسم 2010، بقيادة المدرب والتر ماتزاري والنجم هامشيك، وكلاهما مع المهاجم الفذ كافاني الذين ساهموا في قيادة نابولي لأول تتويج منذ زمن مارادونا، بحصد كأس إيطاليا 2012 على حساب اليوفي. ولقاء اليوم بينهما في ملعب يوفنتوس، هو مواجهة بين صاحبي المركز الثاني والثالث؛ كلاهما يأتي خلف المفاجأة روما المتصدر، ولكن نابولي يعلم جيداً أنه لكي يحقق أي انتصار ببطولة، فإن عليه أولا وقبل كل شيء الفوز والإطاحة بسيدة إيطاليا العجوز كما كان يفعل نابولي الثمانينيات. ويستضيف يوفنتوس فخر الشمال، فريق نابولي فخر الجنوب في قمة الأسبوع الثاني عشر؛ مباراة تجمع بين أفضل لاعبي الوسط بإيطاليا وأوروبا اليوم؛ حيث يعتبر السلوفاكي هامشيك أحد أفضل ما صنعته الملاعب الإيطالية، منذ بداية تكوينه في بريشيا، حتى نضجه في نابولي اليوم، ليلعب دور قائد الوسط الهجومي، وهو دور يشبه بشكل كبير صانع اللعب التقليدي، ولكن بمهام تكتيكية، حيث إن مدرب الفريق رفائيل بنيتز جعل من هامشيك مسجلاً أكثر منه صانعاً، على عكس المواسم السابقة التي تميز بها السلوفاكي كصانع للأهداف. أما التشيلي فيدال نجم اليوفي فهو أفضل ما اشترته الكرة الإيطالية من الصفقات، بما يُعرف بالسعر الذكي من باير ليفركوزن، لاعب يجيد الدور التكتيكي في وسط الملعب، وكذلك له اليد العليا في صناعة الأهداف والتسجيل معاً، وتظهر قيمته حين يتقدم من الخطوط الخلفية، وستكون مباراة منتظرة لمدرب منتخب التانجو أليخاندرو سابيلا حين يتواجه تيفيز وهيجواين، حيث إن كلا منهما يسعى لأن يسترد موقعه في تشكيلة المنتخب، وكما أن مباراة ينتظر أن تأتي تكتيكية، يقودها انسيني وكاليخون جناحا نابولي ضد دفاع يوفنتوس الثلاثي، مباراة مثيرة بين 4-2-3-1 التي اشتهر بها رفائيل بنيتز في أوروبا و3-5-2 التي أبدع بها أنطونيو كونتي في إيطاليا، محققاً من ورائها بطولتين للدوري. ولم ينتصر نابولي طوال تاريخه في ملعب يوفنتوس إلا في سبع مناسبات؛ خمس مرات منها كانت في نوفمبر، ولقاء اليوم يتخذ من نوفمبر زمناً له؛ ويتخذ من ذكريات مارادونا حافزاً له، وأيضا هتافات شعب نابولي مبدأً له، حيث يجب أن تهزم يوفنتوس أولاً، ثم بعدها تظفر بـ”الإسكوديتو”. وفي مباريات أخرى، يلعب اليوم أيضا جنوة مع فيرونا، وأتلانتا يستقبل بولونيا، وكييفو فيرونا يواجه ميلان، وكالياري في ضيافة تورينو، وبارما يستضيف لاتسيو، وروما يسعى إلى تعزيز الصدارة أمام ساسولو، وفيورنتينا يتحدى سامبدوريا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©