الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«الاتحاد» ترصد أجواء مرحلة تأسيس الدولة

«الاتحاد» ترصد أجواء مرحلة تأسيس الدولة
23 نوفمبر 2014 01:39
أحمد السعداوي (أبوظبي) في جولة شائقة داخل تفاصيل التاريخ الإماراتي عبر معرض ذاكرة الوطن المقام ضمن فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي 2014، ترصد «الاتحاد» أجواء مرحلة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر وجبة معرفية فريدة، حيث يتيح المعرض للزوار عبر الصور والتقنيات الحديثة التعرف عن قرب على مراحل مهمة في تاريخ الشعب الإماراتي، وبخاصة مرحلة تأسيس الدولة، ومسيرة البناء التي قادها المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وخطوات التطور والنهضة في كافة مناحي الحياة في المجتمع الإماراتي منذ نهايات القرن الماضي حتى الوقت الحاضر، الذي أصبحت فيه الإمارات منارة إشعاع حضاري وثقافي وفكري في محيطها العربي والدولي. تبدأ الجولة التي رافق «الاتحاد» فيها عمر الكعبي، مشرف الفعاليات في الأرشيف الوطني، بالدخول إلى ساحة المعرض المقام ، ضمن فعاليات المهرجان في منطقة الوثبة، على الطراز المعماري الإماراتي الذي يتميز بالحصون والمباني العريقة، متضمنا عدداً من القاعات التي تتضافر فيها المعروضات التاريخية من الوثائق مع التقنيات الحديثة. التاريخ الشفهي إلى اليمين من بوابة المعرض، يدخل الزائر المجلس، الذي يتسع لعشرين شخصاً ويضم بعض الصور التي توثق استقبالات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه، لكبار الضيوف والزوار، ويضم المجلس أيضاً مكتبة تحتوي على إصدارات الأرشيف الوطني، كما يتضمن بعض الأسلحة القديمة. ويجاور المجلس قسم «التاريخ الشفهي»، ويقول عنه الكعبي، إنه يعرف الجمهور بأهمية تسجيل تاريخ دولة الإمارات وتراثها وتوثيقه بالروايات الشفاهية مما تناقلته ذاكرة المعمرين والمخضرمين لرصد الأحداث التاريخية ونمط الحياة في الماضي بهدف حفظ خصوصيات مجتمع الإمارات المادية والمعنوية للأجيال القادمة. ويتم ذلك من خلال إجراء حوارات صوتية ومرئية، يتم تصنيفها وحفظها لإثراء الأرشيف الوطني، ويسعى المشروع إلى تحقيق عدة أهداف، منها توثيق الذاكرة الشفاهية بأصوات المعمرين الذين تعد ذاكرتهم مرجعاً تاريخياً، وتدوين تسلسل الأحداث التاريخية، لأن روايات الأفراد مهمة في سد الثغرات التي أهملتها الوثائق الأجنبية، وإثراء الأرشيف الوطني، وتكوين قاعدة معلومات وحفظ مخزون مقابلات التاريخ الشفاهي من نتاج الباحثين وطلاب العلم، وإطلاع النشء على الأحداث التاريخية وأساليب الحياة لكل منطقة من مناطق الدولة، قبل قيام الاتحاد وبعده، المشاركة بما يليق بدولة الإمارات في مؤتمرات تقام حول التاريخ الشفاهي.الباني المؤسس أما الجناح الأبرز في المعرض، فيحمل اسم« الباني المؤسس»، ويوضح الكعبي، أنه يستعرض قصة حياة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، بتقنية الواقع الافتراضي وعبر الحقيقة المعززة بالتقنيات الحديثة يتأمل المشاهد رحلة الشيخ زايد الذي شيد بإصراره وبجهود القادة المؤسسين، دولة الإمارات المتقدمة والمزدهرة على رمال الصحراء. فبعد فترة قصيرة من تولي حكم الشيخ زايد مدينة العين عام 1946 بدأت عليه ملامح القيادة الناجحة وشهد بذلك ما سطره من نجاحات وإنجازات، وما حققه من تطوير في عدة مجالات في المدينة، ومنذ تقلده الحكم في أبوظبي وضع نصب عينيه مسيرة الاتحاد التي كللت بالنجاح. وتستعرض القاعة جوانب عديدة من مجالات التنمية والتطوير التي عمت البلاد، والتي بدأت مشوار النقلة النوعية نحو التحضر والتمدن. وأبرزت القاعة أيضاً اهتمام الشيخ زايد بالتنقيب عن النفط واتفاقيات عقود النفط، وكشفت عن اهتمام رحمه الله بالتراث الوطني رغم قيادته لمسيرة البناء والتطوير. مسيرة الاتحاد أما معرض مسيرة الاتحاد، فيسرد المرحلة الأخطر في تاريخ الدولة، ويحتوي على شاشة كبيرة إلكترونية تعمل باللمس، وهي على شكل خريطة الإمارات، وتخصص لكل إمارة من إمارات الدولة لوناً معيناً. وتضم الخريطة أيضاً دولتي قطر والبحرين اللتين كان من المقرر لهما أن تنضما إلى الاتحاد التساعي، ولكنهما انسحبتا، ويستطيع زائر القاعة أن يستعرض مسيرة الاتحاد عاماً تلو الآخر، ويطلع على أحداث العام الذي يحدده الزائر، وما يتعلق به من صور ووثائق وجهود الآباء المؤسسين في ذلك العام المستهدف منذ 1968. التنمية الزراعية ويذكر الكعبي، أن التنمية الزراعية، باعتبارها أهم مجالات النهوض بالأمم، حظيت بـأهمية خاصة في المعرض عبر تخصيص قسم ذي أرضية تفاعلية، تتحول من صحراء قاحلة إلى مساحة زراعية غناء ما إن تطأها قدم أول زائر، وتركز القاعة على منطقة العين وواحاتها والآبار وأفلاج المياه فيها واهتمامات الشيخ زايد بالتنمية الزراعية، وبتحويل الصحراء إلى مزارع، وكيف حفلت منطقة العين أولاً ثم أبوظبي، وبقية إمارات الدولة بواحات النخيل، وتبين قاعة التنمية الزراعية أن منطقة العين لم تكن قادرة على أن تصل إلى ما وصلت إليه لولا الاهتمام الشخصي الذي أولاها إياه الشيخ زايد. الهجن والفروسية والصقارة أما علاقة الشيخ زايد بالتراث، فكانت حاضرة بقوة من خلال جناح على شكل مكعب عليه ثلاث شاشات عرض تفاعلية تعمل باللمس، وتعرض ثلاثة سباقات تراثية، الهجن والفروسية والصيد بالصقور، وكل واحدة من هذه السباقات التراثية لاقت اهتمام المغفور له بإذن الله، ويستطيع الزائر أن يحصل على معلومات دقيقة وموثقة فمن جهة سباق الفروسية يستطيع الزائر أن يتعرف إلى «ربدان» حصان الشيخ زايد الأول، و«العنود» فرس الشيخ زايد، ويمكنه أن يتعرف في رياضة الصيد بالصقور على أنواع صقور الشيخ زايد، واهتمامه بهذه الرياضة، وأبرز الفعاليات التي رعاها، طيب الله ثراه، في هذا المجال، وفي إطار سباق الهجن يمكن التعرف إلى نوق الشيخ زايد والسباقات التي رعاها طيب الله ثراه. الماضي والحاضر وينتقل بنا المرافق إلى قاعة تحمل اسم الماضي والحاضر، مبيناً أنها تعنى بالتنمية والتطور العمراني، وعلى شاشة تفاعلية يجري التعريف بمختلف جوانب الحياة التي تطورت، كالتعليم والصحة والمواصلات والعمران وغيرها، حيث يتم عرض صور عن ملامح الحياة قديماً، وما طرأ عليها من تطور وتحديث في زمن قياسي، ومثال ذلك الشوارع الرملية التي كانت قديماً، وتطورها إلى الشبكة الحديثة التي تم تخديمها ومراقبتها لتوفير سبل السلامة فيها. ثم نذهب إلى جولة مع أقوال المغفور له، من خلال قاعة أخرى، يستطيع الزائر فيها متابعة شاشات العرض تتوالى فيها صور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسماع بعض أقواله المأثورة في التاريخ والتراث والاهتمام بالمرأة، وتشجيعها على النهوض، وفي الإنجازات التي تفخر دولة الإمارات أمام العالم بتحقيقها، وعن اهتمام الشيخ زايد بالتعليم، يمكن رصده، وفق الكعبي، عبر قاعة تبين صفين مدرسيين بالصور التاريخية، وشاشة عرض للأفلام الوثائقية توضح تطور التعليم من الكتاتيب إلى القاعات التكنولوجية التي تستخدم الحواسيب وأجهزة الحواسيب اللوحية. و ينهي الزائر هذه الوجبة المعرفية العميقة بالدخول إلى الساحة وتضم بيت الشعر الذي كان يستخدمه الناس في الترحال من أجل الماء والكلأ، وفي أجواء تحاكي البيئة البدوية الصحراوية يستمتع الزوار في بيت الشعر أمام شاشة تفاعلية ضخمة تعرض مفردات البيئة الصحراوية وحيواناتها. كادر مع الموضوع الرئيسي دور الأرشيف الوطني يقول عمر الكعبي، مشرف الفعاليات في الأرشيف الوطني، إن الغرض من إقامة هذا المعرض في هذا المحفل التراثي العالمي، إبراز دور الأرشيف الوطني التابع لوزارة شؤون الرئاسة في حفظ ذاكرة الوطن، وعرض مسيرة الباني المؤسس رحمه الله، وقصة قيام الاتحاد، التطرق إلى الجوانب التطويرية والعمرانية في الدولة وإبرازها للجمهور، من خلال دور المغفور له في التنمية على كافة الصعد، وجهوده في حفظ التراث، ودور القيادة الرشيدة في النقلة النوعية الكبيرة التي حققتها الإمارات بين الماضي والحاضر. ويقول الكعبي، إن كل هذه الأهداف تأتي ضمن دور الأرشيف الوطني في جمع التاريخ الشفاهي وتوثيقه، وإعداد البحوث التاريخية المتخصصة ونشرها وعقد الندوات والمؤتمرات والمعارض الإقليمية والدولية، فضلاً عن أهميته في اقتناء ملايين الوثائق التي تخص الدولة ومنطقة الخليج، وقد جلب معظمها من خارج الدولة، ويقوم بترميمها وحفظها في أرشيفاته العالمية، وبترجمتها وأرشفتها إلكترونياً، مشيراً الى أن الأرشيف الوطني الآن بصدد جمع السجلات الإدارية من الوزارات والمؤسسات الحكومية المختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©