الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كيستون».. صحراء كندية !

22 نوفمبر 2014 22:42
كما هو متوقع، يشعر علماء البيئة بالغضب إزاء احتمال إضافة كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي إذا ما تم إقرار مشروع خطوط أنابيب «كيستون إكس إل»، ويرجع هذا لسبب وجيه. فالبيتومين (القار)، وهو درجة منخفضة من النفط، الموجود في النفط الرملي في كندا، والذي سيتم نقله بواسطة خطوط الأنابيب تلك إلى الولايات المتحدة، تنبعث منه نسبة 17% إضافية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري أكثر من تلك المنبعثة من تكرير برميل من النفط الخام في المتوسط، وفقاً لتقرير أصدرته خدمة أبحاث الكونجرس هذا العام. لكن بالنسبة لمساحات شاسعة من الغابات الشمالية في كندا، فإن المعركة على استخراج البيتومين قد خُسرت بالفعل. فما الذي سنخسره أكثر من ذلك؟ ومنذ انطلاق هيستيريا صناعة التعدين لهذه النوع من نفايات النفط الخام عام 2000، تعرض حوالي مليوني فدان من تلك الغابات القديمة للإزالة، أي أكثر من ستة أضعاف مساحة نيويورك، كما ذكرت منظمة «فوريست ووتش» العالمية. فإذا ما تمت الموافقة على مشروع «كيستون»، وغيره من خطوط الأنابيب المقترحة، وزاد إنتاج البيتومين، فسنفقد المزيد من الغابات. وقد وافق مجلس النواب الأميركي، الجمعة، على المشروع الذي طال تأجيله، بينما أشار الرئيس أوباما إلى أنه قد يعترض عليه. لكن حتى لو فعل، فإن الجمهوريين سيسيطرون على الكونجرس في يناير ولم يتبق في ولاية الرئيس سوى عامين، ولا يبدو أن هذا سيعني نهاية مشروع «كيستون». ويمثل غرب كندا الهدف لهذه المعركة، حيث تعانق الغابات شمال نهر «أثاباسكا» المتدفق، والذي يعد واحداً من أكبر ثلاثة تشكيلات للبيتومين في كندا. ويقع هذا الخليط من الرمال والمياه والطين والقار، الذي تستخدمه شركة «كري» للتسخين لإصلاح الزوارق، تحت غابة شمالية من أشجار التنوب والحور في مثل مساحة فلوريدا. وهذه الرواسب الضحلة يتم جمعها بواسطة معاول كهربائية ضخمة وسحبها بعيداً في شاحنات بحمولة 400 طن إلى المصانع التي تفصل البيتومين عن الرمال. ويقع الكم الأكبر من البيتومين في مكان عميق من الأرض المتجمدة والتي تجب إذابتها بالبخار ومن ثم ضخها على السطح للمعالجة. وهذا يتطلب محطات لحقن البخار في باطن الأرض من خلال الآبار. وتثبت الحسابات الأساسية عبثية هذا المشروع. فعندما يكون البيتومين بالقرب من السطح، فإن المنظر الطبيعي يختزل ليصبح أرض قفراء بلا أشجار. وبالنسبة للبيتومين صعب الاستخراج، فإن محطات البخار تحتاج لشبكة داعمة من الطرق وخطوط الأنابيب وخطوط الكهرباء ومنصات جيدة. والغاز الطبيعي اللازم لإمداد هذه المحطات بالطاقة يتم توليده بواسطة التكسير الهيدروليكي لتشكيلات الغاز الصخري الموجودة في كولومبيا البريطانية. وهكذا فإن العملية تدخل في معركة تلو الأخرى. ومن ضحايا هذه العملية بعض الحيوانات، مثل وعل الغابات والحيوانات الضعيفة آكلة العشب والتي لن تستطيع العبور إلى الغابات العميقة. وفي السنوات الأخيرة، انخفض عدد سكان هذه المناطق بصورة ملحوظة. كما أدرجتها الحكومة الكندية ضمن المناطق المهددة. وتحتاج عملية تعدين البيتومين لثلاثة براميل من المياه لإنتاج برميل واحد من النفط. وتستمد المناجم السطحية مياهها من نهر «أثاباسكا» بينما تستنزف محطات البخار المياه الجوفية. وتأتي المياه كلها من حوض نهر ماكنزي، الذي يغطي خمس كندا. وأثناء معالجة البيتومين، تجلب المياه مجموعة متنوعة من الملوثات والمخلفات المترسبة في البرك. وعلى طول نهر «أثاباسكا» ، يوجد أكثر من عشر برك من النفايات الهائلة التي تحتجز هذه الفضلات الصناعية. وتتسرب هذه الملوثات في هذه البحيرات إلى المياه الجوفية ومنها إلى نهر «أثاباسكا». وفي العام الماضي، وصفت مجلة «جيوساينس» الكندية هذه السدود بأنها «معوقات من صنع الإنسان لسطح الأرض، تسهل رؤيتها من الفضاء، وتشكل خطراً كبيراً على الطيور ومصدر قلق مستمر بشأن إمكانية تسربها إلى شبكة المياه السطحية». وتسبب الهواء الملوث الناجم عن تعدين البيتومين في جعل ثلج الشتاء أسود اللون، وعندما يذوب في الربيع، تندفع هذه الملوثات إلى نهر «أثاباسكا». كما تحيط بالمشروع حلقة متنامية من التلوث بالزئبق. أندرو نيكيفوروك * * صحفي كندي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©