الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عائلات مشردة في مساكن من القصب وسط بغداد

22 مارس 2007 01:00
بغداد- ''أ ف ب'': وسط ساحة واسعة في بغداد كانت تابعة لأحد النوادي العسكرية في عهد النظام العراقي السابق، شيدت عائلات فقيرة ''منازل'' عشوائية من القصب والورق المقوى المغطى بعضها بالنايلون لتحميهم من الشمس والمطر· ويزداد عدد العائلات المشردة الوافدة إلى ''المجمع السكني'' قرب المسرح الوطني في بغداد، إذ بات يؤوي أكثر من 60 عائلة بعد ان كان عددها لا يتجاوز الأربعين قبل عامين، مع أنه يفقتقر إلى أبسط مقومات العيش· ولا يقل ايجار الشقة المكونة من ثلاث غرف نوم في وسط بغداد عن 400 دولار شهرياً، بينما تتراوح الاسعار بين حي وآخر لتبلغ 800 دولار أحيانا· وقال رغيد حمزة علي: ''تم إرغامي قبل اكثر من ثلاث سنوات على مغادرة مسكني مع اولادي السبعة وزوجتي نظرا لعدم قدرتي على تسديد تكاليف ايجاره فوصلت الى هذا المكان''، وأضاف ''غالبية السكان ليسوا قادرين على دفع الايجارات الباهظة في بغداد أوفي الضواحي، والكل يبحث عن فرص للعمل وسط العاصمة، لا توجد فرص عمل لنؤمن مستلزمات الاطفال، نعيش مما أقوم ببيعه على الرصيف''· وقال عادل فاضل سلطاني الذي أمضى مدة طويلة من عمره جندياً في الجيش العراقي السابق: ''إن بيع الوقود والمشتقات النفطية على الرصيف سبيلي الوحيد لأعيل عائلتي''، واضاف ''توقعت عودتي الى عملي السابق لتعيش أسرتي بشكل لائق لكن رغبتي اصطدمت بحواجز مالية، طلب مني احدهم مبلغاً معيناً لكي أحصل على فرصة إعادتي الى الجيش مجددا''، وتابع ''لا اعرف الآن كيف أوفر الطعام لاطفالي، إنهم يواجهون مستقبلاً غامضاً بلا ماوى وبدون مستلزمات عيش متواضعة''· وبدت علامات الضعف والهزال على الأطفال: فاطمة، وزينة، وعلي، الذين تتراوح اعمارهم بين سنة واحدة وثلاث سنوات، فيما يقضي اطفال ''المجمع'' وقتهم باللعب بسبب عدم وجود مدارس قريبة يلتحقون بها وعدم امتلاك العائلات امكانيات لارسالهم الى مدارس اخرى· ويؤكد أبو حسن أن ''الحالة تزداد سوءاً، ليس هناك عمل، والاسعار ترتفع كل فترة ولا رقيب أو حسيب، احاول العثور على عمل لكن الامر ليس بهذه السهولة''· من جهته، قال أبو عمار الذي قتل أحد أبنائه جراء عملية تفجير في شهر يناير الماضي: ''نواجه مشاكل عدة أبرزها التعليم وغياب الرعاية الصحية، فمنذ اكثر من سنتين لم نر أي بعثة من الهلال الاحمر أو جهة ما تقدم لنا مساعدات''، وأضاف ''كنا نأمل أن تقدم لنا جهات معينة الأغطية والأغذية، وتوقعت ان تقدم لي الحكومة تعويضاً مالياً بعد ان فقدت احد ابنائي، لكن يبدو أننا في واد والجهات المعنية في واد آخر''· أما قيصر طالب فيقول: ''الاوضاع المعيشية الصعبة دفعت الاطفال الى الوقوف عند اشارات المرور يستعطفون الآخرين المساعدة وتقديم المال، والنساء ايضا وجدن في التسول والحصول على طعام من بعض المنازل فرصة للعيش''، وأضاف ''أنا أعيش في فصل الصيف من بيع الثلج، وفي الشتاء من بيع وجبات الطعام للعمال''· وقد ذكرت الامم المتحدة في دراسة أعدتها بالتعاون مع وزارة التخطيط والانماء العراقية أن ثلث الشعب العراقي البالغ تعداده 27 مليوناً يعيش في حالة فقر، وقالت الدراسة: ''استناداً للدخل الاقتصادي المتوسط في السبعينات والثمانينات، يعيش ثلث الشعب اليوم في فقر، بينما يعيش 5% منهم في فقر مدقع''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©