الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«آثار الفجيرة» تبدأ المرحلة الأخيرة من التنقيبات الأثرية في مسافي

«آثار الفجيرة» تبدأ المرحلة الأخيرة من التنقيبات الأثرية في مسافي
28 يناير 2013 23:56
السيد حسن (الفجيرة) - بدأت هيئة الفجيرة للسياحة والآثار، تنفيذ المرحلة الثانية والأخيرة من أعمال التنقيب في موقع مسافي الفجيرة، بالتعاون والتنسيق مع المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا، في إطار اتفاقية التعاون المبرمة بين الطرفين. وقال أحمد خليفة الشامسي رئيس الهيئة، إن أعمال التنقيب في هذه المرحلة، والتي تقوم بها البعثة الفرنسية وتستمر حتى العام 2016 ستتم على ثلاثة أجزاء، الأول متابعة التنقيب في موقع الفلج الذي تم اكتشافه في المرحلة الأولى والمار أسفل قلعة مسافي الشهيرة، وذلك بهدف الوصول إلى المصدر الرئيسي لمياه هذا الفلج، الذي تم اكتشاف ما يقارب من 300 متر منه فقط في حين لا يزال الباقي مجهولاً. ويشمل الجزء الثاني من العمل عمليات المسح الأثري والتنقيب الاختباري في منطقة وادي المضب، للبحث عن أماكن تواجد أفران النحاس والذي عرفته سلسة الجبال المطلة على المنطقة، وتم كشف أجزاء منه في مراحل التنقيب السابقة خلال فترة التسعينيات من القرن المنصرم، بالتعاون مع بعثة الآثار الأسترالية التابعة لجامعة سيدني. ويهدف هذا الجزء إلى الكشف عن المزيد من تلك الأفران، خصوصا وأن المنطقة كانت إحدى الأماكن الرئيسية لتصدير النحاس إلى حضارة الفراعنة في وادي النيل، وحضارة بلاد الرافدين، وهو ما أثبتته الأبحاث العلمية وأعمال التنقيب السابقة. وأضاف الشامسي أن الجزء الثالث من أعمال التنقيب والدراسات ضمن المرحلة الثانية، سيخصص لإجراء دراسة للمواد الأثرية المكتشفة داخل معامل الهيئة في متحف الفجيرة . وتم في مرحلة سابقة من التنقيبات في موقع مسافي اكتشاف مبنى ضخم من الحجر، يضم غرفا عديدة وقاعة كبيرة ذات أعمدة خشبية لكل منها قاعدة مشيدة من قطعة حجر كبيرة واحدة، تم حشوها بأحجار صغيرة الحجم، بينما تتكون الأعمدة من أربعة صفوف في كل صف منها نسق من خمسة أعمدة. كما تم اكتشاف مبنى تحت هذا المبنى تم تشييده من الطوب الطيني المحروق، وقد أظهر المبنيان مدى الطور الكبير في صناعة الطوب المستخدم في بنائهما، حيث أن الأول من طوب الآجر، في حين أن الثاني أحدث منه بكثير. ووفقا للنتائج التي توصلت إليها البعثة الفرنسية من خلال دراسة المواد المستخدمة في البناء، فإنه يعود إلى العصر الحديدي الثاني 1100 - 600 قبل الميلاد، ويضم معبدا ومركزا ثقافيا. واحتوت مكتشفات الموقع على جرار فخارية ذات فوهات طويلة مزينة بزخارف ورسوم ثعابين، وهو ما يؤكد المكانة الإدارية للمباني في العصر الحديدي الثاني. وأكدت البعثة الفرنسية أن ما تم اكتشافه في المبنى يتفق ويتطابق مع المراكز الإدارية والدينية التي تم اكتشافها في كل من مناطق الرميلة وبدع بنت مسعود في العين، ومويلح في الشارقة، والقصيص في دبي، حيث تتشابه تلك المواقع في الهيئة المعمارية كما تتشابه في ما تم اكتشافه فيها من مواد ولقى أثرية. ولفت رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار إلى أن البعثة اكتشفت في مسافي أيضا موقعا دفاعيا محصنا، بالقرب من هذا الموقع عند سفح الجبل، ويقع إلى الشمال الغربي منه، وتمتد جدرانه المنيعة إلى حوالي 500 متر، وقدرت تاريخه وفقا للقى الأثرية المكتشفة فيه بأنه يعود إلى العصر الحديدي الثاني. اكتشافات في البثنة قال أحمد خليفة الشامسي، إنه تم اكتشاف العديد من المعالم الأثرية في منطقة البثنة بالفجيرة، والتي دلت على أنها كانت واحة زراعية فريدة في المنطقة، وكانت مأهولة بالسكان ومصدرا رئيسيا لدعم المناطق الأخرى بالمواد الزراعية، لتوافر المياه فيها بغزارة، حيث كانت محط اهتمام الكثير من التجار الذين يقصدونها لهذا الغرض. واكتشفت البعثة أيضا قلعة محصنة بالقرب من المدرسة التأسيسية الحالية، حيث تضم تلك القلعة، تحصينات قوية وأبراج مراقبة، وقد شيدت في موقع استراتيجي يمكن الرماة من الدفاع عن وادي حام والبثنة، من أي هجوم. وتعود جميع تلك المكتشفات للعصر الحديدي الأول والثاني، وفقا لأبحاث البعثة الفرنسية التي نقبت في تلك المناطق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©