هاميلتون: الفراغ العاطفي يقتلني ولن أذهب إلى طبيب نفسي!

كشف السائق البريطاني لويس هاميلتون عن بعض المؤثرات الاجتماعية والعاطفية التي أطاحت أحلامه في استعادة ذاكرة المجد الذي حققه عام 2008، حيث أشار إلى أن تعثره خلال الموسم الحالي يعود إلى أسباب ومؤثرات من خارج الحلبة، وأوضح ان رفيق دربه في فريق ماكلارين مرسيدس جنسون باتون يتمتع بفقاعة عاطفية وإنسانية جميلة تحيط به في كل مكان، وهو الأمر الذي يدفعه لتقديم عروض جيدة والظهور بصورة السائق والإنسان المتوازن. ويعاني هاميلتون من مشكلات من شأنها أن تطيح أي سائق وتقضي على آماله، خاصة انها تخص العاطفة والحياة الاجتماعية ولها علاقة بطبيعة عمله الاحترافي أيضاً، حيث انتهت علاقته مع والده ووكيل أعماله أنتوني في بداية عام 2010 بعد شراكة هي الأنجح بين لاعب وأب يقوم بدور وكيل أعماله، فقد بدأت تلك الرعاية الأبوية الاحترافية قبل أن يتجاوز هاميلتون الابن من العمر 8 سنوات، حينما كان يشارك في سباقات الكارتينج، ولكن حينما اشتد عوده وبلغ من العمر 25 عاماً، قرر هاميلتون فض الشراكة مع الأب الذي قيل انه أصبح مشغولاً عن الابن بمشروعاته الخاصة، الأمر الذي جعل السائق الإنجليزي يعاني عاطفياً واحترافياً، كما تلقى ضربة أخرى بالانفصال عن خطيبته نيكول شيرزينجر الشهر الماضي، بعد أن كانت تتبعه وتسانده في كافة حلبات العالم. وفي تصريحات نقلتها الصحف البريطانية قبل ساعات من تصدره مع باتون التجارب الحرة الأولى والثانية لسباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا ـ 1 قال هاميلتون: “جنسون يؤدي بطريقة رائعة، ويبدو في صورة متوازنة إلى حد كبير، حيث يوجد والده إلى جواره في كل سباق، وهو محاط بفريق العمل الإداري الذي يرتب له كل الأمور، كما يتمتع بدفء الأصدقاء الذين يتبعونه في كل مكان، إلى جانب أن خطيبته تسانده دائما، فهو باختصار محاط بفقاعة عاطفية كبيرة يعيش في داخلها، وهو لا شك سعيد بهذه الأجواء التي تصنع الفارق معه داخل الحلبة وخارجها”. وأضاف هاميلتون في اعترافاته غير التقليدية التي نقلتها صحيفة الجارديان البريطانية: “ما يتمتع به باتون لا وجود له في حياتي خلال الفترة الحالية، وأشعر بأنني في أشد الحاجة إلى هذه الفقاعة العاطفية لكي أستعيد توازني، وأتمنى أن يحدث ذلك في المستقبل، وما لا يعلمه البعض ان مثل هذه الأشياء يكون لها دور كبير على أداء أي سائق، فالعاطفة والمشكلات الاجتماعية قد تكون لهما كلمة الحسم في كثير من المواقف داخل حلبات السباق”. وكان هاميلتون قد حاول أن يجد ضالته في وكيل أعمال محترف فاستعان بأحد أشهر الأسماء عوضاً عن والده، ووكيل أعمال السائق البريطاني حالياً هو سيمون فولر مدير أعمال دافيد بيكهام نجم الكرة الشهير، كما يتولى إدارة شؤون نجم التنس البريطاني آندي موراي، ويبدو ان هاميلتون وجد مع مدير أعماله الجديد الاحترافية الجافة التي تفتقد العاطفة الأبوية التي كان يتمتع بها مع الأب. وذهب هاميلتون بعيداً في جرأته حينما قال: “لم أتعامل من قبل مع طبيب نفسي رياضي، ولن أفعل الآن أو في المستقبل، أعتقد ان الحل الأمثل لمعاناتي هو خلق جو عاطفي وعائلي يتسم بدفء المشاعر، كما أتطلع إلى الاستفادة من الشحنات الإنسانية التي تأتي مع قوة العلاقة مع الأصدقاء، فالشيء الأهم أن يشعر الإنسان بأنه محبوب في الوسط الاجتماعي الذي يعيش به، فما بالنا بلاعب محترف يريد أن يكون في قمة توازنه النفسي والعاطفي، لن أدخر جهداً في سبيل استعادة الفقاعة العاطفية”. يذكر أن هاميلتون من مواليد 7 يناير 1985 “26 عاماً”، وخاض 88 سباقاً منذ عام 2007، ويملك في رصيده 698 نقطة، وسبق له الفوز بـ 16 سباقاً فردياً، وحصل على بطولة العالم لعام 2008، وما يسجله تاريخ سباقات الفورمولا ـ 1 لهاميلتون هو فوزه بأكبر عدد من النقاط والجولات في موسمه الاحترافي الأول، مقارنة مع أي سائق آخر في التاريخ، حيث فاز موسم 2007 بـ 109 نقاط، كما انه لم يتراجع عن الترتيب الخامس في أي موسم بدءاً من عام 2007 (الثاني)، و2008 (الأول)، و2009 (الخامس)، و2010 (الرابع)، ثم الموسم الحالي الذي لم ينته بعد، وهو يحتل المركز الخامس حتى الآن.