باريس ( وام) ـ أكد معالي حميد بن محمد عبيد القطامي وزير التربية والتعليم أن دولة الإمارات قدمت نموذجاً فريداً للعطاء والتلاحم الإنساني في شتى بقاع الأرض.
وقال معاليه إن التعليم ونوعيته ودرجة جودته أصبح يشكل تحديا كبيرا مع ارتباطه الوثيق بالتنمية المستدامة والتنافسية العالمية، وهو ما شكل ضرورة قصوى أمام المخططين ومتخذي القرار للتحرك السريع وبالوتيرة نفسها التي يشهدها العالم في مختلف مناحي الحياة من أجل مواكبة مستجدات العصر وما تفرزه التكنولوجيا ومصادر المعرفة من تطور مذهل في أدوات محاكاة المستقبل والوصول إلى حياة أفضل للبشرية.
جاء ذلك، في كلمة معاليه التي ألقاها أمس أمام المشاركين في أعمال الدورة الـ37 للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس، وبحضور 5 من رؤساء الدول و4 من نواب رؤساء الدول و 150 وزيرا ومندوبا يمثلون مختلف دول العالم.
وقال معاليه إن دولة الإمارات، وهي تدرك طبيعة التحديات التي تواجه العالم قد نجحت في تقديم نموذج فريد للعطاء، نموذج فريد للتلاحم الإنساني والمساندة بكل صورها وأشكالها في كثير من بقاع هذه الأرض وهذا العالم “الذي تؤمن دولتنا أنه يتسع للجميع وتؤمن أيضا أن للجميع الحق في العيش الكريم، الحق في الصحة والتعليم والحياة.
وأكد أن هذه هي رسالة السلام التي تحملها دولة الإمارات العربية المتحدة وهي تبسط يد الخير لبناء المدارس وتعمير الصحراء، وغرس الأرض وصون المقدرات وحفظ تراثنا الحضاري الإنساني في شتى دول العالم.
وأضاف معاليه تلك رسالة الإمارات التي تسعى من خلال شراكتها الوثيقة وتعاونها المثمر مع المنظمات الدولية المعنية، وفي مقدمتها اليونسكو إلى تعميمها على شعوب الأرض على اختلاف أجناسهم وثقافاتهم ومن دون تفرقة بين لون وع رق.
وكان معالي القطامي قد استهل كلمته بنقل تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات إلى حضور المؤتمر، كما نقل إليهم أيضا تحيات شعب الإمارات، لافتا إلى أن مواطني الإمارات يتطلعون دائما إلى بلاد العالم بكل خير وسلام.
وقال معاليه: “ قد يطول الوقت إذا ما بدأنا الحديث عما تؤمن به دولة الإمارات، وما حققته على الصعيد العالمي من شراكات استراتيجية”، لافتاً معاليه الى أنها أرادت من خلالها تعميم بعض من تجاربها التنموية مستندة في ذلك إلى الشوط المهم الذي قطعته على طريق التنافسية العالمية والتحول النوعي الذي شهده نظامها التعليمي ومدارسها وجامعاتها ورؤيتها المتكاملة والشمولية لتطوير التعليم والارتقاء بصروحها العلمية والثقافية والطفرة غير المسبوقة التي نقلت جوائزها العلمية والتعليمية والثقافية إلى خارج حدودها إلى دول العالم.
ولفت معاليه الى أن هذه الجوائز تضمنت جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم اليونسكو، وغير ذلك من الجوائز والشراكات المهمة الوثيقة مع المنظمات والمؤسسات العالمية المتخصصة التي ندرك معها أهمية تضافر الجهود والتكاتف من أجل تعزيز حركة الإبداع والابتكار وتلبية الاحتياجات البشرية الحالية والمستقبلية والحفاظ على موروثها الحضاري والإنساني ودعم تراثها الثقافي المادي وغير المادي وحمايته وصونه.
وأضاف معاليه: “نحن معا لنؤكد أننا وجميع من يعيش على كوكبنا يستحق حياة أفضل، يستحق السلام والاستقرار والأمن، لنؤكد أيضا ان ثروة المعرفة هي خيارنا الأمثل لمستقبل أكثر ازدهارا للبشرية”. وهنأ معاليه في ختام كلمته إيرينا بوكوفا بتجديد ثقة أعضاء المجلس التنفيذي الثمانية والخمسين لفترة ولاية ثانية، مؤكدا أنه اختيار صادف أهله ويعكس مستوى إسهاماتها الرفيع وعطائها المخلص ،وما تحقق من نجاحات وإنجازات للمنظمة الدولية خلال الفترة السابقة، كما أثنى على جهود فرق العمل القائمة على تنظيم المؤتمر وشكر اليونسكو على دورها الرائد في الدفاع عن القضايا الإنسانية والبشرية والموروث الحضاري والثقافي.
وفد الإمارات
يشارك في وفد الدولة بالمؤتمر العام لليونسكو عبد الله مصبح مندوب الدولة لدى اليونسكو، وحكم الهاشمي مستشار معالي وزير التربية لقطاع الأنشطة والبيئة المدرسية ومحمد سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم، والدكتورة فوزية بدري مديرة إدارة الدراسات والبحوث في الوزارة ومهرة المطيوعي مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، والدكتور حسام العلماء من وزارة التعليم العالي.
عدد اليوم
