سلمان كاصد:
افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي أمس الأول بالمجمع الثقافي بأبوظبي المعرض التشكيلي المصري ''تعانق الأشقاء'' والذي يقام بالتعاون بين هيئة أبوظبي للثقافة والتراث والسفارة المصرية بحضور سعادة زكي نسيبة نائب رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومحمد سعد عبيد سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة·
يقام معرض ''تعانق الأشقاء'' ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي المصري في أبوظبي بوصفه نافذة تلقي الضوء على ما قدمه الفنان المصري في تواصله مع إبداعه، اشترك في المعرض عشرون تشكيلياً مصرياً قدموا اعمالاً تمثل خلاصة تجاربهم في فن التشكيل والنحت·
الفنانون هم علي المليجي ومصطفى يحيى ورباب نمر وإيمان محمد السعيد ومحمد العلاوي وايمن السمري وحمدي صادق أبوالمعاطي وعمر عبدالطاهر ومحمد الطحان ومصطفى الرزاز ومحمد درويش زين الدين ومحمد أبوالنجا وعادل بدر وحمدي عبدالله ومصطفى عبدالمعطي وعادل ثروت وهاني فيصل وطارق زيادي وسيد سعد الدين·
في البدء تشكل لوحات علي المليجي ابتهاجاً واضحاً واحتفاءً باللون والحياة عبر ثلاثة أعمال انبثق منها الفرح الغامر بهذا التمازج اللوني مع تصوير حياة امتزجت فيها تشكلات حكائية واضحة·
مصطفى الرزاز نقل عالماً من الشجن عبر ولع المغني في إيحاء متواصل بهذا التوحد بين آلة الموسيقى والعازف فبدت أعماله مستغرقة هذا المعنى إلا أن عمله البرونزي (المغني) الذي امتدت تشكلاته بانسيابية جسد المغني مع جسد آلة العود عمق واعطى هذا العمل حركة استثنائية فريدة·
غير أن حمدي صادق أبوالمعاطي استاذ الفلسفة في الفنون الجميلة والتي عرضت أعماله في أكثر قاعات العالم شهرة فضل أن يعتمد التكعيب والإيحاء باللون والزوايا الحادة ضمن الأطر المتداخلة ليقدم لنا مفهوماً فلسفياً حول رؤياه للعالم·
في الوقت ذاته اعتمد حمدي عبدالله والذي أقام ثلاثين معرضاً في مختلف دول العالم على توظيف الموروثات الأسطورية في تشكيل جسد اللوحة مع اتكاء واضح على انحناءات سريالية جزئية هذا مع عدم نسيان مؤثرات البيئة اليمنية ومؤثرات المنظر اليمني في ريشته وموضوعاته خلال اقامته في اليمن ·ايمن السمري دكتوراه الفلسفة في التربية الفنية عضو الجمعية الدولية للتربية عن طريق الفن (الإنسيا)، اعتمد النحت والرسم على الخشب في تناسق رائع قدم من خلاله مزخرفات تداخلت فيها الأشكال بحرفية عالية· محمد ابوالنجا دكتوراه فلسفة الفن اعتمد (المقوى الورقي) ليضع من خلاله فكرة، بل أفكاراً توحي بأشياء كثيرة أنها نظرة مختلفة للعالم·
ولم يفت الفنان التشكيلي عمر عبدالظاهر دكتوراه في فلسفة الفن أن يعيد للوحة بهجتها بعبق القرية المصرية بألوانها وبحركة حيواتها وبهذا التشكل الجميل لبيوتها، إنها حركة وتأمل وحيوانات ضامرة ونساء ممشوقات وألوان صافية وزوايا دقيقة وظلال تشكلها·
وأخيراً يطالعنا سيد سعدالدين بأعماله (في المقهى) على النيل الكراسي التي تشير الى الزمن والعزلة والتوحد والكرسيان المهشمان مثل الزمن الهارب والمستوطن فينا، كذلك لوحته (الراعي) وبياضها المتألق الرائع والنافخان في البوق في الاحتفال الكبير وبرونزياته الرائعة (اللعب بالحجلة)·· تؤشر جميعها أهمية هذا التشكيلي البارع·
عدد اليوم
