الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاستدامة ترسخ أبوظبي مركزاً عالمياً للمشاريع المبتكرة

6 نوفمبر 2015 23:11
تتبوأ أبوظبي مكانة مرموقة على الصعيد العالمي في مجال الاستدامة ونجحت على مدى السنين الماضية في استقطاب الاهتمام العالمي من خلال إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع والمساهمات المبتكرة التي أكدت أن «الاستدامة» هي المحور الأساسي الذي ترتكز عليه كافة هذه المشاريع. ويأتي هذا النجاح في وقت تتصدر مواضيع استدامة الموارد البيئية، وضمان أمن المياه والطاقة والغذاء، وإيجاد حلول عملية فاعلة لتداعيات تغير المناخ، أبرز اهتمامات الحكومات والمؤسسات والأفراد في العالم، وذلك بسبب الكثير من التحديات غير المعهودة التي نواجهها حالياً والتي تتطلب حلولاً جذرية والتي تشمل على سبيل المثال النمو السكاني غير المعهود حيث من المتوقع وصول عدد سكان الأرض إلى 9.1 مليار نسمة بحلول عام 2050، وزيادة نشاطات القطاعات التنموية المختلفة، خاصة الصناعة والبنى التحتية والعقارات والنقل، إضافة إلى الطلب غير المسبوق على المياه ومصادر الغذاء والطاقة. ومن الطبيعي أن يتساءل الكثيرون عن السر في نجاح أبوظبي بتحقيق إنجازات باهرة في مجال الاستدامة بحيث أصبحت مركزاً عالمياً للمشاريع والمبادرات المبتكرة، ومثالاً يحتذى به في هذا الجانب على صعيد المنطقة والعالم. وقد أصبحت الاستدامة ثقافة متأصلة ومصدراً للإبداع والابتكار، لتنطلق العشرات من المشاريع والمبادرات «المستدامة» التي أخذت فيها أبوظبي السبق على صعيد المنطقة والعالم. ولعل أهم ما يميز هذه المشاريع هو تنوعها بحيث تغطي كافة مجالات الحياة مثل الطاقة المتجددة والمستدامة من خلال «مصدر»، مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة؛ والنقل المستدام، والتطوير العمراني المستدام من خلال برنامج استدامة الذي يعتبر أول برنامج من نوعه في الشرق الأوسط ويقوم على أربعة مرتكزات للاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك برنامج التقييم الإلزامي بنظام اللؤلؤ لكافة المباني والمشاريع في أبوظبي، إضافة إلى التعليم المستدام من خلال مدارس المستقبل، والرعاية الصحية المستدامة، والزراعة المستدامة مثل مشروع الزراعة المائية من دون تربة التي توفر 70% من معدل استهلاك المياه بالمقارنة مع وسائل الزراعة التقليدية الأخرى. وساهمت ثقافة الاستدامة هذه في إلهام العالم أجمع حيث أصبحت حكومة أبوظبي من خلال «مصدر» أحد أكبر منتجي الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة في العالم من خلال مشاريع قادرة على توليد أكثر من 1.5 جيجاواط من الطاقة الكهربائية النظيفة عند اكتمالها جميعاً لتلبي بذلك احتياجات مئات الملايين من الناس في الكثير من المدن والمناطق النائية فضلاً عن تمكين الشرائح المحتاجة من مواصلة التعليم والتطور والتنمية. وعملت هذه الثقافة على توجيه أنظار واهتمام العالم كله إلى أبوظبي في شهر يناير من كل عام وذلك خلال مؤتمرات وفعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يعتبر حدثاً فريداً من نوعه ومنصة بارزة ضمن أجندة قطاع الطاقة العالمي، حيث يتوافد إلى العاصمة أبوظبي سنوياً أبرز قادة العالم وصناع القرار والمسؤولين وكبار التنفيذيين لمناقشة مواضيع الاستدامة وتداعيات تغير المناخ وحلول الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة، إضافة إلى أمن المياه، بالإضافة إلى تكريم أفضل الانجازات في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة. وتتجسد ثقافة الاستدامة بشكل واضح في «مدينة مصدر» التي تعتبر واحدة من أكثر المشاريع العمرانية استدامة في العالم على الأصعدة البيئية والاقتصادية والاجتماعية، إذ تجمع بين المفاهيم السكنية والتجارية والثقافية والتعليمية لتتيح بصمة خضراء ومثالاً يحتذى به لبناء المدن المستدامة حول العالم التي تتيح للقاطنين فيها نمط حياة مستداماً للسكن والعمل والترفيه والتعلم. وتمثل هذه المدينة المستدامة مركزاً للعلم والمعرفة والابداع من خلال احتضانها معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، المؤسسة الجامعية البحيثة المستقلة التي تعنى بقطاع الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية والتقنيات النظيفة، فضلاً عن استقطاب المدينة لأبرز الشركات والمنظمات العالمية، بما فيها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة آيرينا». * مديرة إدارة الاستدامة في شركة «مصدر» ومديرة جائزة زايد لطاقة المستقبل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©