الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القعيد وداوغيستا والمطوع وحافظ يناقشون العلاقة بين المثقف والدولة

القعيد وداوغيستا والمطوع وحافظ يناقشون العلاقة بين المثقف والدولة
9 نوفمبر 2013 00:10
عصام أبو القاسم (الشارقة) - شهدت قاعات وأروقة معرض الشارقة الدولي للكتاب في يومه الثاني “الخميس”عدداً من الفعاليات الثقافية والفنية، فيما تواصلت فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض حيث استضافت قاعة “ملتقى الأدب” حوارا تحت عنوان “ صناعة الثقافة أم صناعة المثقف” أداره وقدمه الكاتب المصري زكريا أحمد وشارك في مداخلاته: يوسف القعيد وصبري حافظ ورانا داوغستا ومحمد المطوع. واستهل القعيد حديثه مشيراً إلى أن العنوان ينطوي على التباس بين طرفيه وانه غير واضح، ومن ثم استعاد بعضا من التعريفات المتعلقة بمصطلح “المثقف”، وقال في هذا الصدد انه لا يتفق مع أولئك الذين يرون أن المثقف هو المتعلم أو الدارس أو الذي يبدع النصوص السردية أو المقالات الفكرية؛ فمصطلح “مثقف”، بحسب القعيد، أكثر شمولاً. يوضح: القارئ العادي مثقف، الفلاح المتبصر والذي خبر الحياة هو الاخر مثقف، والكثير من الفئات والشرائح الاجتماعية تدخل في هذا الإطار”. وتابع القاص المصري متسائلا: هل بالمقدور صناعة المثقف؟ وأجاب: اعتقد أن التثقف مسألة شخصية جداً. لكن بالإمكان تهيئة المجال لحفز الناس على ان يكونوا مثقفين. وأكد صاحب “البيات الشتوي” على الدور التنويري للمثقف وعلى حساسيته النقدية العالية: المثقف يأتي إلى العالم ليختلف ويناقش وينقد وهو دائما في مواجهة مع التقاليد والأعراف والقيم ، ولا يعفي أي شيء أو أي سلطة من أسئلته وملاحظاته”. من جانبه، اتفق صبري حافظ مع ملاحظة القعيد حول التباس عنوان الندوة وقال: العنوان يتوهم حالة تعارض قائمة بين الثقافة والمثقف”، وتابع: لن اعتمد المفهوم الأنثروبولوجي لمصطلح مثقف ولكنني سأتعامل معه بالمفهوم الفكري..”. وضمن الإطار الفكري استعرض صبري التصورات العديدة التي قاربت موقع ودور المثقف في أزمنة ثقافية مختلفة ووصل إلى أن تاريخ الدولة الحديثة في مصر سجل مواقف شديدة التباين في علاقة الدولة بالمثقف؛ فمحمد علي باشا في سعيه إلى تأسيس إمبراطورتيه استعان بالمثقفين ولكنه سرعان ما تخلص منهم حين استشعر خطورتهم. ومضى صبري إلى عهد السادات وقال انه شهد تضييقاً على المثقفين بخاصة أولئك الذين تميزوا بضمير نقدي، وفي عهد حسني مبارك هيمنت الدولة على المجال الثقافي من خلال تقريب بعض الأسماء الثقافية وعبر الجوائز والبرامج الإعلامية وغير ذلك. واختتم الناقد المصري حديثه مذكراً بمساهمات نظرية عدة عرفها المشهد الثقافي الغربي عبر غرامشي وجان بول سارتر و إدوارد سعيد وسواهم، وقال إن تلك المساهمات قدمت توصيفات مهمة لعلاقة المثقف بالدولة والمجتمع؛ فمن المثقف المدجن إلى المثقف العضوي ثم المثقف السجالي ..إلخ. من جهته، تحدث الكاتب الهندي رانا داوغستا عن تأثيرات الدين على المثقف والمجتمع في الهند، وقال ان حالة الفرز القائمة بين المجموعات الدينية المشكلة للهندي حرمت المجتمع من الحوار والتثاقف البناء بين مكوناتها. ذكر داوغستا أن مناطق عديدة في بلده ظلت منكفئة وحرمت نفسها من التفاعل مع ما حولها انطلاقاً من عقيدتها وبقي دور المثقف هنا غائباً او مدمجاً في الصورة العامة للمجموعة الدينية. وقال الكاتب الهندي ان هذه الظروف المعقدة أحدثت ضعفاً في علاقة بعض المجموعات القبلية بإرثها الفني حيث تراجعت كثيراً العروض الأدائية الشعبية بخاصة تحت تأثير الخطاب الديني. وأكد الكاتب الشاب على أهمية الانفتاح والتفاعل وعلى ان يقوم المثقف بدور أكبر في تعزيز هذا البعد في المجال العام عبر الوسائل المختلفة التي يتوسط بها. اما أستاذ الاجتماع الإماراتي محمد المطوع فتكلم عن إمكانية “صناعة ثقافة” وقال ان الدولة تصنع الثقافة حين تؤسس بنية تحتية حقيقية تسهم في تنشيط ودفع دور النشر والسينما والتشكيل على أن تكون فاعلة وحيوية. ولفت المطوع إلى الدور الكبير الذي يبذله صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في هذا الجانب وقال: لننظر مثلا إلى هذا المعرض.. كيف كان له ان يستمر لما يزيد عن الثلاثة عقود زمنية لو لا دعم صاحب السمو حاكم الشارقة؟”. وأقرّ المطوع ان ثمة تحولات كبرى شهدها العالم في السنوات الأخيرة على أصعدة مختلفة وان ذلك بدوره أدى إلى تغيير أو تطوير تصوراتنا وأفكارنا حول العديد من المسائل لكن هناك بعض الأمور الأساسية التي ينبغي التركيز عليها لصناعة مشهد ثقافي عربي أكثر تطورا، بحسب المطوع، وفي مقدمها “التعليم” على مراحله المختلفة. وفي هذا الجانب استعرض المطوع فروقات نوعية تقع دائما بين مؤسسات التعليم العربي ونظيرتها الغربية أو الآسيوية وقال إن الدول العربية يلزمها أن تبذل المزيد من الإمكانيات لتطوير مؤسساتها التعليمية للحاق بركب التقدم ولتهيئة بيئة ثقافية نشطة ومحفزة على الإبداع والابتكار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©