محمد حسن (أبوظبي)
تواصلت فعاليات مؤتمر أم الإمارات لمدارس تطوير مهارات الفرسان الذي ينظمه ويرعاه مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد العالمي للخيول العربية بالتزامن مع نهائيات النسخة السابعة من مهرجان سموه العالمي الأصيلة، حيث شهدت قاعة الأرشيف الوطني في أبوظبي يوم أمس، أحداث اليوم الثاني الذي ضم الجلستين الثالثة والرابعة بمشاركة نخبة من الخبراء العالميين يمثلون 23 دولة من مدارس الفرسان.
ويأتي تنظيم المؤتمر بناء على توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وبدعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، ضمن مهرجان سموه العالمي الذي يتألف من سباق كأس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومونديال سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للسيدات «إفهار» وكأس الوثبة ستد والمؤتمر العالمي للخيول العربية «وارسو 2015» وجائزة دارلي «أم الإمارات» بهوليوود، وبطولة الشيخة فاطمة للقدرة للسيدات في إيطاليا «جاردا»، وكأس سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للقدرة في إيطاليا، وبطولة الفرسان المتدربين «أفهار».
ويقوم بدعم المهرجان هيئة أبوظبي للسياحة بالتنسيق مع مجلس أبوظبي الرياضي، وبالتعاون مع هيئة الإمارات لسباق الخيل، والاتحاد الدولي لخيول السباق العربية «إفهار»، وجمعية الخيول العربية الأصيلة، وبدعم وزارة الخارجية، والهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، والأرشيف الوطني الشريك الرسمي، وطيران الإمارات الناقل الرسمي.
ويقوم برعاية المهرجان أيضاً شركة التطوير والاستثمار السياحي، وشركة أبوظبي للاستثمار، والوطنية لإنتاج وتسويق الأعلاف والدقيق، وشركة «بلوم»، شركة رايز للتجارة العامة ذ.م.م.، وبترومال، وشركة حياتنا، وشركة أبوظبي الوطنية للمعارض «ادنيك»، وشركة العواني، والاتحاد النسائي العام، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ولجنة رياضة المرأة، وأكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، وكابال، والدكتور نادر صعب، ومزرعة الوثبة ستد، والمعرض الدولي للصيد والفروسية 2015، ونادي أبوظبي للفروسية، ونادي أبوظبي للصقارين، والوثبة سنتر، وقناة ياس الرياضية، وأجنحة القرم الشرقي «جنة»، وريسنج بوست، ومختبرات فاديا كرم للتجميل، ووكالة عمير بن يوسف للسفريات.
واستكمل القائمون على المؤتمر جلساته في الجلسة الثالثة التي دارت حول سيطرة الفرسان والتحكم في أوزانهم من خلال نظام غذائي وبحوث جامعة ليفربول جون مورس، وأشرف على هذه الجلسة وأدار حوارها البريطاني جاري كابويل.
وشاركت في الجلسة مجموعة من أطباء جامعة ليفربول وهم جورج ويلسون جريم كلوز، فيليب بريتشارد جيمس مورتون، والفارس فراني نورتون ود.جمال حوت خبير الأغذية، والدكتور الفرنسي جوليوم سيللر.
وكشفت آخر دراسة عرضت في المؤتمر العالمي لخيول السباق العربية في العاصمة البولندية وارسو، برعاية مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة، عن افتقار الفارس إلى فيتامين «د» والذي يؤدي إلى هشاشة العظام، فضلاً عن ضرورة تناول وجبات طعام تتوفر فيها جميع العناصر الغذائية التي تحافظ على وزن ولياقة الفارس.
وأشارت تلك الدراسة التي أشرفت عليها جامعة «جون موريس» (ليفربول) تأثير نقص الوزن لدى الفرسان والآثار الجانبية التي يعانون منها. وهدفت الدراسة إلى زيادة حالة الوعي لدى الفرسان وضرورة اتخاذ الإجراءات التي ترتبط بالمزاج والحالة السيئة والاكتئاب والتي تؤثر بدورها على أدائه.
وقامت جامعة ليفربول جون موريس بمساعدة فريق مكون من الاختصاصيين والأطباء النفسيين، وخبراء التغذية والأطباء العموميين، بتصميم وتطبيق نظام إنقاص وزن علمي، لا يضع حداً فقط لاستخدام تلك الأساليب الخطرة، ولكنه أيضاً يتضمن استراتيجيات معالجات نفسية محددة لمعالجة المشاكل الصحية الذهنية المحتملة.
وأكد د. جورج ويلسون ممثل الجامعة أن العمل مع مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للخيول العربية الأصيلة، قد مكن الجامعة من دعم الرفاهية البدنية والنفسية لجميع الفرسان في كافة أرجاء المعمورة، وقال: «قمنا بتشكيل فريق عمل من الاختصاصيين والأطباء النفسيين، وخبراء التغذية والأطباء العموميين الذين ظلوا يعملون مع الفرسان خمسة وعشرين عاماً».
وشهدت الجلسة الثالثة عرضاً لأخر ما توصل إليه فريق جامعة جون موريس (ليفربول) لنتائج البحث الذي قاموا بإعداده، بمبادرة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، والذي يتعلق بالحمية الغذائية للفرسان والآثار الجانبية التي يعانونها لإنقاص الوزن.
واستعرض الأطباء نتائج 3 سنوات من الأبحاث التي أجريت على عدد من الفرسان ونتائجها الإيجابية، وأطلق على البحث «رؤية التقييم المجسم لتجويد أداء الفرسان».
وقال الأطباء: «الفرسان يرغبون في تحسين حميتهم الغذائية وإتباع أفضل الطرق لإنقاص أوزانهم لكنهم لا يجدون الطريقة العلمية أو الوصفة التي تفيدهم في ذلك، لذلك جاءت هذه الدراسة لمساعدتهم في هذا الأمر». وتعتمد الدراسة على الاهتمام بتحسين صحة الفارس والحفاظ على لياقته البدنية، التي تعتبر أمراً مهماً في مهنته لأن الجسم السليم في العقل السليم، ويمنح ذلك الفارس الفرصة لاكتساب اللياقة الذهنية والذكاء ومن ثم التركيز والتفوق في السباقات.
وأشار الأطباء إلى أنهم قاموا بدراسة حاجة الفارس للياقة البدنية ودراسة وتحليل جسمه لمعرفة كمية الدهون والسعرات الحرارية، وما يحتاجه فعلياً منها، لذلك كان الاهتمام بالتمارين البدنية وتحليل «استقلاب» أو «الأيض» وهو مجموع العمليات الحيوية الكيميائية التي تحدث داخل الجسم لضمان نموه وأدائه الوظيفي السليم بما فيها هدم المواد الغذائية لإنتاج الطاقة.
وحذر الأطباء من العادات الغذائية السيئة التي ظل ينتهجها الفرسان مثل تناول مشروبات الطاقة، مشيرين إلى ضرورة توفير التثقيف الصحي اللازم لهؤلاء الفرسان وتزويدهم المعلومات الغذائية السليمة.
وغطت دراسة فريق جامعة جون موريس 20 فارساً، 14 منهم حققوا نجاحاً كبيراً واستفادة من التجربة واستطاعوا أن يقدموا أداءً جيداً وتحقيق نتائج والمحافظة على أوزانهم بحمية غذائية صحية لا تترك آثاراً سلبية على صحتهم النفسية والبدنية.
وقال المتحدثون خلال الجلسة إن الأساليب التقليدية الخاطئة في نظام الحمية لتخفيض الوزن التي كان يتبعها الفرسان خلال مسيرتهم، كانت تتسبب في معاناتهم، حيث كانوا يلجؤون للتعرق بوساطة الساونا والجاكوزي، والامتناع عن الغذاء وشرب المياه، ويسبب لهم ذلك المزيد من التوتر وسوء الحالة النفسية.
وأكد الأطباء القائمون على أمر البحث إنهم بعد المبادرة الرائدة من مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة، كانت البداية بتغطية إعلامية كبيرة نجحت في التعريف بالفكرة والحصول على شراكات مع العديد من المؤسسات المهتمة بأمر الفرسان وصحتهم.
وتطرق المتحدثون إلى تجربة الأبحاث مع الفارسات والتي جاءت كدراسة مقارنة بين الذكور والإناث، وأشاروا إلى أن الدراسة كشفت أن الفارسات لديهن قدرة كبيرة على فقدان المياه خلال السباقات أكثر من الفرسان الذين يتمتعون بنسبة دهون عالية وكتلة عضلية أكبر، بالإضافة إلى الكثافة في العظام، وهذا الأمر يعطي أفضلية للفارسات في التمتع بصحة ولياقة أفضل.
وشهدت هذه الجلسة أكبر قدر من المداخلات والتعليقات من الحضور خاصة الفرسان، الذين طالبوا بالمزيد من الدراسات وتعميمها على كل العالم، كما أشاد عدد كبير من الحضور بالدراسة وقالوا إن من شأنها أن تؤدي إلى تغييرات كبيرة في طرق الحمية الغذائية التقليدية التي كان يتبعها الفرسان.
كما طالب بعض الحضور بربط هذه الدراسة والأبحاث بالرياضات الأخرى لرفع الوعي بأهمية الحمية الغذائية والنظام الصحي للرياضيين في مختلف أنواع الرياضة.
وأكد المتداخلون على ريادة الدراسة، مشيرين إلى افتقاد الوعي بمثل هذه الدراسات، واقتراح الحاضرون إضافة أطباء من مختلف أنحاء العالم للانضمام لهذا الفريق حتى تعم فائدتها على الجميع، وإقامة قاعدة بيانات دولية متاحة لكل الفرسان في العالم.
صوايا: نسعى لخدمة الفرسان في العالم
أبوظبي (الاتحاد)
في ختام الجلسة أعلنت لارا صوايا المديرة التنفيذية لمهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية، عن استعداد المهرجان لاستضافة الفرسان في أبوظبي في نوفمبر المقبل، وإتاحة الفرصة لهم للحديث مع الأطباء، مشيرة إلى أن «ذلك يساعد الباحثين على فهم نفسيات ومتطلبات الفرسان، وأن إضافة أطباء من دول مختلفة لفريق البحث، يسمح لنا بأن نحقق الاستفادة القصوى، وأن يستفيد الجميع من نتائج الدراسة».
وأضافت: «مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد، عالمي ويسعى لخدمة الفرسان في مختلف أنحاء العالم».
ومع نهاية اليوم الأول وخلال الفترة المسائية من اليوم الأول أقيم حفل عشاء لضيوف المهرجان في فندق القرم الشرقي في أبوظبي تخلله عرض أزياء قدمته المصممة اللبنانية آمال أزهاري.
نقل مباشر على «ياس»
أبوظبي (الاتحاد)
شهد المؤتمر حضوراً مكثفاً من الخبراء والمهتمين بصناعة الخيول، حيث حضر ممثلون للعديد من الاتحادات والجمعيات، إضافة إلى المربين وملاك الخيول الذين يرون في المؤتمر فرصة للاطلاع على أهم المستجدات.
ونقلت قناة «ياس» وقائع المؤتمر، عبر الزميل عمر الجغيمان، وكريم الطرهوني والمخرج وليد ريحان والمعد محمد سوسه وطاقم العمل.
عدد اليوم
